القحبة والأسد
خاص ألف
2019-03-02
عُرفت "القحبة _ القحباء" لدى العرب، أنها البغي، التي تنادي (زبائنها) أي مرتادي الفاحشة، من خلال "قُحابها _ سعالها " كإشارةٍ جليّة للعابرين حذو سُرادقِها؛ والتي تكون دائماً منبوذةً من القبيلة، أو محيطها.
ومع مرور الزمن، وتعاقب الحقب، أصبحت هذه المهنة، "الدعارة"، التي تعتبر من أقدم المهن في التاريخ، مهنةً متطورة، على كافة الأصعدة؛ فهنالك دعارة مباشرة، أي "زنى"، وهنالك دعارة أخلاقية، أي السلوك والتصرفات البذيئة، والكلام السيئ الذي يفضي إلى منبتٍ فاسد، وأيضاً هنالك دعارة تُعتبر من أخطر الأنواع، وقد تم تطويرها من قبل حُكّام الأنظمة العربية منذ منتصف القرن العشرين، ألا وهي الدعارة السياسيّة؛ إذ استمدوا آلياتها وقوانينها من أسيادهم في "بريطانيا وأمريكا وتل أبيب"، وخاصةً الذين يطلقون على أنفسهم صفات الملوك والأمراء والسلاطين في (الخليج)، ابتداءً من "آل سعود" ووصولاً إلى عاشق الغلمان والجواري في سلطنة "عُمان"، إضافةً إلى الجنرالات الذين يتسربلون لَبوس الأنظمة الجمهورية (الديمقراطية)، كأمثال "السيسي" الحائز على جائزة الجوع والتسول العالمية، والديسم القزم "بشار الأسد"، والتحفة الأثرية التاريخية في الجزائر "بوتفليقة"، وغيرهم، مثل ساعي بريد السعودية، "الزول البشير" الذي بشّرَ بخطوة جبانة وليست هي الأخيرة في خيانة واضحة للدم السوري بعد ثمانية أعوام من الثورة السورية، خلال زيارته الأخيرة لإسطبل الأسد، كي ينضم إلى منتجي الأعلاف الأصليين، ويمدّ السجاد الأحمر فوق بلاط قصر "المؤامرات" الأسدي توطئةً لشركائه في الدم السوري... ( الخليجيون)، الذين قفز أوّلهم أحد أمراء (أبو ظبي) " شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان" لإعادة التوافق والعلاقات المُخنّثة مع مجرم العصر والقاتل الأممي "بشار الأسد"!
ــ فهل تصدقون أنّ "إنساناً" في هذا الكون اسمه "شخبوط"؟!
نعم؛ ولهذا (الشخبوط) وريثٌ يدعى " طحنون بن شخبوط آل نهيان"! فهل من المُمكن أن تكون هذي الأسماء لــ"بشر؟ أم شياطين أو جان"؟!
أم أنّ الصهيوني" هنري كسنجر " عرّاب الكوارث وثعلب السياسة العالمية، وصانع (حرب تشرين التحريريّة) ومُنظّر سياسات أمريكا ومخططاتها الشيطانية، ودوق الانقلابات العسكرية في الشرق الأدنى، له رأيٌ آخر؟ يصف به هذه الثلّة المتآمرة والفيروسات المنتشرة في الوطن العربي والإسلامي!
أعتقد، أنّ له رأياً مُخالفاً لرأي "واشنطن" البراغماتي، من حيث إن هؤلاء المرتزقة (الحُكّام العرب) هم صهاينة دوّنت أسماؤهم "ضمن أنطولوجيا العبودية" في "التلمود"، أو بين سطور "بروتوكولات حكماء صهيون".
وعودةً إلى "القحبة والأسد "، فإن ما يبعث للدهشة حالياً في الوقت الراهن، من قبل " ما يسمون "دول مجلس التعاون الخليجي" بقيادة " السعودية"، هذا السقوط الحرّ، العامودي، في أحضان العميل المخلص لبريطانيا وإسرائيل وروسيا، نظام الأسد المجرم؛ فلقد كنا نتوقع هذه الخيانة البشعة للدم السوري، عاجلاً أم آجلاً، فهذه الأنظمة لم تصن دماء شعوبها، أو حتى تحافظ على قرارٍ واحد، أو وعودٍ أطلقتها بما في ذلك ما يخصّ قضية الشعب الفلسطيني الشقيق، بل عمدت إلى مساعدة الصهاينة في التمكن ضمن القدس، والتوسع أكثر في أراضي فلسطين المحتلة؛ فكيف لا تطعن الشعب السوري العظيم، الذي قام بثورة عالمية ضد أعتى الدكتاتوريات في التاريخ المعاصر؟! وهم كانوا على يقين، إذا ما انتصرت الثورة السورية، فإن المدّ الثوري سوف يجرف أنظمتهم البالية، لذا قاموا بضرب الثورة السورية في عمودها الفقري، بمساعدة أسيادهم من دول الغرب وإيران وروسيا، وأسلمة الحراك السلمي وتحويل مساره إلى التعصّب الديني والتشرذم والفرقة الدائمة بين صفوف السوريين، كي يوصلوا رسالةً إلى شعوبهم مفادها" انظروا إلى سورية كيف تدمّرت، وإلى الشعب السوري كيف يعاني الأمرّين"!
وعليه، نستطيع وصف هذه الأنظمة القذرة بالــ"قحبة"، التي نشأت من لا شيء، سوى من باب الصدفة المحضة، وسخرية القدر الأحمق، أنّ "النفط" في أرض _الحجاز_ جعلهم يتكلمون، ويسودون، إضافة إلى دعم "بريطانيا"، التي زرعت أخطر جاسوس هناك " لورنس العرب / ضابط المخابرات البريطاني / توماس إدوارد لورنس " الذي أعاد هيكلة أرض الحجاز، إبان تفكّك الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين، بخطة شيطانية، وتقسيمها إلى ممالك وإمارات ودويلات صغيرة، هي الآن دول الخليج، تابعة بقرارها إلى "لندن".
في تاريخ 22/7/2012 طالبت هذه الأنظمة الخليجية تحت سقف (الجامعة العربية) "بشار الأسد" بالتنحي عن الحكم، ضمن دورة انعقدت في الدوحة، والآن، عادت "تقحُّ" لبعضها البعض كالــ"قحبة"، مشيرةً إلى مؤخراتها العارية، البشعة، كي يتسابقوا _ أي الأمراء والملوك والسلاطين _ إلى بيت الطاعة الصهيوني، لينفّذوا أخطر المخططات الصهيونية، بإعادة تدوير هذا النظام القاتل، وتعويمه، بذريعة محاربة المدّ الفارسي الإيراني، والحدّ من التوغل التركي في الأرضي السورية، حيث أولى الخطوات بعد إعادة التطبيع مع النظام السوري، سوف تكون إرسال قوات (خليجية ومصرية) إلى شمال شرق الأراضي السورية، لتفويت الفرصة على الأتراك، إذا ما قرّروا طرد "قوات سوريا الديمقراطية" من هناك، خدمةً للمشروع الأمريكي، بإضعاف تركيا وإجبارها على التنازل لشروط واشنطن وتل أبيب.
وأخيراً، نُسقط هنا بعضاً من أبيات الشاعر الكبير "البحتري" على هذه العصابة الرخيصة والعميلة والتابعة، التي ما انفكّت تتآمر على الأمة العربية والإسلامية، ليلاً نهارا، سرّاً وجهارا، خدمةً لأجندات أسيادهم، وللإمبريالية والصهيونية العالمية.
يقول "البحتري" في قصيدته الشهيرة "قولوا لجرجس":
ومَنْ تَذَلُّ لِوقْعِ الصَّفْعِ هَامَتُــــــــهُ
ذُلَّ الحُلُوقِ التي بالحَبْلِ مُختِنقَهْ
وَمَنْ لَــــــهُ عَمَّـــــــــةٌ تَــــزْنِـــــــي، ووالـــــــــــِدةٌ
قَوَّادَةٌ نَذْلَــــــــــةٌ مَهتُوكــــــةٌ خَلَقَــــــــــــــــــــهْ
***
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |