خاص ألف


خلعت بنطالي عصر أمس وغسلته
ثمّة حبّة فول مسلوقة جيداً
مغمسة بالزيت وسوائل ملح الليمون
سقطت فوق الركبة تحديداً..
كان ثمة سيدة تقول:
أعرف الرجل من نقاء ركبة بنطاله
وثمة سيدة جادّة جداً
أوقفتني عند شارة المرور، وسألتني:
أين بنطالك أيها الرجل الهمجي؟..
أجبتها:
بنطالي منشور على حبل غسيل

..
ــ
جاء الشيطان وقال لي:
يا سيدي..
ثمة امرأة تخاتلك..
أجبته: دعها، وابتعد..
ليس للنساء طعم دون مخاتلة...
ــ
آه يا امرأة..
المفاتيح كثيرة..
لكن بيوت الطمأنينة قليلة..
ــ
وآه أيتها الواضحة
مثل حبة خردل
أتهجى لسع حرارتها
مرة كل نصف ثانية..
وأنام تحت عباءات الصقيع..
ــ
يا امرأة.. يا امرأة..
نامي بين كفّيَّ..
مثل "عصفورٍ بلّله القطرُ"
فراش من صوف..
ولحاف من قوافٍ مشتعلة..
سأضمن لك بعد اشتعال التنانير
أجهزة إطفاء منتهية الصلاحية
تبرعت بها المحافظة
لكي تبقى النيران بيننا مشتعلة..
ــ
لماذا ستطيرين إلى مطارات بعيدة
وتتركينني في زنزانة الصمت؟..
انظري إلى مساحة كفي..
سترين حقلاً مجدباً ينتظر العوسج
وغضاراً فسيحاً للعاشقة..
ضعي سبابتك اليمنى
- على أن تكون مبللة ببعض الثلج - ..
واهبطي إلى الأرض بسلام
وفي النفس المسرة..
ــ
سأرسم قمراً على دفتري
وأطير إليه بوقود الرغبة
إذا وجدتك، وسأجدك لأني رسمتك هناك
لن أعود..
حتى لو كنت ستعودين معي..
ــ
هل تملكين ممحاة؟..
ستجدينني مثل متسول
يجلس على قارعة الطريق
يمدد أسطره المكتوبة بقلم رصاص..
وينتظر من يمحو له كل ما كتب..
ليعيد كتابته من جديد
مثل تلميذ
عاقبته معلمة الفصل
بكتابة عشرة ملايين سطر
تكرر عبارة: أنا لا أحبّكَ..
رأيته يكتب عقوبته
ويختمها بتوقيع:
سأبقى أحبَّها..

ـــ
استعنت بملائكة مختصين
وكلفتهم بمسح كل سفوح قاسيون
كي أجد الدرب إليك..
وحين عادوا خائبين ومتعبين
ظهر لي الرب
وقال لي: يا بني..
كيف تبحث عن امرأة
تسكن قلبك؟..
وتعطّل ورشات عمل ملائكتي؟..
_ اغفر لي جهلي يا رب..
ملائكتك فتشوا كل مكان..
وسهوا عن تفتيش قلبي..
كنت أريد التأكد فقط
من أن الشياطين لم يكتشفوا
أن امرأة من نور
وحدها تضيء لي وقتي..