من أوّل نظرةٍ إلى آخرِ نظرة ماءٌ قلتُ أهذي حتى تغرقَ لغتي معي وتشدُّ الأمواج لحافاً لزفرة الروح علّها تطفو دمعةً في بحر الجليل.
جسدي رسالةٌ في رواية كتبها البحرُ صباحاً وحرَّرتْها النوارس موسيقى عند المساء.
■ ■ ■
رصيفٌ مُتَعَثّر
كنتُ أمشي عليه ويسري بي وأُصيبَ كلانا بضربةِ شمسٍ. كان يحملني كرداء المساكين وأحملهُ كأنين حجر. كلانا يتجوّلُ والنهرُ قهقهةُ غجريّةٍ.
عَطَبٌ في القدمِ اليمنى ونعاسٌ في العينين وظلالُ أشجارٍ تميلُ مع جسدٍ مائل.
هدوءٌ في نواةِ القلب كأنَّ هذه سُنّة الكونِ لا صدأَ الكلام.
■ ■ ■
غربةٌ هناك
قد ألتمسُ عُذراً من الحجارة التي لا تظلّلها أشجارٌ وكلُّ المشاهدِ حولها صخَبٌ. قد أحملُ البحرَ على كتفيّ وأبعثُ فيه طفولة هائمٍ من جديدٍ ينسى رمال المكان المتحركة ويصبو إلى النخلة العالية الحالمة في خيال بعيد.
نهارٌ من وطأةِ شمسٍ ورائحةِ تبغ ضوءٌ بَكَّاءُ الخُطى محلّلون بلا وظائف وبائعو هموم ودين.
يكادُ القلبُ يذهبُ بلا رجعةٍ...
زخّاتٌ رصاصٍ تُلطّخُ ضوء القمر همساتُ رجالٍ في الشوارع، شكوكٌ. كلُّ الدروبِ شكوك. من قال إنَّ الله غارقٌ في وحلنا ولهذا الحدِّ؟
خشوعٌ بلا موسيقى ما المعنى؟
عقلي صامتٌ ولساني بلا مفاتيح والحقُّ أبكم تائهٌ في هذا الفضاءِ الحزين.
■ ■ ■
رُوّادُ هاويةٍ
نهارٌ بلا حياء عطالةُ وجودٍ على رصيف يعجُّ بالبرد. كلماتٌ كأنّها الدار الآخرة وجوقةُ خرافات.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...