ماذا تشبهُ عينُكَ ، الفسيفساءُ الملوّنةُ بأجسادِ الرؤية
ماذا ترى في وسوسةِ النجومِ ، من شعراءَ يتمشّونَ على الفلكْ ؟
ماذا ؛ بلَهٌ كونيٌ ، أم أحاجٍ تنتهي بالسكّرِ والضوء ؟
والبحرُ ،المُهَروِلُ فيكَ ، هل أشجارهُ نساءٌ ، هل شعورهنّ صراخ ٌ و نارْ ؟
شمسٌ ،طفلٌ سعيدٌ يلعبُ معَ أمّهِ المجرّة.
شمسٌ ، عينٌ سماويةٌ مشتعلةْ .
بشرٌ ؛بيادقٌ ، في حجرِ الكونِ الجالسِ القرفصاء يلعبُ الشطرنجَ مع الله .
الأرضُ ، آخرُ عنقودِ الكلامْ ؛
من يزفّها لعينِ الشاعرِ ، مزدلفةً ، ومحنّاةْ .
من يجلوها غيرهُ ويقطفُ من شفتيها شهوته .
لكن ، هل الشاعرُ أعمى ؟
يرى إلى الكونِ حسبَ بوصلةِ روحهْ .
الشجرُ كفوف. الكتبُ إوز .السحابُ جياد.
الملائكة ، أطفالٌ يتلصصونَ على صنعةِ الله
وينامونَ في حضنهِ إذا ما تعبوا
ليمدّهم بالحلمِ والمعجزة .
ماذا ، زهرةٌ تتفتّحُ ، أم حكمةٌ تلملمُ فستانَالعرس ؟
ألفُ ألفِ كونٍ يسبّحونَ .
والشاعرُ ، كنقطةٍ لا تتصلْ ،كعينٍ لاتعرفُ إلا أن ترى وتسمعَ وتحبّ .
كقصبٍ ملتاعٍ بنفس النافخِ الكونيّ ؛
مسكونٌ بالهجير .
أخرجْ أيها الشاعرُ بــالكونِ ! ثمّةَ ترتيلٌ للعشبِ
نعمْ؛
ثمّةَ روح !
الشّاعرُ ، وِِفْقَ نارِهِ ،يحرثُ الأبجديّة . لا يعرفُ أحدٌ آتونهُ الذي فيهِ ينعمُ ويحترق .
على مساراتِ القلقِ ، تجدهُ في ليلِ الكون الغفل ،
لا يستطيعُ إلى النومِ ، في شمسِ جسده .
براكينُ أعضائه ، تسري على ماءِ المخيّلة ،
يجلسُ على مِنْوالٍ وحيُ هُي نسجُ سَجَّادةً لكلّ مخلوق.
قمرٌ ؛ أم وجهٌ فلكيّ ، يتوسّطُ جسدَ الليل
أهرامٌ لبثّ النجوم ، وإلكتروناتٌ ترقصُ فالس الأبدْ .

قم أيها الشاعرُ وقبّل شهوتَكَ ، في عينِ الغريبة .
تَفَسّّخْ لتنضحَ منكَ الأبجديّة بالماء . تزوّج نفسكْ .
مالِصمتِكَ يندفُ دمًا ، ومالكَ كجسيمٍ مختضّ ، تنوّسُ في وفرةِ الأسئلة؟
كفٌّ ، إنبيقٌ سيميائيّ .
للونِ صوتٌ ، وللصوتِ رائحة .
ماءٌ ترابٌهواءٌ نارٌ : شجرٌ
ماءٌ نارٌ يتعانقانِ في كفّكَ ، يتداولانِ السياسة .

اصعدْ في بروجِ حواسّكَ ، واتبع إسطرلابكَ الحميم ، جسدُكَ تعشيقُ الكون .
الكونُ قبعتُكَ الحمراء .
صعودًا يلحقُ، خفيفًا يشاركُ الماء نزولَهُ من مصادِرِ الخَبَرْ .
مظلاتٌ أرجوانيّةٌ تحملُ أعضاءهُ ، تتنزّلُ عليهِ بينما يزمّ هوَ رأسَهُ المفعمَ بهسهسةِ الأشياء .
يتشتتُ إلى احتفالِ روحهِ منحولهْ

حقًا.
الشاعرُ زفيرُالله.
اللهُ شهيقُ الشاعر.




محمد مجدي - مصر