مجزرة حماة بروفة تعلمها بشار الأسد جيدا
سحبان السواح
2018-03-03
في ثمانينات القرن الماضي ثار الأخوان المسلمين في سورية ضد حافظ الأسد في مدينة حماه حاضنة الأخوان في تلك الفترة. في البداية ارتبك الأسد الأب ولم يعرف تماما كيف يتصرف، حتى أنه وفي مرحلة التصاعد لتلك الثورة اضطر أن يخطب بالسوريين ليرتد عن علويته وفي المسجد أعلن سنيته. عتم على هذه الحادثة كثيرا فيما بعد ولكن من سمع خطابه حينها عرف إلى أية مرحلة وصل تمسك حافظ بالحكم. لكن الاخوان لم يرتدعوا وما كان أمامه إلا أن يبطش بهم ويمثل بهم ويدمر مدينتهم. وليعتقل فيما بعد من لم يمت منهم. انتهت الأزمة بتمكن الأسد من حصار حماه والبطش بالأخوان بين قتل واعتقال وتدمير للمدينة وقد دمر فيما دمر حيا كبيرا يسمى الحاضر سوي بالأرض بسبب ضيق شوارعه وعدم تمكن الجيش من ملاحقة الثوار في داخله فما كان من رفعت الأسد حينها وكان قائد الحملة إلا الطلب من المدرعات والطيران دك هذا الحي حتى سوي بالأرض وصار بإلأمكان ملاحقة الثوار دون عقبات.. جرت الأحداث ضمن صمت عالمي على ماجرى ولم تنقل أية جهة إخبارية متلفزة أم غير متلفزة مايجري في سورية حينها وانتهت المجزرة بصمت مريب من دول العالم. حتى أن الإعلام العالمي ابتعد عن ذكر تلك الأحداث حتى بعد أن انتهت وبقيت أحداث ومجازر حماة في طي النسيان لسنوات طويلة وحتى بعد أن سمح بالحديث عنها لم يفكر أيا كان من زعماء العالم بمحاكمة حافظ الأسد والحكم عليه بالإعدام نظرا لحجم المأساة الإنسانية التي تسبب بها. وبقي العالم أجمع يتعامل معه كما لو أنه قاتل عدوا وانتصر عليه ولم يقتل أبناء وطنه ويمثل بجثامنيهم وبينهم أطفال لم يبلغوا سن الرشد.
استوعب بشار هذا الدرس جيدا، وكان على علم أنه محمي من كل الجهات العالمية والعربية والصهيوينة وأن أحدا لن يسأله ماذا فعل ببلده وشعبه فمارس أقسى أنواع الإجرام ضد شعبه الأعزل وراح يدمر بشكل ممنهج سورية شبرا شبرا حتى دمر أكثر من ثلثي مدنها ولكن الذي اختلف بين ماحدث أيام الأسد الأب وبين أيام بشارأن الإعلام اختلف وماعاد بالإمكان إخفاء ما يجري في أي مكان في العالم عن عيون الإعلام الحر الذي صار قادرا على الوصول للخبر دون إذن من أحد.
في الثمانينات لم يكن من قنوات تلفيزونية خاصة ولا من إذاعات خاصة كان الإعلام محصورا بالدول وكان موقف الدول حينها كما هو اليوم يهتم بالتغطية على كل ما يفعله النظام باتفاق مسبق مع الصهيونية العالمية.
آل الأسد محميون من قبل الصهيونية هذه لم تعد سرا على أحد وآل الأسد حماة الصهيونية في المنطقة، وعالميا تعتبر إسرائيل الدولة المدللة لدى العالم والتي لايرد لها طلب. ولكن ما استطاع الإعلام أن يخفيه في أيام الأب لم يقدر أن يفعله في أيام الإبن الذي لم يهتم فالعالم يدين أفعاله في العلن ويطمنه بالخفاء أن لا شيء سيصيبه وأنه يستطيع الاستمرار بالقتل والذبح والسحل والمقابر الجماعية إلى ما شاء على أن لا يسمح للمعارضة بالفوز.
ولكن تطوارات الأحداث هي التي صارت الحكم فالعالم يستطيع أن يحمي بشار ولكن إلى حين وشعوب العالم لن تصمت فيما لو استمر في الحكم طويلا. فتبدلت المعادلة وصار على بشار أن يدمر سوريا مادام فوز المعارضة حتميا. ولكن يجب أن لا تكون هذه المعارضة موحدة أثناء فوزها يجب أن تكون معارضات لا معارضة واحدة وفي حال فازت المعارضة واضطر العالم على التسليم بنهاية الأسد سوف يخرج الأسد معززا من سوريا مع أمواله المنهوبة وسيقيم قي بلد يختاره مع عائلته والمقريبن منه.
ولكن مقابل ذلك عليه أن لا يترك سورية إلا بعد أن يدمر بنيتها التحتية ومعالمها وآثارها وتاريخها الطويل في هذه الحالة لن يكون هناك سورية لتستلمها المعارضة بل أرضا محروقة وميلشيات مختلفة فيما بينها. وبين الحروب لن ستنشأ بين الإسلاميين وغير الإسلاميين سيظل الدمار هو الذي يسود بينما إسرائيل مرتاحة لمائة سنة على الأقل من شعب يمكن أن يكون هو الوحيد الذي يفكر بدمارها وإخراجها من المنطقة.
باع حافظ الأب نفسه للشيطان الصهيوني وربى أبناءه العاقلون منهم، فلديه أبناء معاقون بلهاء، على التعهد بتلك البيعة وعدم النكوص عنها. وكان مهما إخراج سورية الثقافة والعلم والشعب الواعي خارج معادلة الحرب مع إسرائيل التي لا تخشى إلا السوريين قد أمنها آل الأسد لخمسين سنة قادمة تستطيع أن تفعل ماتريد وما تريده إسرئيل ليس دولة فلسطين فقط فطموحها في المنطقة العربية ككل ويفضل أن تكون مدمرة لتبني عليها دولتها العظمى.