من دفتر أنثى عاشقة في الخراب المضارع
أحمد بغدادي
خاص ألف
2020-03-21
المفتاح الثالث عشر XIII "بيانو"
.
.
الأبد ليس أن تكونَ السماءُ واسعةً إلى ما يعرف الغمامُ منتهاه !.
وأن تهيّئَ الفتاةُ الجميلةُ الظلالَ الباردة للشمسِ
كما ترتّبُ الزنابقَ أمام النبع.
الأبد أن يغادرَ قلبكَ العشبُ لتتعثّرَ بوردةٍ ضاحكة في مرايا الصحراء.
أن يرسمَ الفنانُ قنديلاً في عيونِ الليلِ
ويهديكَ قلادةً من النجومِ تعلّقها على عنقِ النهر.
فاتّئد بالقصيدةِ أيها الشاعرُ
المجراتُ تتصادمُ على السطور
والجَذواتُ تنبثقُ من خواصرِ الحروف !
.
.
الأبدُ
أنْ تقولَ لكَ الفتاةُ الجميلةُ
أكرهُ القبلاتِ عادةً !
لكنّني أحبُّ أن أقبلكَ.
***
المفتاح الخامس IV "بيانو"
.
.
تسكنني رغبةُ البكاء
كلما رأيتُ الثلجَ يتراقص !
أسمعُ صوتَ دمي في أوردتي
يسيرُ
عكس لونهِ !
أعودُ طفلةً إلى دميتي
وردةً بين أنيابِ المرايا !
.
.
تتسلّقُ جسدي براعمُ
كالأصابعِ .. براعمُ
تصلُ إلى عنقي لتلفَّ وشاحيَ الشتوي
وتلمسَ شفتيَّ كالحب ..!
/
تسكنني رغبةُ الرقصِ
كلما وضعتُ رأسي على صدركَ
الذي يوزّع الموسيقى خارج الصمت ...!
.
.
سأبكي
حتى يتوقّف المطر
لتغرقَ
غمازتان في خدودِ الأرض.
***
المفتاح السابع عشر XVII "بيانو"
.
.
في تلك الليلة
لماذا تركتَ على معقدِ الحديقة صوتك ..
وكانت مفاتني تفوحُ على مقعد الحديقة ..!
لماذا !؟
كنتَ تنظر إلى الصمتِ الذي يفترسُ الليل..
تنظرُ
إلى خطواتِ النهاريين
كأنّكَ تشرعُ قلبكَ
لتبتلعَ قمراً كان سوف يسقطُ بين نهديّ !
.
.
في تلك الليلة
كانت الأرصفةُ متشابهةً
حتى
أنكَ لم تعد إلى حُلمكَ ... رأيتكَ
توقدُ الحدائقَ على وسائدي
وترسم على الجدرانِ بدمكَ
نافذةً
تفضي
إلى ذات المقعد
حيث كان الصمتُ
يفترس الليل.
.
.