قصائد مرتجفة في ذاكرة الأمس
أحمد بغدادي
خاص ألف
2018-12-15
1 -"شجرة ميلاد"
هي
منمّــقة .. بقنابل ضوئية
وصواعق مستعملة
أصابع صغيرة لأطفال مجهولين!
سكاكين تنزف
شرايين زرقاء .. حمراء ..
ليست خضراء
لا أدري أيضاً ماذا
وعلى رأسها
قمرٌ معطوب بقذيفة ..
يثبتها
عمودٌ فقري
أيضاً لشخص ما ...
من داريا
من إدلب
من حمص
لربما من ....
أطفئوا أعينكم
كي نرى جميعاً
كيف يطفئ العالم شموع الاحتفالات
يطفئ أرواحنا
بنفخةٍ بسيطة
ويصفّقُ لإنجازاته
أمام مرايا الإله.
***
2 -مشهد خارج الحُلم
مثل قبرٍ وحيدٍ على تلة ...
في ليلٍ فارغ كنهر
في قلب عاشقة
مطر ... مطر
أستأنسُ وحدي بعرير صرصار الليل
وأنتظرُ قتيلاً،
ضيفاً حليماً
يُدفنُ إلى جواري
كي أتحدث معه
بشوق
عن مذاق الحياة اللعينة.
***
3
أنتِ أشبه بتفاحةٍ مقضومة
على طاولة الضيوف
لا أحد يرغب بكِ
رغم أنكِ حمراء لامعة. .
شهيةٌ أنتِ
لولا أنكِ
لم تكوني
مقضومة ومنسية.
***
4
لقد نمتِ الطرقاتُ في ذاكرتي
وفوق جلدي
كعيون الأطفال اليابسة
في محاجرها
قبل أن تقابلَ المرايا..
كان هواءٌ صلدٌ يصفعُ مهجتي
وبين يديّ قصيدةٌ من عشبٍ رطب ... تمشي معي
كنتُ أريد أن أتلوها على شفاه الأطفال
وعلى هذه المدينة التي تضجُّ بالأحمرِ
والليل !
ورغم هذا اليباب ..الصامت
ومهجتي المشدوهة كضحيةٍ بين فكيّ المشهد
كنتُ أمشي مع فتاةٍ
توزعُ الحدائقَ للألوانِ الرمادية
ولم أكتب
بعدُ
عنها قصيدة .
هكذا اتفقنا .. بسرعة
قبلَ أن نفترقَ عند ضجيج السيارات القليلة.
***