ينفتح الليل عن صورتي في المرآة وأنا أجمع جثث حروف ماتت من فرط الكلام أختار حروفا أحييها بأنفاس الشوق وأطياف اللون لينفتح لي باب اللغة… فأرى الألف في كبريائها: رقص غزال ذبيح النون في أنينها: فمٌ قرمزي تَوَلّه بأسماء العشق ثم الألف في امتدادها.. هكذا… ترتسم في الهواء كلمة أنا وحولها سرب من الكلمات أنا شرهُ الطرقات التي التهمت خطاي وهواء ديسمبر يلاعب الوجوه والشجر والمطر يغسل قرميد المنازل الأحمر ويصنع من لغتي الطفلة سُلّما أزرق يمتد نحو السماء أنا خبز الجائعين المعجون بالعرق ليل عاشقة تتقلب على سرير الحيرة والندم مواء قطة في إحدى ليالي فيفري موال ضائع في حقل من الأغاني موسيقى عود جريحة أوتاره وموسيقى الطبول القديمة في غابات افريقيا أنا صوت الرمح إذ يشقّ الهواء باتجاه الفريسة وعينا الفريسة عند التفاتة موتها أنا فرس صهباء نزلتُ النهرَ دون بوصلة الريح والشجر وأنا غيرة العاشقة والزوجة والمعشوق والبهجة المسروقة في شارع مظلم يوجعني اللون والشمس والظلال ويوجعني ما لا أراه
أنا حقل سنابل جائعة للشمس أنين شجرة زيتون عمرها مائة سنة قطعهتا فأس عمياء هسيس النار التي أوقدها آخر هندي أحمر تمسك بأرض خيمته قبل أن يموت واندفاع الماء عند آخر النهر شلاّلا من الضوء…
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...