الممرَّاتُ التي تعبرينَ منها
أنس مصطفى
خاص ألف
2018-10-27
في قلبِ العتمةْ،
أنظرُ نحوَ البعيدْ،
صوبَ الممرَّاتِ التي تعبرينَ منها..
الممرَّاتُ التي أتتْ بكِ لمرَّةْ،
لمرَّةٍ يتيمةْ..
بثوبكِ الأسودَ المنسدِلْ،
وقامتكِ المديدةْ،
..وقتها،
كانت الحياةُ كلُّها في الممرّ،
كانَ العمرُ رحيماً في الجوارْ..
بعد كلِّ هذا الوقتْ،
لم أتعلَّم نَسَيانكْ..
لم أتعلَّم الحقولَ أبداً..
وظللتِ تخفقينَ في المدَى،
مثلَ رايةٍ مغروسةٍ في الأبديَّةْ..
ظللتِ ساطعةً هناكْ،
في ممرَّاتِ المشفى الجامعي،
في مصادفاتِ شارعِ القصرْ..
وفي محطَّاتِ القريةِ النائيةْ..
وها أنذا التفِتُ إليكِ،
متعبٌ بالسَّنواتِ والأملْ..
لعلَّ ضوءاً يلوحُ هناكْ..
لعلَّ الكلمةَ تخفُقْ..
أنظرُ صوبَ الجهاتِ التي خصَّتكِ بالشرودْ،
والأنجمِ الذَّاهلةْ..
تعلمينْ..؟
لازلتُ متئداً رغم كلِّ شيء..
لايزال الطَّريقُ عارياً..
..
..