من مدائن حزني...أو ' لوجهك ايتها السيدة
2007-12-15
أستظلُّّ الشعر،
إنْ هزَزْتِ غصنَه الطريَّ
ينثَنِ.
أزفُّ لوجهه قلبي،
لينام في دفين سرِّه الحنون.
أيخذُلني مثله وجهها القروي،
وشَعرها الممدودة أصابعه للريح؟
أم يُبقيني حاضناً صوتيَ الشحيح
منكسراً كغيمةٍ خذَلها المطر.
.........................
أدعوه، فلا يأتي!
أدعوها،فلا تأتي!
وأنا الذي نسيتُ في شعري وقتي !
وسكبتُ في سراجي عينيها زيتي !
..........................
بينَ عينيَّ والحزن،
صحبةُ الغيم للعشب ..
بين عينيَّ والحزن،
صحبة البئر والدلو ..
يغرف ماءَه المتفجرَمن حلمة الحصى
يتسلَّق مرآته السوداء ..
لبئريَ، بيتٌ مسرَّح الأهداب
ينكسر دون ريحٍ
لدلويَ،ريحانٌ يختزلُ أصابعي
ينضحُ بدمعيَ المترقرقِ
..........................
لأني عتيق الحزن،
أقيم في عينيها قبَّة الشعر
أعترض وشمَها في صدر السماء.
ومتّكئاَ على حزني،
أسافر بعطشي إلى عطشها ..
ومنحنياً كسنابل الِّشعر..
أعانق الأرضَ التي أنبتتها ..
لأني عتيق الحزن،
لا ذِكْرَ لي ..
إلا أمام أنوثة الشعر.
...........................
أنا اللحن الذي يحنُّ
إلى مزمارٍمن أصابعها
ويعرِّج بهسيسه إلى قلبٍ
سرى بينابيعه عني.
وأنتِ،
هجيعُ نبضي
وكآبتي المنسكبة.
وأنتِ خيطٌ مطريّ
أبى أن يرقِّعَ أرضي!!
...........................
لا لغةَ لي،
إلا ما تذريه ريح..
افتحي ياريح أزرارَ قميصكِ لأدخلَ
لألبسَ شالَ مسافاتكِ فأكتمل.
وامنحي عاجزَ اللغة،
لغته المنسية
فهو المحتضن وجده المعتق
يغتسل ماؤه بمائكِ.
فإن أشرع أصابعه عشباً وانحنى ..
فادخلي مسافاته
هو ذا المعلَّق على شرفة المساء
قمراً يتلطَّف بالساهرين.
وله قبَّة محتضنةٌ حنينه،
تتسع لصلاته وذاكرته.
لا لغة لي،
إلا ماتذريه ريح .
.......................
من مدائن حزني،
أرى غيمه المزهر..
يسبِّح باسم وجهه
كي يعرِّجَ صوبيَ
ويمطر.
...........................
تقمَِّصت شعري،
لأصلَ شرفة في عينيها مفروشة بالسحر!
ليهجِّئَ قلبي بوحيَ الدفبن،
فيهطل غزيراً دون جبين.
ضائعٌ ـ كعادتي ـ في مدائن الشعر
تنفر مني كل حمامة، كل ريمٍ،كل وردة.
وأسائلُ الشمس أن أحرسك عنها
لألمَّ عن خديك الزبدة.
............................
السنابل المندَّاة بخمر الشمس،
المنسكبة شلالاتٍ فوق كتفيكِ
هذا هو شعرك،
لا مشطّ له،
إلا أصابع الريح.
........................
أُجيِّشُ الشعر كرمى
قمرين في عينيكِ
وأجهشُ بالمطر،
كي لا يشحَّ زيت قنديلكِ.
........................
لوجهك أيتها "السيدة "
ورودٌ تفكّ أزرار قصيدتي الموشَّّّّحة
بمرايا الخدين
يستظلّان تحت فئِ شرفة البحر.
بوجهك تصبح كلماتي جيّدة،
تشتعل كوقت الظهيرة
تطير مثل نحيلات فوق
أزرار أصابعك الموردة.
لوجهكِ ... جهة أتجه صوبها
رغم كثرة الأوثان في طريقي،
رغم سماء بغيوم الحزن
متلبّدة.
أيتها المكتسية برداء التمنّع،
هذا الحب كلّه،أنا سيّده.
فإن قلتُ قمراً،
أو لوحةً غيرَ مرسومة
وإن قلتُ لجين ماءٍ،
فليفهم وجهك الملائكي
أني أقصده!؟
08-أيار-2021
25-آذار-2008 | |
04-آذار-2008 | |
28-شباط-2008 | |
26-كانون الثاني-2008 | |
02-كانون الثاني-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |