Alef Logo
ابداعات
              

حكمةُ كاروسال

محمد مجدي

2007-07-14

خاص ألف

كنتِ طفلةً تعلو وتهبطُ على ظهر حصانٍ لامع !
كنتُ أشاهدُكِ
وأنتِ تدورين في حكمةِ كاروسال .
في جيوبي أنصاف وجوه من عرفتهم
تنفتح وتنغلق كدعايةٍ ضوئيّة.
أدنو من سمّ خيّاطٍ كونيّ
أتكثّفُ على زجاج النافذة ، لأعبر خفيفًا
أستطيعُ أن ألبس كنزةً من غزلكِ
أحتمي من البرد .
رجلٌ غاضبٌ يفتَحُ فمَهُ
يتمرّنُ على بصقِ رهافة الإحساس !
لا أشكو من قدرتي على الأسف
لكنني أضحكُ كثيرًا ، فيحزنُونْ
وأنتِ تفّاحةٌ معلّقةُ
كنجمةٍ لا تعرفين النكران .
كنتُ أشاهدُكِ ، وكنتُ أختضّ كقطّ منبوذ
أو كوردةٍ وجدتّها معرشةً على ركن السقف
مجتاحةٌ بمفاهيمِ وجودها
كنتُ أدنو من السمِّ
وكانت فراشةٌ تتلو جُملا ، تفرشُ بهجتها بالنور
وكنتُ أتكثّفُ
كنجمٍ يحتضر
لأعبرَ ، وكان آخرونَ يكنسونَ الدقائقَ عن وجوههم مثلي
و يلوحونَ بأحشاءٍ وسكاكين.
و كنتُ أشاهدُكِ
وأرى تموجَ الحلم حولي
وأشاهدُكِ .
و أشياءٌ ، كانتْ :
خفقُ أشرعةٍ بعيدةٍ ،القلبُ ، نهايةُ فبراير ، فرحة تنتظر ، تبغ رديء ، موت رديء ، نومٌ و صحوٌ وبشرٌ لا أعرفهم ،
لا يعرفونَ عبور الحلم ولا يعرفونَ نشوةَ القطرةِ والمحيط ، ولا يحبّون القمار والخمر .
و كان مذاق لون الشجر يشبهُ رائحة شعركِ كستناء الحصان الأقرن الوحيد يثقب أصابعي لتنزّ الماء والدم .
وكنتُ أبعثر الكتب كلّ موسمْ
وأعيدُ ترتيبها من جديدْ ، وأبخّر النوافذ ، وأرقصُ في الصباحات الممتلئة بغيابك وأقف بالشرفة أدخنُ وأحكي للشمس همومي وأطفئها ،
وأعيد إشعال لفافةٍ أخرى . ينكسر الناي ، وأهجر وجهي ، وأسألُ عنكِ ركبانًا و رغباتٍ و تمزقاتْ ، وانتظرُ الشتاءَ ، في أكتوبر ،
لأجالس فبراير في المحطّة قبل أن يرحل ، وأظل منتظرًا ليونيو . لا يأتي يونيو إلا قليلا !
ينصرفُ عنّي وجهكِ في زحمةِ الصباح
ليعودَ في كفّي، في بقائي بعد الزحام ، وجهكِ تفاحة معلّقة
ينفض الدقائق عن زجاج النافذة
عن طقطقة الكومود المتململ . وأضحكُ وأنتِ كنكرانٍ كوني
كقطٍ أبعثر الكتب ، يلوح لي فبراير من نافذة القطار
أنكمش داخل الكنزةِ التي لم تغزليها لي
ويدخل حصانٌ أقرنٌ في صمت المحطّة
تجفل أفكار نحو قمح سكبه رجلٍ غاضب بمسدس يطلق للخلف
والسكاكين تراقص أحشاءَ آخرين
وأنا أشاهدُكِ
كنجمةٍ تصبّ الماء ، وقد أغراها الليل بالتعري
تنزلينَ عن حصانكِ
وتذهبين
يتبقى مني
رماد سجائر
كوب شاي فارغ
آثار أقدام
تمّحي

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هاؤمُ أقرأُ كِتابيَهْ Divine Kaleidoscope

30-حزيران-2009

حكمةُ كاروسال

14-تموز-2007

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow