مُسَوّدَة قصيدة على ضفاف الفرات
أحمد بغدادي
خاص ألف
2019-03-02
هنا
بين أوراقِ الورودِ تُنصبُ الأشراكُ
وبين الابتساماتِ الرطبةِ
الجليلة
تنبتُ الأشواكُ
وللفجرِ الضرير ... ساعدانِ
تضمّانِ
عناقَ الريحِ
للعشبِ
إذا
ما
أضرمَ النسيانُ
شوقهُ للتذكّرِ
بملامحِ الصمتِ المضيءِ
والذاكرةْ، الحمقاءْ.
هنا
قد نجا الإدراكُ
في العقلِ حيناً، ونامتِ الأضواءْ
في القلوبِ النازفة
كالخيولِ الثائرةْ
لا تفقهُ الإسطبلَ ولا الفارسَ الموتورَ
من طبعِ البغالِ
الحائرةْ،
بين شكلِ الحصانِ
أو، الحمير النادرةْ.
ــ لا يقرأ الماءَ سوى الظمأ.
وتدورُ
في دجى الحقائقِ
الأفلاكُ.
لا تسقط ... فلتنجُ
أمام جنزير الدبابةِ، انهض
سقوطكَ
أمام القبلةِ أجدى،
وهل تُراكَ ترى البريقَ في احتضارِ العشبِ
حين يقبّله الصقيعْ؟
- هذا هو الحبُّ: صقيعُ.
مَن قال لكَ
إن الدفءَ حنينٌ فقط
ولم يرمِ أمامكَ القلوبَ الناضجةْ؟
وقال لكَ مخاتلةً: أنتَ رضيعُ
الانتظارِ
والقطارِ الذي
لم يكُ على سكّةٍ متناثرةْ
بين الحدودِ ــ أي حدودِ ــ أوطاننا
الغابرةْ.
هنا
على كتفِ الدهرِ
نميلُ
ونتّكئُ، جثثاً تبتسمُ؛
هنا الإيمانُ بالحقيقةِ، والإشراكُ.
ــ هذا دمي
هامساً
يعودُ إلى غرقِ الفراتِ
في القعرِ قنديلاً
يصيرُ
للنجاةِ على الضفافِ
وللدروبِ المُعتمةْ.
فيا أيها الماضي المضارعُ
قُلْ
أنّى تغرقُ في زُلالِ النهرِ
أرواحُنا
أو... تظمأ الأسماكُ!