الضائع الذي انا
2007-12-28
قالت: ما اسمك؟
قلت: سواد مشوه
قالت : غير ان خط البراءة بوجهك قد خبا
قلت: ضاع في ابواق الغجر
قالت : والدم المسفوح ، افلا يذكرك الموتى ؟
قلت: تباً لهم لم يكونوا الا لعنة الأحياء
قالت: وانت لا تعرف غير وجه واحد للشوق !
قلت: انجرفت في رغائبي فلم أكنها وبكيت ، انا لعنة المدينة الوحيدة ، انا الضائع ، انا بذور العار،
ابي متشرب في عتمة كالحة ، يبدأ نهاره دائماً بالبحث عن لحاء الأشجار ، لينمقة ويجيده صنعاً حبال من الصبر والقهر اشد قوة من تلكم التي اقتيد بها أجداده القدامي حين أوفدوا عبيداً لسيدنا – عفواً سيدهم – فأنا تعرفت على نفسي متمرداً على كل شئ – ربما حتى على رغائبي ، ولم لا ووالدي كان جحيمي ومأساتي ، لو لم يعبر ليلته تلك ناصية مخيمات الغجر ، لما رأته الغجرية ذات الرداء المهتري والتى كانت تحيكه بإهمال لا يعني سوي ضعف خبرتها بذلك- يبدو انني انحرف شيئاً ما عن جادة الأمر اذ لا يجدر بي ان اصف هذه الأنثي بهكذا وصف – ربما كان بإمكاني ذلك ان لم تكن هي امي ، ولكنا دائماً ما نعمى عن الحقيقة حين اتصالها بنا – لا بأس إذن ولا يعنيني من الأمر من كانت ومن ستكون؟ على الأقل سافضحهما – اعني امي وأبي كونهما لم يفكرا اوان نزوتهما فيما ان كنت سأنطلق صوب الجحيم او النعيم . ترى هل من نعيم ننتظره؟.
عادة ما يخرج والدي باكراً كما قلت لكم غير انه خرج يومها بعد غروب الشمس لم يكن يجدر به ان يخرج حينها ولكنه اختار المخاطر وعليه ان يتحمل اذن ، حمل ادواته وخرج وحين مر جوار مخيم الغجر – هؤلاء الغجر طبعاً لم يكونوا من بلادنا ولم يكن من احد يعرف لهم اصلاً ، الغجرية والتي هي امي ، كانت تحيك ردائها الممزق حين رأت والدي وتغنت بإسمه: ياخمري السوداء ، ياتيساً يجئ علي البياض فيزدريه , كانت المرة الأولي تماماً لأبي حين جرّب اعضاءه فسقطت اثرذاك .
قالت: صوتك ، ان لم يكن للهناءة مات ، الغجر لا يموتون الا حين يصمت بوقهم ، وصوتك مرفأ الأنوار ، انت وحدك ، تكسرت قوالب صنعك بعد خروجك لنا .
كنت اعرف انني لا أشبه احداً ولا احد يشبهني ، ربما ضيعتني ملامحي التي لم اضيع ، قالت جدتي: انت اللعنه اذ ان صراخك ما حدا بأبيك الي الهرب ، لا احد يعرف اين ولماذا ولكني اعرف ، انت اذن شفرة الموت ، فأخرج وإلا عمدناك لعنةً للغجر هم لم يعرفوا الموت او التفرق قبلك .
هكذا باعد الغجر بيني وبينهم ، لم اكن شجاعاً بما يكفي ، والا لكنت اخترت طريقاً لا يقابلني بأحد .
قالت: وانت لم تقابلني بل انا التي فعلت ربما لأني تخيّرت ذات طريقك ولم اكن اعلم انك هنا ، غجري مشرب بسواد باهت ، ترى صديقي ان الغجرهم من كانوا لعنتك. ضيعوك فلم تكن الا غناءاً منكسراً وظهيرة لاتعرف الشمس طريقاً لها . انا ضائعه ولكني املك ضياعي ، وانت الضياع الذي ينتظرني انا الغزالة اذاً وانت صائدي ، معاً لا مكان يشرينا للبقاء الا دفئك وانا يقتلني البرد فهلم .
شهدت غابة الأحزان اول ضحكاتنا ، وتغنت ، كانت هي المرة الأولي التي تعرفت الغابة فيها علي اغنيات الدموع ، ولعنتي الأخري تعرف نزوعي للخوف ، وهي لا تأبه
انتهت
08-أيار-2021
29-تموز-2008 | |
28-كانون الأول-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |