لا انتماء لنا إلاّ لهذه الألف "أ"،
سحبان السواح
2019-04-06
في العام 2006 أجتمعنا وبطلب مني مجموعة من الشباب المبدع والمثقف لتنفيذ حلم قديم لي.. ألا وهو مطبوعة تهتم بالمبدعين الشباب.. لن أسمي، ولكن أود أن أشير أننا كنا حينها متحمسين للابداع وللعمل الثقافي.. لم نفكر يوما واحدة أن تتحول جماعة ألف التي أصدرت هذا البيان إلى في معظمها إلى شبيحة عند نظام الأسد.. لن أسمي ولكن سأنشر ما حلمنا به.. وأترك محاسبة الذين تخلوا عن أحلامنا للتاريخ
لا انتماء لنا إلاّ لهذه الألف "أ"، فالألف وحدها من الحروف تُشبه
قاماتنا المنتصبة، في هذا الزمن المنحني والمقرفص كياء "ي"،
في هذا المكان المستتب "بأنظمته" كمستنقع.
وليستْ،
ليست غايتنا الكتابة، إنما الخروج بالكتابة إلى فعل الحرّية، وفعل الحبّ.
فبفعل الحرّية، وفعل الحبّ نكون، ويكون الإبداع.
وليس إلاّ بالإبداع نكافئ حضورنا في الإنسان.
لكن كيف؟
بألا نتحدث عن الكارثة؟ ونحن في الكارثة. بألا نعبّر عن الخرائب؟ وفينا الخرائب:
(بلاد ممزَّقة - حروب طائفّية - انتصارات زائفة - أكوام جثث - أحياء موتى - وجيف إيديولوجيات- جنرالات، وإمبراطوريات عسكر:
بساطير وجياع...)
لكن، كيف؟
بألاّ نرفع الحجاب عن المكان / المنفي،
وعن المجهول / الحرية.
بألاّ نؤرّق حواسنا المعطّلة؟
بألاّ نخترق جدران المحرمات: الدين – الجنس – السياسة و.....
ألاّ نتآلف مع العقل،
بألاّ نتعرّى بالجنون، ونخرج على حشمة النفاق. بألا تكون الكتابة إلاّ مشوبة بنزعة الدولة ومؤسساتها. بلوثة الإيديولوجيات وسلطوياتها.
وخانعة كلّ الخنوع للقوالب والعمامات.
بألاّ نكون في نهاية القرن العشرين إلاّ في مؤخرة الانحطاط: في النفط
والتصحّر، في العهر والرخاوة والاستلاب... وتحت الاحتلال المأجور!
وبألاّ نكون....
لكلّ هذا نقول: لا.
ولا، لكلّ هذا العالم بمكوناته السلطوّية، من إمبريالية واشتراكية، دينية
وأخلاقية. ولا للكتابة أيضاً، إن لم تكن في اكتشاف النار الجديدة.
إن لم تكن خروجاً على احتكارات الآلهة. إن لم تكن تدميراً للثوابت
والأوثان، للحظائر والمداجن البشريّة.
إن لم تكن تشكيلاً لوعي عربيّ جديد.
لإشراق في الحرّية،
لإشراق في الحبّ،
لإشراق في الاستشهاد والوطن.