كلب آخر
خاص ألف
2020-11-14
أتت بملابس ربيعية زاهية، تحمل معها قطع " البراونيز " التي خبزتها، وبطاقة كتب عليها: "من أم إلى أخرى، عيد أمهات سعيد! "، أودعها شاكرة، فتبتسم لي، وأغلق الباب.
يباغتني صوته: كم هي لطيفة! لا أقصد أن أبدو جاحداً، أعلم أنها امرأة رائعة ومعطاءة، لكن هناك شيء ما يجعلني أشعر دائما أنها تتوجس منا، ليس منا تحديداً، بل من الآخرين بشكل عام، هززت كتفي مستنكرة، ما الذي تتوقعه من امرأة تلتقي بها صدفة، وها هي تخبرك ببرود بعد اطلاعك على اسمها مباشرة بأنها مطلقة، وأن شريكها تركها لأنه لم يكن سعيداً معها. شردت قليلاً: ما معنى أن يجعل إنسان جرحاً قديم كهذا جزءاً من هويته التي يعرف بها عن نفسه أمام الآخرين؟!
هناك و على طاولتها زهرة غاردينيا وحيدة من عائلة الياسمين بلون الفجر الذي طالما انتظرته بقلق ، كلبها الأعمى والأصم يلتقم زاوية من غرفة المعيشة ساهماً كعادته بصمت ساخر من عبثية هذه البسيطة التي لم تجمعه إلا بعجوز كاثوليكية أشد بؤساً منه ، الكل يعتقد أنه لعمل بطولي ان تتبنى كلب ضرير وأصم، أما هي فتعلم أنها تحتاجه أكثر من حاجته إليها ، فكونها تقدم له الطعام وتنزهه مرة واحدة في اليوم ، أو أن تأخذه لمحل العناية بالكلاب أو الطبيب البيطري، إن لزم الأمر ، لا يساوي شيء أمام جلوسه لساعات يستمع إليها بلا تذمر ، وهي ممددة على الأرضية بنفس الوضعية التي كانت عليها حين هجرها زوجها، ولكن لا دموع فارة، ولا خبط هذه المرة، فقط فم محشو باسم لا تنطق به، و عينان يتأرجحان كبندول بغية اصطياد ذكرى واحدة تنتشلها من بين براثن الوقت ، تأرجحهما بين سلحفاة الصوف المكبوبة على وجهها و التي تذكرها بنفسها الآن، و الكرسي الصغير في آخر غرفة المعيشة ، الكرسي الذي صنعته جدتها لها وهي صغيرة وكتبت عليه اسمها ، لا حفيد ليجلس عليه اليوم ، اعتادت ان تسمح لأبناء الجيران بالجلوس عليه، ولكنه اليوم في ظل هذه ظروف كهذه فارغ حتى من هؤلاء ، عبرت في خاطرها فكرة لطيفة و تذكرت طفلها النيّق في الأكل، كان لا يحب ما تعده له من طعام، وكان صديق العائلة يأخذهما دائماً لتجربة أطباق شهية كل مرة في مطعم جديد، شريطة أن يتأنق الصغيران ، إنها ذكرى لطيفة ، الصغيران كبرا وغادرا ، وتركاها مع روبابيكيا من الأشياء المحسوسة والغير محسوسة، و منذ أن انتقلت من منزلها لهذه الشقة، وهي تحس بأنها باتت خردة مدفونة وسط ركام الأشياء التي جلبتها معها من منزلها القديم ، رائحة تغوط تعم المكان ، تنتبه إلى كلبها المريض الساكن في مكانه ، تأخذه إلى البيطري ، يقترح عليها تلك الحقنة ، سيتوقف قلبه ورئتيه في غضون دقيقتين ، وافقت على الأمر لكنها لم تستطع أن تبقى لمشاهدة ذلك . أخبرتهم بأنها لا ترغب بأخذ رماده معها يمكنكم حرق جثته مع الكلاب الأخرى.
.
تأتي لزيارتنا مرة أخرى بعد مدة، شعرت بقليل من الغرابة أنها المرة الأولى التي أعزي أحدهم في كلبه.
هي: لا بأس، أنه الكلب الثاني الذي يرحل عني بنفس الطريقة
يراودني سؤال لكني ترددت في طرحه، لكن سرعان ما سمعته يخرج من فمه هو: هل تفكرين في إحضار كلب آخر؟
هي: هي لا أعلم ربما، لم أفكر بالأمر بعد.
محمد العميري
2020-11-14
لترويض الكلاب يقال اسبوعا لكي يتماشى معك ليتعرف عليك من قرب... يأكل ويشرب على حسب التعود فهناك قانون يمشي عليه على حسب تعليمك له فطبعه وفي! لكن ان جاع ربما يفترس اشياء عليك او يهرب فهنا لماذا نقول عليه وفي!! ربما تكون انت من يحتاج المعاناه وليس الكلب قالترويض هنا باتا فاشلا... عندما نتعامل يجب أن تفكر بدون أن ننطق او نزوض عليه هو بالنطق بما يدور في مخيلتتا فالتهاطب بالروح أقوى بكثير من ملامحنا البدائيه نتوصل للوريد لكي نعرف محتوياته كلها قبل الوقوع في اي شي ولو كان ربطنا قلبا واحد في الدنيا لما خيرنا ربنا كأنس فالقلب في جسدا واحد وليس قلبان في جسدا واحدلا نربط فلو عرف الإنسان كيف يتحكم بمشاعره فشوف يكون خطيرا يجب علينا قراءة الفكر والمشاعر لكي يكون اختيارنا إيجابيا نعيش لغدا ولا نتوقف ابدا فاختبار الروح قبل الارتباط بها تمدنا بعيش افضل مستقبلا فالكلب ينبح من صوت الديك ويكون الديك ضحية فالنت جه للخالق ونضع مخيلتنا في أجسادنا لعيش هني نبعد احساسنا عن المخلوقات وننظر لها من بعيد فأن رأيناها تترجم ما في مخيلتنا وجب علينا الارتباط بها فهى مرسوله من الخالق فلا نتوقف على ما احنا عليه فل نبادر ونقوم الحياه لأنها ليست مربوطه بأحد فلنعيش بما أمرنا الله به ونلغي ماضينا السلبي فأنه يسألك عن حاضرك فقط قد يغير مجرى حياته كليا لأجلك فلا تفوت الفرصه فأنها شخصيه لا تتكرر
Jawaher
2020-11-14
ابدعتي كعادتك.... ليس لي بالنقد لكنت اسهبت في المدح لكن لدي عينين تراها لوحه مرسومه اكثر من مكتوبه.. أرى جمال كل التفاصيل واري المشاعر البارزه من خلف تلك الوجه الصامته في الصوره ..كل التوفيق لك يا كاتبه اللوحات الفنيه.
08-أيار-2021
14-تشرين الثاني-2020 | |
14-أيلول-2019 | |
20-نيسان-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |