*السماوات
السماء التي فوقي
والسماء التي تحتي
والسماء التي تملأ حقائبي بالحنين
لم تعد تتّسع ليّ ، أنا الذي فرّ من بلاد كانت سماواتها تضجّ بالطائرات
بلاد تكدّسنا كالغنائم ، ثم تُحصي بنا الخسارات
*ابن
كلّما شيّد بيتا ابتلعه البحر
كانت بيوته تتهاوى كلّ لحظة
لكنّه لم يكلّ
كان يدعّك الرمل بيدين صغيرتين
كما لو أنه يقطّر سنواته التسع بالتكرار
*أخطاء
أرتّب أخطائي التي تتناسل مثل ثرثرة وارفة
أنت حين تمرّين كلّ حلم متبرجة بالشهوة ، نافضة عريك فوق سرير شاحب .
أبي حين استعصت عليه طفولتي ، فقصّ جناح فضولي .
أخوتي حين دفعوا القارب نحو بركة مالحة , وعلقوا زبد الوقت ببوصلة المتاهة .
صديقي الذي يقشّر الكلام ، ويتصنّع البهجة بضحكات جافة كسعال متدرن .
الأثداء وهي تروّض العين كل مساء على الساحل .
الساحر حين يشير بعصاه إلى جمع من النوارس تتناثر مثل خميرة فاسدة .
الحياة وهي تجمع غلّتها من العفن الذي سرّبته الحرب بمفاصلها .
أنا عالقا في المرآة أمدّ لسان شاحبا نحوي .
*هو
أَغمَضَ عينا واحدة على الليل ،
وفتح الأخرى ليطمئن على نومه .
في الصباح أعدّ فنجانين ، ثم شرب قهوته وحيدا ،
وهو يحدّث أصابعه عن سنوات عزلته التي تتناسل .
في المساء ذّرع الشارع مرتين
مرّة له ، وأخرى لأصحابه الذين عَبر الشارع معهم وحيدا
وهو يعدّ اسماءهم على أصابعه المبتلّة بالعدّ .
شاعر من العراق