الشعراء يشربون الهواء
2008-02-20
إلى بلقيس الملحم
بوسعنا أن نرشف الهواء
على مهل ٍ , كما نرشف الدخان والسهر
ونحيب الغربان
بوسعنا يا بلقيس أن نستعير َ
نصف َ رئة ٍ
نصف َ حنجرة ٍ
ونصف شفة ٍ مصبوغة بالبنفسج
بوسعنا أيضا ً أن نستعير َ مقعدا ً
لنا في الجنة
أو في قطار ٍ مسافر ٍ نحو الجنون
نذهب ُ إلى القصيدة
عراة ً كأننا ذاهبون لملاقاة امرأة
تسكن ُ في جزيرة
نتجول ُ في دهاليز غابة ٍ
بلا مصابيح َ أو أدلاء
نذهب ُ من النوم إلى الحلم
من الحلم إلى الحلم
ونحن ُمدججون بالخوف والدهشة والسؤال
نذهب ُ إلى النبع
وليس لنا مجسات النحلة
ولا عين ُ زرقاء اليمامة
لنا ماتراه الفراشات
من الألوان في الحقول
لنا من الفراشة
إفتتانها بالضوء , ولنا عمرها القصير
رقتها في الطيران
نذهب ُ إلى الصحراء
نبحث ُ عن سراب ٍ
وعن قمر ٍ نأكله كالرغيف
قد نجلس قليلا ً
نتأمل ُ العالم َ( أو نأكله مثلا ً )
لكن الشعراء يركضون وهم نيام ٌ
الشعراء يشربون قهوتهم
ممزوجة بالرموز والسخرية
يشربون الأفكار العكرة
والموت المجفف
الشعراء يسرقون خزائن الحكمة
والهواء الذي ينمو في الكاتدرائيات
ينهبون أحلام الملوك
يسرقون الأحلام من النوم
ومن غفلة اليقظة
الشعراء يتغلغلون في تضاريس الوقت
وفي رئة الرمل
وعاليا ً يحلقون كالصلاة
لكنهم متروكون للأرض
لأنهم جذور الغيم
الشعراء بهجة الشلالات
ودموعها النازلة من الفضاء
الشعراء يتسربون من القصيدة
يرشحون من ريشة خيال ٍ
أو ربما عصفور ٍ
مفجوعون بأطفال ٍ لم يولدوا بعد
مسكونون بفصاحة الألم
ومروعون بحياة ٍ مكتوبة ٍ على شكل فلم أمريكي طويل
الشعراء ملوثون بالأمل
شغوفون بمراودة الأميرة السادرة الغموض
أنهم يطاردون الكلمات
كما يطارد الأطفال فراشات الحقل
الكلمات تطارد الشعراء
كما تطارد النساء الساحرات أخيلة العشاق
الشعراء عشاق بالفطرة
يولدون في كل كلمة
في كل قصيدة ترى النور
الشعراء يشربون الهواء
ويقضمون كسرا ً من السماء
يريد الشاعر أن يشرب الكون
لينقذ رأس الوردة
ليدلها إلى الضوء
يكون ُ لها الضوء أو يحميها من فأس الجزار
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |