بشار ونيرون وأشباههما يحرقون العالم
سحبان السواح
2019-06-15
رجنا من سوريتنا نحن الموزعين اليوم في شوارع والساحات بمعظم دول العالم مشردين نبحث عن سقف يؤينا ولقمة عيش تبعد عنا الموت, ويد تمسح على رؤوس أولادنا تبعد عنهم وحشة الاغتراب، وغطاء يبعد عنا برد الأيام الآتية. غادرنا لأن قزما معاقا مقيما في القصر الملكي الجمهوري اسمه بشار الأسد يريد استملاك دولة اسمها سورية. فهي امرأة لاتشبه كل النساء، امرأة متفردة عصيت على كل الغرباء الذين حاولوا اغتصابها عبر التاريخ، لم نخرج بإرادتنا، فرض القزم المقيم في القصر الخروج، كان أمامنا عدة احتمالات أن نبقى في سورية صامتين فتقتلنا آلة حربه بكل ما لديها من معدات، أو نبقى فييها صامتين فإذا أبدينا رأيا جَرَنا إلى معتقلاته، خرجنا لأننا لايمكن أن نصمت، ولا نريد لأياديه النجسة أن تلمس أجسادنا بالسياط وغيرها من آلات تعذيبه. خرجنا لانحمل سوى القليل من الأمتعة، والكثير من الكرامة.. توزعنا في أكثر أنحاء العالم.. نبحث عن مكان لاتطالنا فيه أظافره.
قزم قتل أخاه المرشح لنيل مكان المجرم الأساسي حافظ الأسد الذي باع الجولان ثمن بقائه وبقاء ذريته من بعده. غطى عليه أبوه ذلك الفاشي وروى قصة غير محكمة عن موت ابنه باسل المرشح غير المرضي عنه لدى إسرائيل عرابة الأسرة الأسدية.
في التاريخ قصة وحيدة تشبه قصتنا مع هذا المجرم السفاح القاتل، هي قصة نيرون حاكم روما وامراطورها الذي أحرق مدينته.. الشبه كبير بين سفاح روما وسفاح دمشق، بل سفاح سورية، فهو أحرق سوريا بكاملها، وكان وهو يرى دمشق تحترق كان يتخيل المدن الأخرى وهي تدمر على يد جيشه المحتل. نعم جيشه المحتل، فهو قد احتل سورية في اليوم الذي قتل فيه أخاه وضمن حكم سورية. الفارق بين الاثنين أن نيرون كان يفتك بالمسيحيين وكان يريد التخلص من هذا الدين الذي بدأ يقوى، فخاف على عرشه منهم.. الفارق بين نيرون والأخرق أن نيرون شخصية إشكالية كانت تريد المتعة المتعة في ما فعل/ بينما بشار كان يدمر دمشق خدمة لأسياده الذين ساعدوه للوصول إلى الحكم.
كان نيرون يجلس على شرفته يستمتع بمنظر طروادة أخرى تحترق ويشبع طموحه وجنونه في إعاده بناء روما على نسق أضخم ويدعوها نيروبوليس أي مدينة نيرون. وحينما اندلعت ألسنة النيران كان هو على شاطئ البحر في أنتيوم مسقط رأسه. ولم تلبث أن امتدت النيران إلى قصره الخاص. حتى يبعد الشبهة عن نفسه في جريمة الحريق وفي الوقت نفسه يستمتع بقسوة شيطانية جديدة ألصق التهمة بالمسيحيين المنبوذين، الذين أضحوا في تلك الآونة -خاصة بعد خدمة بولس الناجحة في روما- مميزين عن اليهود.
ما الذي يختلف فيه بشار عن نيرون.. نيرون فعل ذلك وهو في حالة اضطراب نقتبس
" أراد أن يستمتع بمنظر طروادة أخرى تحترق ويشبع طموحه وجنونه في أعاده بناء روما على نسق أضخم ويدعوها نيروبوليس أي مدينة نيرون. وحينما اندلعت ألسنة النيران كان هو على شاطئ البحر في أنتيوم مسقط رأسه. ولم تلبث أن امتدت النيران إلى قصره الخاص. حتى يبعد الشبهة عن نفسه في جريمة الحريق وفي الوقت نفسه يستمتع بقسوة شيطانية جديدة ألصق التهمة بالمسيحيين المنبوذين، الذين أضحوا في تلك الآونة - خاصة بعد خدمة بولس الناجحة في روما - مميزين عن اليهود.
هي في الحالتين أو فلنقل في الحالات الثلاث، حالة تدمير حماه وحرقها من قبل الأب، وحالة تدمير سورية من قبل الإبن، وحالة تشريد السوريين في أنحاء العالم كنتيجة لابد من حدوثها. يمكن تسميتها بجنون العظمة التي أصابت أولئك الأشخاص
مستفيدا من كل ما قلته سابقا استنج أن من يقدم على مثل ما يحدث في سورية وروما القديمة لايمكن أن يكون منفذه إلا مصابا بداء الارتياب أودى به للجنون هذا الجنون أودى به للعظمة فظن أنه قادر مثل الله أن يحي ويميت.
الفارق بين الإثنين أن نيرون كان صادقا مع نفسه فانتحر أما بشار فقد اقتنع بأنه بقدر ما يقتل تزداد قدرته على الاستمرار في الحكم وبالتالي استمراره في الحياة..وتلك هي مأساتنا