نص / أرْيَافُ الغَريبَة
2006-12-28
خاص ألف
مَفْقُودُونَ بلا مَرَاسِم، أَسْرَابٌ في حَالِهاَ، الَّذِيْنَ بِلا أَسَى أَنْفَقُوا أسَىً بأِسْرِه..
ما خلَّفتَهُ في المَسَاءِ البَعِيد: الحَبِيبَة البَعِيدَة، الهَزِيعُ الأَخِيرُ مِنْ الأَمَل، النَّصْل عَلَى بُعْدِ عُزْلَة، التَّي تُوْمِضْ، الَّتي في صَفَاءِ بزُوْغِهَا، عِندَ أسْماَئِها الأُوْلى، التي انْطَفَأَت، الصَّبَاح الَّذِي شَيَّدتهُ الغَرِيبَة بِشَرْقِ مِرُورِهَا، في مُفْتَرَقَاتِ ضَحْكَتِهَا، الصَّباحُ الَّذِي كَانَ صَبَاحَاً أكِيدَاً، النُّورُ لأوِّلِ مَرَّة، الشَّايُ سَرِيْعَاً لِتلحَقَ بالنٍّزُوح، العتَبَة الأخِيرَة مِنْ البيَت، الشَّارِعُ مُرَّاً، الَّذِينَ بِلا زُوَادَة، آخِرُ المَناَزِلِ أغْلِقَ للِتَّوْ، أوَّلُ التِّيه: لا أَحَدَ نَادَى..
الغُرَباء فِي المِقْعَدِ المُجَاوِر يَتَفَقَّدُونَ غُرْبتَكَ سَرِيعَاً، الابْتسَامَة التَّي لابدَّ مِنهَا لِدَرْءِ ألَم، التَّي راَفَقتَك سِنيِن، التَّي أوْصَدَت سَمَاءً وَمَشَت، الحبَيِبةْ/ الغَرِيبةْ، الغَرِيبَةْ/ الحَبيِبَةْ/..
في الفنُدُقِ البَعِيد: القَصِيَّة العَذْبَة، صَوْتهَا لأوِّلِ مَرَّة، خَطُّ حَناَنِهَا وَيَدهَا، الحَنَان مَهْبَطُ الوَحْشَة، التَّي أَوْدَعَتكَ سُمْرةً وَمَدِينةَ، الوَدَاعُ طَيِّبَاً وَنَزِيهَاً..
الألمُ وَحيِدَاً في شَّوَارِعَ وَحدَهَا، السَّنَوَات، الجُرْح، أَنْتَ مَجْرُوحَاً بِأمَل، أنتَ تَسْتَديِنُ يَأسَاً لِعُذُوبَة..
سِبْتَمْبِرُ المَدِينَة: الله في الشَّقَةِ الأجْنبَيَِّة، في الغُرْفَةِ الصَّغِيرَة، في الأرِيْكَة البنُيَِّة، في الوَجَعِ الَّليلِي، في الطَّابِقِ الخَامِس، في الأمَلْ، في الأمَلِ الَّذِي يَنْجُو..
الَّذِي يَرِنُّ بغَتْةً، صَوْتهَا برَائِحَةِ الغُرْفَةِ شَرْقُ البَيت، صَوْتهَا بِطَعْمِ المَفقُود، صَوْتهَا يَطْرقُ الوَحْشَة، يُعِدُّ مَسَاءً صَغِيرَاً، وَيُربِّتُ علَى قلَبِك، صَوْتَهَا..
البُيُوت في شُهُورٍ مُبتَلَّة، البُيُوتُ الَّتي مَرَّت، الَّتي حَمَلَت الَّليمُون، ثَوْبُهَا الأزرَق، عُيُونُهَا، تلَويحتَهَا، التي أشْهَرَت الرِّتَاجَاتَ في عَنَاوِينك، الطُّرُقاَتُ بِلا مُنتَْظِرِين، المَحَطَّاتُ لا نَتَرَقَّبُّ لافِتاَتهَا مَحَطَّاتٌ فَقَط..
الصَّبَاحَاتُ النَّائِية حُطَام َصَبَاحٍ وَفِير، أيَّامُ المُغَادِرِينَ تَذوي، الصَّوتُ الَّذِي رَبَّتَ عَلَى صَوْتِك، التَّي تَرَكتَك عُرْضَةً للسَّناَبِل، التي يَحْجُبُهَا شَجَرٌ وَارْتِبَاك، بُقْعَةُ اللَّيلِ بلا مَطَر، الحَنَان في آخِر البَيت، الحَنين عَلَى مٍشْجَبِ الرِِّحلَة، البيُوتُ بِلا قاَدِمة، الحبَِيبةَ لأوَّلِ مَرَّة، الحبَيِبَة لِمَرَّة، البَشَرُ علَى الشُّرْفةِ المُقَابِلة يَرَونَكَ بَشَرَاً عَلَى الشُّرْفَةِ المُقَابِلَة، لا أَحَدَ يَرَاك، لا أَحَد..لا أَحَد..
مِنْ هُنَا مَرَّت، الَّتي سَتَمُرُّ بَعْدَ قَليلٍ ليسَت نَفْسَهَا، السِّيسَبَانُ الَّذِي مَضَى لِحَالِ حنَيِنه، الأسَى في أُغْنَيَاتٍ نَادِرَة، الأغَانِي نَفَدَت كُلَّها، القَدِيمُ الَّذي يَخُصُّ حَبِيبَة، الَّذِي لا يَخُصُّ أحَدَاً، المَسَاءُ بلا قَطْرَةِ حُلم، المَلامِحُ المَنْزِليَّة ضَيَّعَت قَلْبَاً وَجَناَح..
المُؤْسِفُ باِلفِعْل: (سَافَرُوا..الوُدَعَاءُ سَتَّفوا الشَّمْسَ مَعَهُم، الأنْبِياَءُ بأوْرَاقِ رِسَالاتِهِم، الفَتَيَاتُ أوَّلُ المَطَر وََِطُيُورُ السِّمْبِرِ المَهْاجِرَة، كُلُّلللللهم سَافَروا، كُلُّهُم..)
السَّناَبِلُ التَّاليَِة فَوْقَ حُطَامٍ آسِر، القاَدِمَة تَشْتِلُ أفْرَاحَاً صَغِيرَة، حُقُولُ القَمْحِ تَطْردُ الغِرْبَانَ مِنْ اللَّوْحَة، الحَضِيضُ لمرَّةٍ راَحِلَة..
الثَّمَن: الوَسَامَةُ نَفَدَت سَرِيعَاً..
عَلَيكِ الطُّيُورُ يا أمِّي: لَوْ حِكَايَة وَأيَّامُ بَحْر..
لَوْ
اليَابِسَة
يا
أُمِّي
لَ
وْ
ا
ل
يَ
ا
بِ
سَ
ة/
08-أيار-2021
17-تشرين الأول-2020 | |
27-حزيران-2020 | |
13-حزيران-2020 | |
26-تشرين الأول-2019 | |
27-تشرين الأول-2018 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |