تمرُ الآن في غرفتي حربٌ تبتسم وجنودٌ يحملون بنادقَ على أكتافهم بخطىً رتيبة وسريعة وأيضاً تسيرُ دباباتٌ ومجنزرات وتوابيتُ ترفعها السواعدُ المُنهكة وقبورٌ في الطرف الآخر تنتظرُ ..! يدخلون بسرعة وأنا أقفُ "مكتوفَ الشفتين" أمامهم .. يدخلون من الجدار إلى الجدار .. ولا يتركون لي سوى الطين والدماء والصرخات .. ولكي أكون صادقاً قد نسيَّ أحدُ الجنودِ القتلى هنا على الكرسيّ وردةً كان قد قطفها لحبيبته. *** صورةُ ابنها القتيل لم تشأ أن تضعها في الخزانة بين الشراشفِ البيضاءَ والملابس الدافئة ورائحةِ ( النفتلين )..! الصورة الوحيدة التي اختارتها له، الجديدة .. منذ أسبوعين واقفاً على هاوية يرمي عينيه نردين في البحر ! الصورة ذاتها .. طوتها أخاطتها حجاباً على قميص أخيه وكان عليها ألا تفعل ذلك فالموتُ في هذا الوطن حتى لو كان حُلماً أيضاً هو معدٍ كالأنفولونزا......!
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...