للفتاة التي ماتت .. للقلبِ العاشق والحرب
أحمد بغدادي
خاص ألف
2020-07-18
(1)
سأتركُ النافذة مشرعة ...
لربما تأتي رصاصة
أو نسمة
أو عاشقة
أو أغنية خرساء .... كل شيءٍ
يشبهُ وطني
سأدعهُ يدخل إلى قلبي عبرَ النافذة
ثمّة حقلٌ شاسع في قلبي
يتّسع حتى
لحربٍ أخرى ..
***
(2)
الفتاةُ التي ماتت البارحة في قلبي ...
الفتاةُ العاشقة؛
ــ ماتت ...!
/
قلبها كان يطلّ على نافذةٍ في قلبي!
......... وقلبي يطلّ على وطنٍ
اتت فيه الورودُ
الأنهارُ فيه ظمأى!
***
(3)
الفتاةُ التي ماتت البارحة في درعا ....
الفتاةُ العاشقة؛
كانت تجمعُ أصابعَ شقيقاتها
تحت ضوء القمرِ في الحقولِ الشاسعة ......!
....... الفتاةُ ذاتها
جاءت أمّها بثوبٍ فضفاض
لتجمعَ أصابعها أيضاً!
***
(4)
الفتاةُ التي ماتت البارحة في حلب ...
الفتاةُ العاشقة؛
كانت تنشرُ الغسيل لا أكثر ... !
كانت تنتظرُ من السماءِ
شمساً تجفّفُ دماءَ عاشقها ... !
لم تنتظر حتماً موتاً يهبطُ على هيئةِ (برميل) !
/
ـــ طارَ فقط قلبُ الفتاةِ العاشقةَ إلى السماء
........ بدماءٍ لزجة .. وقبلة قديمة ستهديها لعاشقها !
***
(5)
الفتاةُ التي ماتت البارحة في دوما ...
الفتاةُ العاشقة؛
كانت تتمشّى حذوَ الحياةِ وتقرأُ سيرةَ القبورِ للعاشقين ..
للأصابعِ التي يتضوّع بين بصماتها زهرُ اللوز في الغوطة ...!
كانت تقولُ:
ــ أقربُ شيءٍ للحياةِ هو الموتُ دون إغماضةِ قلبٍ مُرهق...!
وكانت تشهقُ أيضاً دون مهجة ...!
.......... في دوما
يُخطئُ التاريخ .................!
لم تكن روما .............. كان الحرفُ لا أكثر
بعد بداية الحربِ
يا ربّ الطغاة!
***
(7)
الفتاةُ التي ماتت البارحة في الزبداني ...
الفتاة العاشقة؛
كانت تقول قبل أن تمنحَ روحها لهواءِ الجبالِ الهابطِ إلى دمشقَ:
ــ أغلقوا نوافذَ العالم .. أغلقوها
أو اكسروها
.. جديلتي لحبيبي
وقلبي له أيضاً ...
........ عيناي لأمي في عينيها كي أراها دائماً فيها !
شفتاي المرتجفتان
الآن،
لعاشقٍ كان يمرُّ تحت شرفةِ قلبي سرّاً قبل هذهِ الحربِ الحارقة !
شفتاي لهُ
.... عاشقي، مكتوبٌ اسمه على شاهدةِ قبرٍ في مدينةٍ أخرى
وزّعّ لها أبي تفاح الزبداني
ولأطفالها قبل أن تأتي هذه الحربُ الحارقة
وقبل أن تمرَّ الذئابُ بين ورودها الوسيمة مثل
ضحكةِ أمي
وطعم الثلج في الزبداني
وقبلة حبيبي ...!