من هنا... من على كتف الليل
ألامس أغصان الحلم
المُتدلية
برغبات يبللها قطرُ...
المدى

ليرتدّ زمن القصيدة
إرتداد وقت عطش
وقت كنا فيه روحاً واحدة
تتساقطُ
على ساعد البحر المجروح بالشاطئ

كُجّة تتداخل فيها ألوان الحنين
بألوان الغياب
كنا نركض على رمال الرحيل المتحركة
ونصرخ بالنداءات
لمطر السلالات ترقبنا بمكر
من كوّة
في مخدعها الوثير بالغيمات
كنا نصرخ
وتجيب هي باللامبالاة
لم تمنحنا ولو بارقة فضّة
قدّمنا القرابين:

وروداً بحجم نظرات عميقة
يتواثب فيها الاشتياق
فراشات غيرة
ونحلة الشك العنيدة
موسيقى قبائل اندثرت
مذ فصول الماء الأولى

حتى ألواح المحبّة المدفونة
في صحراء النسيان
قدمناها وأحيينا الحنان المنتحر
بأنشوطة الأكاذيب والوعود

قدمنا:
سِلالاً من سعف الرائحة
كنا كدّسنا فيها
ظلال اللغات
تفّاح الفتنة
غواية العطر

وإرثنا المشترك من الأحلام

(الحلم: ماء الشعراء)
ترياق العاشق

الحلم زورق مثقوب
لعبور العدم والوحشة

حتى...
عكّازيْ الوفاء قدمناهما

فقط لتمطر في لمحة برق خجول
وبحّة رعد
لـ... يرتوي قرنفل الاشتياق
وتعوي ذئاب الحنين

فقط لنخرج من شرنقة السأم والرحيل

من هنا، من على كتف ليل
- الليل باشق أعمى
يعبر خرس المرايا –
كنت
أفتح بوّابة المعنى الثقيلة
لتعبر قصيدتي
بريّة الأسئلة والارتقاب
كفرس مجنّحة
تغسلها فضّة الأساطير
وارتعاشات الضوء الجموح.