أريد أن أكتب قصيدة وقصائد أخرى
2007-07-11
خاص ألف
أريد أن أكتب قصيدة
نقية،
كالمياه المعدنية .
ملتزمة ،
كلاعبي خط الوسط .
حداثية كالسبعينيين .
ما بعد حداثية كالمعرّي .
كلٌ في آن .
أريد أن أكتب قصيدة
لن أحكي لكم عن وجه حبيبتي .
ذباب المستشفيات ،
و لا عن الزغب الناعم الذي يغطي
سأكذب قليلاً :
الممرضات ملائكة بلا أجنحة .
الجرائد صادقة تماماً
و الشعراء أيضاً يصلحون للحب .
أريد أن أكتب قصيدة
عن :
سائقي الميكروباص ،
قاطعي الأشجار ،
صانعي السينما الرديئة ،
وعن الله
الذي كان كريماً معنا ،
فنسينا في بطن الحوت .
كيف يقضي ولد وحيد( الويك إند)
كنت وحيداً أول الليل ..
ظللت وحيداً آخر الليل .
وحيداً و مزدحماً تماماً ؛
بثورة القرامطة ،
موت الرموز ،
بإخوان الصفا ،
و جلطة حلمي سالم .
وحيداً و خائباً تماماً
كما يليق بولد
أدمن الجلوس علي المقاهي .
يكفيه قليل من الخمر
ليصبح أكثر صفاء ً،
كإله صغير تحت التمرين .
وحيداً
في انتظار صباح آخر،
تلك الصباحات التي تعرف طعم البن .
تعرف أن آثار الملح
فوق خديكِ
تفتقد كفي .
صباح آخر يفتقد الدهشة ،
و ما زلت وحيدا ً
كدولفين عجوز مصاب بالزكام ،
أمام شاشة التليفزيون .
ينقصه لمسة من أصابعك تجعله شقياً ،
و ماجنا تماماً.
لمسة واحدة فقط ؛
تنطلق من جسده عصافير ملونة
و ببغاوات خرساء.
II
لم أكن أحلم
كنتِ هنا
عندما بللتني غيمه عابرة
و مشيتِ حافية
فوق ظلي
خطوة ..
خطوة .
كان لصوتِك رائحة الفانيليا
كان قلبي هشاً
قلِقاً تماما
كفرخ يمام تائه.
لم أكن أحلم
العابرون مروا ،
لم ينتبهوا أن بقلبي
ثقب بحجم المحبة.
ألم أوشوش نفسي في أذنيكِ
" البحر ليس لنا "
ما الذي يأتي بك كل ليلة؟
و كيف يمر العابرون
كيف؟
لا تخافي،
لن أبكي هذه المرة
فالحنين كالملح
قاتل خفي،
سأتخلص منه هنا كتابةً ،
و ليس دمعاً.
سماء مرتبكة
لا جديد في الحرب
حصار و قتل .
لا جديد في الحب
خصام و شوق .
ماذا يفعل الشاعر إذن في يوم كهذا ؟
سوي أن يكتب رسالة لحبيبة بعيدة ، و ينام.
يحكي لها عن عاملي المصاعد ؛
هؤلاء الطيبين
الذين يدربون أرواحهم
علي الصعود للسماء
كل صباح .
عن عاملي السنترال القريب ،
الذين يبدءون يومهم
بمعاكسة الجامعيات
اللائى يبحثن عن حبيب .
- أي حبيب –
يكتب رثاءً لزينب
بائعة الورد البلدي
التي ماتت وحيدة
بعد أن أدمي كبدها الشوق .
ورثاء آخراً للحسين
لأن جُرحه / جُرحنا
في " كر بلاء "
ما زال طرياً.ماذا يفعل الشاعر في يوم كهذا و حبيبته بعيدة ؟
حبيبته امرأة لها سرير ضيق و أحلام بيضاء،
قسّمت حياتها بالعدل بين القطارات و محطات السفر.
مِثله
أجّلتْ أحلامها ليوم آخر .
نظرت من النافذة ،
مسحت دمعة ،
ضحكت لأن ساعي البريد ضل الطريق إلى بيتها ،
فأكل الرسائل و نام .
...
....
.....
تركها مبتلة بالحنين .
08-أيار-2021
01-كانون الثاني-2008 | |
11-تموز-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |