ما كتبته الريح قرأه الماء
إبراهيم حسو
2018-12-01
1
هنا على أرضٍ منخورة
تقلقني طيور الجنة الجاثية على ركبتي،
تدفعني أن أبقى مستيقظاً،
أراقبُ امرأة تجلسُ كل يوم في قصيدةٍ مجهولة،
مات شاعرها منذ أول طوفان،
هنا على أرض مبحوحة الصوت
بالقرب من سماء قُطعت أردافها بقوسٍ من قزحٍ قديم
هنا:
لا أصحو إلا وأنا أقرأ ما تكتبه لي الريح المستبدة،
لا أصحو والعربات الشعرية ملقى في ظلامٍ ما، تنحُر أحصنتها،
تفهمْ وتعترضْ على صاحبها، هناك خلف الأبواب الخلفية للعدم
والغيوم الرصينة المشقوقة تفتح أمطارها على جسدي
كبابٍ مسّوس تريد أن تفتح وتغلق على صوت نبي
يبتز أموال الجنة ويحرقها.
لم أنم كما يبدو
في هذا الكتاب متراخي الصفحات
الذي يشبه سريري المحطم، في غرفتي النورانية هناك
على أرض مصنوعة من لحم ودم، تنطق وتغور مثلنا.
2
جسمك مسرحية مضحكة
ساحٌر فكاهي على مقعد حجري في حديقة من حدائق الله،
جسمك حيوان مزيف باسم إنسان قدم من قرن حجري،
جسمك
أليفٌ كهواء خشن
آسٌر كطيف الموت،
مشتعلٌ في فضاء أخضر لا محالة.
جسمك خلاصة الشرق في سكرته،
فاتناً في خطاه الأبديُّ الطويل،
لغزٌ في رقاده الحذر منذ آلاف السنين،
جسمٌ محبوسٌ في نصٍ منفلت.
قاسٍ،
محبر،
مفتتٍ،
راعٍ مرعب في برية هائمة على سطح كتاب،
صورة فجر يتزحلق هنيهة بين أصابعك العشرين.
صورة تلميذ يحترق على سلالم الخريطة المرسومة خصيصا لخطواتك،
جسمك
شاطئ
حلو المذاق.
3
هل رأيت طيور الفسيفسائية تنط رويدا رويدا على معصم الكتابة؟
هل نمتَ معي لتكتشفَ المسافة الصغيرة بيني وبين الله؟
هل اعترف لك الماء، كيف يقفز غرقا من بين يدي ويتشقلب في الماء؟
ولم يرتجف البحر كلما ذكرت له
بأني ماؤه القديم؟
لم تهتز الأرض حينما أصف ثوبك ذاك بعشبة البابونج؟
هل فكرت مثلي بهذا النهار المتواطئ مع ليل نائم منذ برهة..؟
4
أنني أنتظر
قرن أو هذا العمر كله
أنتظر أن تخطئ الحياة، لأقف على حافة الشعر!