أرفض القاء قصائدي
2007-02-04
خاص ألف
أرفضُ القاء قصائدي لأنني أخاف
أرفضُ القاء قصائدي لأنني أخجل
أخجل ان تخرج كلماتي راقصةً فاقدةً معانيها
أخاف أن تتجوّلَ في أنحاءِ الغرفةِ فتفتحَ الأبواب
و تخرج الى الشرفة فأبقى وحيداً.
للغرفةِ جدرانٌ أربعة . في كل جدارٍ بابٌ ينزفُ
شموساً مائية، يمتصني بردٌ قارس .
عبثاً أنتظرُ دخولَ كلماتي ، كلماتي التي تعانقُ.
غيومُ السماء . كلماتي التي...
لم أعد انتظر . فقدتُ متعةَ الولادة
أناديها، أصرخ.تهتزُّ جدرانَ الغرفةِ،أخجل.
أخجلُ أن توبخَّني امّي لشدةِ صراخي...
أختبئُ تحت السرير.أصرخُ مجددا ،أخاف.
أخافُ أن تقعَ صورةَ الحائطِ لأبَوَي مخترقةً
سريراً هشاً جاعلةً رأسي يمتلأُ بنثراتٍ زجاجيةٍ
براقة،ببقايا صورٍ تلوّثت بأفكار، بحبّاتِ عنبٍ
تعفّنت تحتَ السرير، ببقايا خيوطِ عنكبوت...
أرفض القاءَ قصائدي لأنني رجلٌ يخافُ أن
يبتلعَه امضاءُه الأخير.أرفضُ القاءَ قصائدي
لأنني امرأةٌ تخجلُ أن يشتّم أبواها رائحةَ
الحروفِ المتناثرة على ياقةِ القميص.
أرفضُ القاءَ قصائدي لأنني أمّي لا يتقن
صفَّ العبارات، أرفضُ القاءَ قصائدي لأنني
طفلٌ لا يتقنُ صفعَ أحاسيسِه ،لأنني طفلٌ يخافُ
أن تخونَه الكلمات و تغيرَ آراءَها و معانيها
كما نغيرُ كلَّ يومٍ هندامَنا و لونَ شعرِنا
كما نغلّفُ كلَّ يومٍ عيونَنا بنظاراتٍ سوداء،
أرفضُ القاءَ قصائدي لأنني متفلسفٌ و متعجرفٌ
و مدّعٍ و كاذب يعرفُ أنه لن ينفّذَ حرفاً ممّا فكرَ
أو كتب، لأنه يعرفُ أن الهواءَ هو أيضاً كاذبٌ
متعجرفٌ متفلسفٌ لم يكن يوماً اكسيراً للحياة
بل كان حفاراً للقبور
هنالك مئةُ سبب، ألفُ سبب، مئةُ ألفِ سبب
لأرفضَ القاءِ قصائدي.
لأنني أخجلُ و أخاف،
لأنني أمّي، لأنني رجلٌ و امرأة ،
لأنني طفلٌ ما زالَ يلعب،
لأنني طفلٌ ما زال يرسمُ دوائراً
على صفحة ماء....
08-أيار-2021
27-شباط-2007 | |
04-شباط-2007 | |
14-كانون الثاني-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |