سورية ومع سيرها الحثيث نحو سنتها االثامنة لم تك ومنذ بداية الثورة سوى رقعة شطرنج ، يحرك بيادقها زعماء العالم كلاعبين في بطولة للشطرنج. يتنافسون على البطولة. حقق الفوز في السنة الأولى اللاعب السوفيتي، مدعوما بصديقيه الصيني الذي يمده بالدعم، ويختلي به بعد أحد الأشواط لينبهه على أخطائه بعد كل جولة يخسرها الروسي. الذي يجلس قبالته على رقعة الشطرنج السورية اللاعب الأمريكي الذي تعود الربح دائما، والذي لا يستمع إلى مشورة أحد من داعميه الكثر في العالم الغربي والعربي، فهو اللاعب الذي لم يهزم.. ولكنه يفاجأ بهزيمة نكراء على الرقعة السورية، وللمرة الأولى يتساوى اللاعبان.. ويصبح الروسي لاعبا مزعجا للأمريكي الذي لم يتعود الهزيمة.
في لعبة الشطرنج الدولية، وحين يكون لاعبوها أبطالا للعالم في القتل والنهب وسرقة ثروات العالم وقتل شعوبه ونهب آثاره الثمينة والقيمة، تختلف شروط لعبة الشطرنج التي نعرفها، ولأن لعبة الأمم هي الأساس والشطرنج ماهو إلا فسحة من الزمن يقتنصها اللاعبون لتزجية الوقت والتسلية حين لا يكون لديهم حرب في مكان ما من العالم. ويصبح مسموحا التدخل من أصدقاء الطرفين أن ينبها اللاعبين على نقلة خاطئة هنا ونقلة هناك. والأهم من كل ذلك في سوريا كرقعة الشطرنج غير مسموح لموت الملك الأسود.. هو شرط أساسي في اللعبة.
الشعب السوري بأكمله يصبح بيادق بين أيدي اللاعبين، يضحون ببيادقه وقلاعه وفيلته وأحصنته لتحقيق المكاسب، غير آبهين بأهمية هذه الأحجار اللعينة، ليحققوا لأنفسهم النصر. لاتعني القلعة للاعب الأمريكي حين يجعل خصمه يدمرها لأنه يقتنع بأنه بالتضحية بها ستكون السبب في فوزه. ومع أن اللاعب التركي أحيانا والفرنسي أو البريطاني ينبهونه إلى أنها نقلة خاطئة إلا أنه لا يكترس بهم، وتسبب نقلته تلك خسارة مزيد من البيادق والفيلة وحتى الوزراء.
ولأن الشرط الأساسي في تلك اللعبة أن لا يموت الملك الأسود، تتغير شروط اللعبة على الرقعة السورية فصار من يلعب بالحجارة السوداء هو الذي يجب أن يفوز ومن غير المسموح لمن يلعب بالحجارة البيضاء الوصول إلى الملك الأسود، والذي يمثل الرئيس السوري بشار الأسد الذي قدم للجميع خدمات جلى لا يستطيعون التضحية به إلا حين لا يكون أمامهم مفر من ذلك، ويبدو أنه حتى الآن لم يصلوا إلى هذه النتيجة. لذلك من يجد ملكه الأسود مهددا بالموت، يبدأ بتخفيف هجومه ويضحي بقلاعه وفيلته تضحيات لا مبرر لها من أجل أن لا يصل بإرادته إلى أن يضطر إلى القول لشريكة كش مات.
كش مات الأسد، لن تقال إلا في حالة واحدة الوصول إلى قيادة للبلاد يطمئن لها الجميع إلى أنها ستستمر على نهج الأسد في تحقيق كل متطلبات أمن إسرائيل. طبعا هم لا يعنيهم من سيحكم والطريقة التي سيحكم بها ديموقراطية كانت أم دكتاتورية، سيكون لصا وسارقا وناهبا لثروات بلاده أم سيكون أمينا عليها.. الشيء الوحيد المهم أنه يحقق أمن إسرائيل ونموها ونمو اقتصادها وسيطرتها على المنطقة.
تختلف لعبة الشطرنج السورية وتختلف شروط لعبتها عن شروط الرقع الأخرى الليبية واليمنية والتونسيةوالعراقية.. تلك رقع لا تهم إسرائيل، ولا طموحات لها حاليا في التوجه نحوها بينما الرقعة السورية هي فقط ما يهمها في اللحظة الراهنة والذي سيفوز في الشوط النهائي من اللعبة، الذي سيحمل كأس العالم في الشطرنج هو من يحقق لها أمنها أولا.. لذلك يخسر الأمريكي شوطا، ويخسر الروسي شوطا آخر والبريطاني يمرغ وجهه في التراب، والفرنسي مرغما يرضخ لشروط اللعبة.. ويفتح ممرا ليقول لخصمه الذي يلعب بالأبيض كش مات الملك.
كش مات الملك الأبيض.. يرتمي الملك الأبيض على الأرض وتعاد الأحجار لتقف مرة أخرى ولتستمر اللعبة على الرقعة السورية واللعبة لن تنتهي أبدا.. حتى يموت الملك الأسود.. والملك الأسود لن يموت حتى تتحقق لهم الشروط اللازمة لإقامة دولة إسرئيل الكبرى.
وهكذا يتمرد فيل يتحالف مع قلعة بيضاء ليلعبوا مع أحجار اللاعب الذي يلعب بالحجارة السوداء، حماية للملك الأسود.. وتصبح حجارة الشطرنج حية تشارك اللاعبين الفوز والخسارة، فيما أعضاء الوزارة الإسرائيلية يمارسون هوايتهم في لعب الشطرنج كما يجب أن يلعب وعلى أسس قانونبة صحيحة منتظرين نهاية اللعبة على الأرض السورية. منتظرين كش مات الملك الأسود.. أو كش ماتت سوريا.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...