قصائد مضارعة بين الحبِ والحرب (5)
خاص ألف
2018-06-16
(1)
تحلُمينَ دائماً
وأنا المشغولُ بحياكةِ الحكاياتِ عني كيف
أنتِ تحلُمين
وأنا أسهرُ لأحرسَ غيابكِ !؟
لن أُخْطِئَ بالخيطِ الأحمرِ في منتصفِ الحكايةِ
حتى وإن استوقفتني فراشةٌ حطّت على كتفِ المشهدِ
كي تُجمّلَ سيرتكِ
مخافةً على الفراشات السوداء في دجى أصابعي....!
حتى وإن كنتُ ضريراً
ونمتُ في حُلمي،
سأحيكُ ما ينبغي أن أحيكَ
وأبسطه أمام الفجرِ
كي يجفَّ قليلاً من هذه القصيدة ..
***
(2)
هُبِّي أيتها الريحُ ولا تذري دبابةً
ولا راجمةً ولا مدفعية
ولا جنوداً ولا حتى غبارْ.
هُبِّي أيتها الحريّةُ
فالورودُ سوف تتبرّعمُ في الحقولِ القصيّة
وستركضُ الفتاةُ السمراءُ حافيةً
إلى أعلى التلّةِ
كي تقبّلَ القمر.
***
(3)
تزورني العاشقة
وتترك خصلةَ شعرها الرطبة على الوسادة
.. ماذا سأفعلُ بخصلةِ شعرها ؟
سأصعدُ إلى أعلى قلبي
وأنثرها في الريح ..
حتماً أنّ فناناً حالماً يجلسُ أمام النبع
وقد اكتملت اللوحة في عينيهِ،
ينتظرُ ريشةً رطبة
كي يرسمَ عريّ الطبيعة .
***
(4)
الذين قتلوا منذ سنواتٍ سبع
في قبورهم
الآن ماذا يتحدثون بعد سبع سنوات ؟!
لربما يتحدثون عن الجبناء والأنذال
والقوادين والقحاب
الذين أوصلوهم إلى قبورهم دون عناء ..!
وقبل أن يناموا
سيتحدثون أيضاً.. لدقيقتين
عن الله
وعن أحلامهم .
ــ الموتى يحلمون أيضاً..
***
(5)
حربٌ لكَ
حربٌ لها .. حربٌ لهُ.
حربٌ لنا .. وحربٌ لكم جميعاً..!
ومن يكتب الشعرَ والخطاباتِ والهواجسَ
والحنينَ بالدمِ
يتقنُ السقوطَ في نبيذ الصمت.
كلُّ عريٍ لا يكتمل .. خديعة
أو ماءٌ مسمومٌ في كأسٍ مُنمّقة.
أن تقفزَ فوق الجثثِ
كي لا تدهسَ وردةً
لن تنقذ قلبكَ من المشهد..
ــ في الصباح التالي
ستمر كلابُ الحربِ
وتدق عنقها ببساطيرَ سريعة !
حربٌ تأخذكَ إلى القبر
حربٌ تأخذهُ إلى السرير بنصف جسد
حربٌ تأخذها إلى بلادٍ غريبة
حربٌ تأخذهم إلى البنوكِ والشققِ المضيئة
حربٌ تأخذنا إلى الحرب.
نلقي الحصى في الينابيع الضريرة
ونشتم أنفسنا
ونعد قتلانا مع كل رشفةِ شاي !
نحن الحرب !
الحربُ قبل أن ترقصَ أمامنا
كانت تزحفُ تحت جلودنا.
الحربُ .. تكتفي باسمها
وتتكفّل بأسمائنا.
نحن الحروبُ الوسخة.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |