السادسة صباحا ً/ 29 يناير
2008-01-01
تائه ُ كأرض محايدة ،
وسط إشارات مرور الطريق المتجه إلي السماء .
أترك خلفي :
القطارات ،
سُعاة البريد ،
قاعات السينما الخاوية ،
القبلات المسروقة ،
المقاهي الصغيرة ؛
أخرج إلي العالم لأطارد الملائكة التي تملأ ذاكرتي .
البنت تسير أمامي تنثر الذُرة للحمام
كلبي الذي فقد الأمل في أن امنحه اسماً يهز ذيله أمام المارة .
كلبي الطيب الذي تكرهه الملائكة ،
تحبه البنات ، يمررن كفوفهن علي ظهره ، فيهز ذيله لهن و يشكوني ،
أنا صاحبه قاسي القلب الذي لم يمنحه اسماً .
في محطة المترو القريبة ؛
الأرق كان يمنع الأرصفة من استقبال الموتى .
الموتى الذين أرادوا فقط :
أن يرتاحوا قليلا من اللغة .
أن ينسوا من لم يمر بجنازاتهم ؛
لكي يجدوا متسعا من الوقت
للنوم ،
تذكُر الغناء القديم و الأصدقاء الذين ظلوا أحياء .
عامل التذاكر
الذي يخاف من قيامة مبكرة
ينظر إلي الفراغ
يخرج الأحلام من جيوبه
يستعد للعرض اليومي وراء الشباك .
العاشق الذي قطعوا رأسه قبل ثلاث سنوات ما زال ينزف
السكارى الذين شاركتهم أمس زجاجة بيرة
يتساءلون :
هل أحلامنا بالأبيض و الأسود أم هي حياتنا غير ملونة ؟
أحدهم كان يبكي لأن حذاءه أفسده الدم و الآخر الذي بكي كثيرا الليلة الفائتة
قرر أن يتبول وسط الرصيف ليتخلص من رائحة الدم المتخثر التي تملأ أنفه .
الشحاذ الذي ملّ وجوه الناس الشاحبة ،
قرر أن يغير مهنته بعد أن يجمع ما يكفي لشراء هاتف محمول .
أسحب العاشق مقطوع الرأس من يده ،
يتبعنا السكارى .
نترك الموتى و الشحاذ و عامل قطع التذاكر خلفنا .
نبحث عن مخرج آخر ،
يصلنا بالحياة .
في الممر الضيق بين شارعين
خمسة و عشرون عاماً مرت .
البنت ترفع فستانها فوق الركبة
الكلب ينبح و يهز ذيله
أنا جالس علي الرصيف
لاعب البانتوميم يدخن أصابعه و يفكر
الدراجات تسند رؤوسها علي الجدران المائلة ،
لا وقت للسفر .
في الممر الضيق بين شارعين
ألعب الشطرنج مع لاعب البانتومايم
أقشر برتقالة
أدندن لحناً
لم أكن أريد أن أموت
لم أكن أريد أن أفعل شيئاً آخر
لكنني و لأسباب كثيرة لا أستطيع تذكرها
أسير نحو الموت
ب
ب
ط
ء
08-أيار-2021
01-كانون الثاني-2008 | |
11-تموز-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |