أندلس الفرات
2008-06-22
تهنئ هيئة نحرير ألف الشاعر عبد الناصر حداد بفوزه بجائزة شعراء بلا حدود الدولية وتتمنى له تقدما ونجاحات أخرى.
(( القصيدة الفائزة بالجائزة الدولية : شعراء بلا حدود))
وطن من الآياتِ
صوت الله ِ..
حكمته على أرض الفراتِ
حكاية أخرى من الطلقاتِ
آخر من تبقى بعد طوفان الجنونْ
..
محمودُ كان حكاية تهمي مواسمْ
ثملت به الأرض التي حبلت بهِ
جسداً من النعناع والبارودِ
حرفاً في البراعمْ
محمود كان حكاية تهمي ملاحمْ
سكرت به الأسماء ُ
لو تدري القصيدة أيَّ منطلق تغني
للبحر كِـلْمته ُ،
وللكلمات أبحرها ..
ومحمود الصدى السحريُّ في السكناتِ ، في حرية الحركاتِ ،
خمسة أنجم تُـتلى فيكتمل الغناءُ
كل الحكاية أنه كان الحكايةَ
باسمه ابتدأ الكلامُ
ولاسمه ضرب من الأشجار والأشعارِ محمود المقامُ
على اسمه ست الجهاتِ
ودربه يمن وشامُ
ويطلُّ من شرفات قصته فتلثمه المعاني
ثلثه بشرٌ ، وثلثاه المياه ُ
ضاقت عليه الأرض فاتـَّسَع النشيدُ ..
كأنَّ محموداً سواه ُ
في حزنه العالي ، وإيقاع الرؤى ،..
في لحظة ومضت فـقيـَّدها كتابا
وبكل ما أوتي من الإشراقِ
يتلو ما تيسَّـر من شِقاق الطينِ
أو من سورة عن صورة الإنسانِ
محمود الفراتيُّ الشهيد على الزمانِ
حكاية قدسية ، فرد أنامُ
ويطل من شرفات قصته فتلثمه الأماني
قد كان صلَّـى خمسه ،
صام الثلاثين ،
وزكـَّى نفسه من نفسه ،
وأتى شبابا ..
يأوي إليه الماءُ
ها الرجل الفراتيُّ الفقيرُ
صديق غربته ، وصدِّيق الحيارى
تأوي إليه النارُمحمود الحزين
يأوي إليه الطينُ ،
والضوءُ ، الفراشاتُ ، الهواءُ ، ..،..
ويطل من شرفات قصته فتلثمه الأغاني :
محمود يا العالي
محمود يا أعلى
محمود يا الغالي
محمود يا أغلى
ومحمود البداية والخواتيم ُ
الصدى الحركيُّ في الأوتارِ
آخر شعلة الأنهار
محمود الخرافيُّ الأخيرُ
هو شهقة في ريشة الرسمِ
الزفير على شفاه الناي والوتر الجديدُ ،
هو الدلالة والإشارة والأمارةُ
عرس حرفين ..
القصيد الكامل المجتثُّ
والفردُ الفريدُ ،
السين والسينيُّ والرؤيا ..
ألفْ ، راءْ ، ضادْ ..
ومحمود الحميدُ
ضحكت علينا الحرب يا محمود ُ
من جلجامش الجبار ِ
حتى آخر الغابات ِ
أدمتنا ديمقراطية الآلاتِ
ليبرالية الدم والصَّـديدِ
فأيـُّـنا ينجو من الطوفانِ
طوفان الحديدِ ؟
محمود يسأل جدَّه عن سرِّهِ
وعن الخلودِ ؟
محمود يبكي وحده في سرهِ ..
- من أين يأتي الحزنُ ؟..
- من عدميـَّة الماضي
- من أين يأتي الحزنُ ..؟
- من عبثـيَّــة الحاضرْ
- من أين يأتي الحزنُ .؟.
- من غيـبـية الآتي
- من أين يا جدي يجدُّ الحزن ُ؟
- من فرح النشيد
ورأيت أني في الرؤى وحدي رويتُ روايتي ماءً فما ابتلـَّتْ عروقي
وصعدت وحدي ـ والجبال على يدي حجرٌـ جعلت من الردى دربي ومن لغتي طريقاً للصدى فتفجَّـرت عشتار أنهاراً فأنهاراً رأيت على المدى الدم العربيَّ أنهاراً فأنهاراً . وغِـيضَ القلبُ ، فاضت لعنة الأرباب ِ أمواجاً فأمواجاً وغصَّ الصوت بالأعراب ِ أفواجاً فأفواجاً وطافت لعنة الكلماتِ .. هل من قشة أخرى لتاريخ من الخطبِ ؟!
محمود
آخر شعلة للضوء في الكتب ِ
محمود آخر شعلة
للضاد في العربِ
*
*
روح من البارود تـنتظر الحدثْ
وحكاية أخرى من الطلقاتِ ،
محفظة السنينْ
حجر من الأبنوس في جيد القيامةِ
موعد بين (الصُّـدَفْ)
هو دمعة سطعت على الكلماتِ
أحرفنا الأخيرة في الصلاةِ
شعورنا الشجريُّ ، حمحمة الحنينْ
ودم السماوات التي انطبقت على الأرضينَ
من فلك إلى فلك يدورُ
وهو الذي جعل المدى مداً مديداً
وهو الذي هزم السراب ْ
ألحاضر الأبديُّ في هذا الغيابْ
وهو الذي تمشي إليه البارقاتُ
هو الذي تأتي صلاة في صداهُ
هو الذي يدنو بعيداً
بين أوردة الحياةِ
الغائب الأبديُّ في هذا الحضورْ
وهو الذي امتشق السحابَ
08-أيار-2021
01-تشرين الأول-2008 | |
22-حزيران-2008 | |
12-آب-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |