ماذا لو كنتُ سمكةً في بحرِ عينَيكَ.. أو شامةً يتيمةً تَنشدُ حضنَ وجنتَيكَ؟ ماذا لو من ثغركَ سقطتُ سهوًا.. واحتضنتني شفتَاكَ؟
*
لأجل عناقٍ يليقُ ببراءةِ الطُّفولةِ أصنعُ من الإجاباتِ مراكبَ ورقيةً وأطلقُها في أنهارِ العزلةِ لأجل أن أقتبسَ من جُحودِكَ جحودًا أرمي نردَ هواجسي فتنهمرُ الأنجمُ من سماءِ الوطنِ شظايا
*
المطرُ بريءٌ من ملحِ دموعِنا ونحن بكلِّ فظاظةٍ نتَّهمُ الغيومَ بالشُّحِ.. ونغرسُ في تُرابَ خرابِنا أكاليلَ الشَّوكِ
*
على غيرِ هدىً نمشي في طريقِ الثَّرثرةِ الفجَّةِ نرسمُ أرصفةً على خواصرِ الكلماتِ نعبرُها كغريبينِ لم يلتقيا في أوَّلِ السَّطرِ.. ونتسمَّرُ كنقطتَينِ في آخِرهِ
* ثمَّة آثامٌ في أعناقِنا نُخفيها حتى عن مرايانا نوقظُها من سُباتِها حين يعرِّشُ الخوفُ على حناجرِنا ويجعلُ من أبنائهِ حُرَّاسًا لنا
*
ثمَّةَ أفراحٌ مارسنا معها سِفاحَ القُربى أنجبنا منها كلماتٍ عمياءَ وخرساءَ ولم نُقمْ عزاءً لِما ماتَ فينا
* الأفكارُ تهوي تباعًا في مستنقعِ الوقتِ على ضريحِها نبكي أمنياتِنا الميتةَ لا صدى لصراخِنا سوى حشرجاتٍ مُتقطِّعةٍ يخفيها الزَّمنُ الآتي في دِنانِهِ ويؤوبُ إلى نقطةِ البدءِ
* منذ موتٍ ونيِّف وأنا أبتغي نهارًا يليقُ بمدينةٍ قدَّمتْ أبناءَها قرابينَ مالحةً لفظَها البحرُ على شواطئِ حقيقةٍ مُرَّةٍ، أنَّنا كنَّا نحملُ على أكتافِنا أمكنةً وأزمنةً ثقيلةً لم نقوَ على التَّحرُّرِ منها أطعنا قلوبَنا وجعلناها أراجيحَ تتدلَّى من خرمِ أملٍ بأن ننجوَ مِنَ الحياةِ بأقلِّ الخساراتِ.
*
لا أجد مُبرِّرًا لأتَّكئَ على نافذةِ الحياةِ أوجاعي أخطاءٌ جسيمةٌ لا تُمحى بفضائلَ أدَّعيها لن أحلِّقَ إلا بجناحَينِ من لحمٍ ودمٍ سأصدِّقُ أنَّني حُرَّةٌ وأسخرُ من سذاجتي حين أشيخُ، ويبقى وحشُ الأوهامُ الذي ربَّيتُهُ في جوفي فتيًّا نضرًا.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...