ملتقى النقائض
2008-03-15
تلتف الشوارع خلف الشباك الحديدي
تلوح للشجيرة البائسة التي تطاردها الريح
يغفو حزني الشاحب على جبين السنوات المغمورة
لا يريد أن يأتي بالموت المحترق بالنهارات
لا يريد أن يبعث نافذة لليلٍ جنوبي
حتى لا يمنح الجسد احتراق المطر
هناك امنح الزبد البري حزني المطارد
أعبث بالصمت الذي يفصلني عن جسر الأحلام الضبابية
ها أنا أتفقد التراب الذي يطهرني وينتزع رغباتي الملوثة
أذني تنزلق بعيداً فتسمع جلبة الأموات وخصومات المقابر ،
أوهم جنوني أن البحر سيمنحني قُبلة ..
قَبلة ....
قِبلة ...
أو ربما قَتله
الصوت تلك العلة التي تحفر احتضاري
فيرجع صداه مقبرة تكتم الموت
تقيد يد الريح
بينما يهرب البكاء إلى عيون السنوات اليابسة
يترك العويل المتعفن على جثتي المتعطشة
أريد أن أقبع خلف وحدتي وأغلق شرفة العزلة
حتى لا أرى مضجع احتضاري
أيُّ ليلٍ يستطيع أن يستعيد صورتي التي تشبهني
أو تمثالي الذي ينطفئ بالعري
أنزلق إلى الماضي بهدوء
لأني لم أتعلم النحيب
سنواتي الحيرى تندب ذاكرة الساعات ،
وترتل الترانيم الجنائزية للإله المجهول
اليأس المتراكم سكراناً في أزمنته الضائعة
في ظلام الأمكنة الغير مقروءة ترقص الأوجاع ،
في وحل عبوديتها
أجاور موتي لأبصر روحي التي يلفها السأم
هكذا أقف كي استخرج قبري الذي يشبه الكرة الجدباء
وحشتي حزن جارف كالأرجوحة تدور في المدن المبهمة
في المنازل المهجورة ...
في الساحات التي تعلق بها المقاصل ..
في الجسور التي حطمتها الحروب ..
في المرايا الخاوية .
النقائض القاسية توجع معرفتي التي لا أفهمها
أيُّ معرفةٍ تلك العالقة في وحل التراكمات البالية
في الملتقى المؤجل يردد العراف الهرم :
رأيت الشمس تجلد العصور أمام المضطهدين ،
ورأيت الدموع تجلد المضطهدين
ورأيت .... ورأيت
لكني لم أرَ عزاءً للمضطهدين
لا ارغب بالريح التي تؤرجح روحي
لأن سنواتنا المهملة منخورة
أحرقتها الأزمنة المغلقة التي لا تصدح بالموسيقى
المدن التي ترتدي النهار المجهول تبحث عن جسد الليل التائه
فتمحو كل تواريخها وأسماءها كي لا نحس بوجع الموت اليومي
ساترك المدن وعويل النساء ...
وبكاء أصدقائي ...
والأطفال اليتامى ..
وأعود إلى قبري المهدم ..
وجثتي المتفسخة .
08-أيار-2021
09-تموز-2008 | |
15-آذار-2008 | |
09-آب-2007 | |
09-حزيران-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |