أصداف التجربة وقصائد أخرى
2021-01-16
لا تقلْ لي إنك تنتمي إلى فجْر البحر،
ولا إلى ظهيرته المجنونة.
لا تضفْ أن الضوء يُضيء لك الطريق.
وأن الريح تنقلُ رسائلك.
الريح لا تحملُ إلا ما تحوّلهُ إلى ذاتٍ لها
والضوءُ يهربُ حتى من نفسه.
يكْفي أن يلتمعَ على الأحجار
على أوراق الطحالب
وعلى كِسر الأصداف
يكفي أن يعبر في حقل القصب
أو أن يتوهّج في جناحين.
لا تقلْ لي إنك تتعلّم الصبْر من الحجر
وتتمسّك بما لديك كأعشاب البحر التي تلتفُّ عليه
بعد أن يَرْمي بها البحر من طوابقه العليا.
لا تقلْ لي إن صوت المحار الذي يتكسّر
وهدير الأمواج التي تتحطّم عند قدميْ الزبد، موسيقى.
هنا شيء يتحدث لا أفهمُ كلماته
هنا صخورٌ تتوضّع وتمنحُ نفسها للأشياء
بانفصالٍ مألوف.
لا تقلْ لي إنك تندفع كموجةٍ تضربُ الصخرة
وترفع فوقها سماءها البيضاء.
أجمل ما في هذه السماء أنها لحظوية
أنها تنهار هي ومجراتها وكواكبها بلمح البصر.
لا تبعثْ إليّ برسائل خاطئة
عن ما ترغب برؤيته ولا تراه.
لا تقلْ لي إن إيقاع دمك مولّفٌ على كلمات ميتة.
إن ماء البحر الذي يعلو
الآن كأجساد تترنّح في ناد ليلي هو طريقٌ إليك.
البحْر ليس في داخلك
ليس أمومة ولا أبوة
لا ينشقّ بعصا ولا يُصْغي حتى لنفسه.
لا تقلْ لي إنك تقرأ نفسك في أمواجه
وتفهم هذا الجنون.
تعيشُ هنا الآن
تتنفّس الهواء البحري
الذي يخرجُ من باب يوم
داخلًا في باب يوم آخر
وتتناثر خلف خطواتك على الرمال
كِسَرُ أصداف التجربة.
08-أيار-2021
17-نيسان-2021 | |
06-شباط-2021 | |
16-كانون الثاني-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |