قصيدتان للشاعر الأمريكي المعاصر دافيد سويردلو ترجة:
صالح الرزوق
خاص ألف
2018-01-27
*حلزوني
Spiral
يحط الثلج على أغصان البيسية والتي تلتف و تلتف
على طول
أعلى وأسفل الشجرة أمام نافذتي،
هذه مسألة عويصة
تواجهنا في الخامسة مساء. وهناك شجرة أخرى تقف
وراءها. وخيالها
يمعن بالسواد مع استمرار
المساء بالوصول، ومع اختباء الله
بين تجعيدات النهار والليل، ولكن رقصته
في الثلج فالس بطيء
يرافقه فيه الأموات المسافرون
مهما كان الطقس. اليوم، رأيت صبية ترحل
إلى قبر جدها وووجدت أنه
مدفون تحت الثلج فأزالته من
الأحجار بيدها دون استعمال القفاز لكن الله
جر شعرها إلى الوراء ليتمكن من أن
يهمس في أذنها المكشوفة التعليمات
لتؤدي الرقصة، إنما كانا
متباعدين، فترنحت بين بلورات الثلج المندوف
وهي تهطل نحو الأسفل في زوبعة على كتفيها
واهتزت برشاقة تحت معطفها الأسود
فجدها سبقها
إلى هناك، وهذا واضح مثل رحيل الإله،
وبقايا البرد لقبلته
تترسب على محيط أذنها. وقريبا، لن يكون بمقدوري
أن أشاهد البيسية
على الإطلاق، فقط جلدها، وفقط الحلزون الأبيض
للثلج هو الذي سيستمر.
*الأخير
Last
لو أن الله سمح لي، سأسدل جفوني قليلا وأحدق بالشمس
بينما السنة تضيق وتقترب نحو الساعات الرمادية
الأخيرة
من ضوء النهار، والسهوب تستسلم للهدوء،
والغيوم
مثقلة بمؤونة الأعماق
والجمال.
ثم أرى الله يثبت نظرته الثاقبة على الأرض
وفوق جليد أسود يغطي الممشى. وأعتبر ذلك
أنه يأمل
أن لا يسقط حتى يرى هيئتي
في النافذة
ويقرر أن يسدل جفنيه بالمثل ويبادلني النظر كأننا
نشترك بفكرة.
لو لزمت الهدوء وفقدت رغباته
اندفاعتها،
يمكن أن أختفي مثلما أتيت
إلى الوجود-
ذهن يرتعش، لسان نار خامدة، لكن الله
لن يطرف بعينيه
ويسمح لي بالموت في هدوء كما
أتخيل.
وها أنا أود أن أفكر بالجليد ثانية، فهو الجلد
غير المرئي
الذي يرتديه العالم ضد هذا العنف الأخير.
دافيد سويردلو David Swerdlow: شاعر أمريكي يعمل بتدريس فنون الكتابة في كلية وستمينيستر منذ عام 1990. وله مجموعتان هما (ثقوب كونية صغيرة) و(أجساد على الأرض).