ديلن توماس أطوار على مزاج القلب ترجمة
2008-07-15
ديلن توماس(1914-1953) كما أبطال هومر الإغريقي كان يتوق منذ بداياته أن يرضع الحليب الأسود. ففي 39 سني حياته لم يجد مكانه في الدنيا. من الصح إن هذا النوع من التوطيد معروف من سير حياة العديد من الشعراء, ولكن فيما يخص هذا الشاعر, ترافق هذه الحقيقة ظاهرة أسطورية. فالحدث مظبوط بخصوص شعره المختلف بشكل مثير بالنسبة لعالم الإبداع بداية القرن العشرين, ويضاعف صحته(بكسر الصاد) بخصوص حياة الشاعر. ديلن توماس ولد في سوانسي- ويلز وهجر الدراسة حين بلوغه السادسة عشرة. فكان خجولاً, فقيراً وساحراً كمبدع, أديب وكاتب مسرحي. ولا أقل منه بمزاجه المتقلب, العنيف أحياناً, في علاقته السيئة بزوجته وإدمانه على الكحول. ولكن بالتعرف إلى قصائده يصعب الهروب من الفكرة: "الأسطورة الشتائية" الملحمية لم تتكون بسهولة, في القرن الغير صحيح. وقد يكون الرومانسي الأخير من بين الشعراء المستحدثين (الحضاريين). فهو رومانسي وحضاري في نفس الوقت. "وفي مقابلة أدلى بها لإذاعة البي بي سي واشتهرت كمقالة بعنوان "عن الشعر" يقول: أن السحر في الشعر دائماً طارىء. ولا شاعر لم يكن يشتغل بلا هوادة في العمل المعقد للشعر إذ لم يأمل مفاجئة بظهور سحر الطارئة.
على ما يبدو, هذا الإيمان الصادق والبدائي بإمكانية الشعر الإظهار من الخفاء ما
هو عجيب وغريب, لا يتفق مع الموت المعشش دائماً في سطوره وأفكاره. لكنه يمد الظن بأن ميلاد توماس كان يجب أن يحصل في عصر أخر مما أوعد له.
ومن أقواله أيضاً: كل محجب يجب إظهاره عارياً, على الشعر أن يحفر عميقاً في
أغوار عري_النور النقي, وحتى أكثر من الأسباب الخافية التي يستطيع(عالم النفس فرويد) إدراكها. فهاهو يتجلى, الوجه العميق والمحكم لقمر الغرب, للنور القابع على النواظر, للرياح السريه المتصاعدة من وراء العقل.
والأساطير الويلزية ومثلها الإرلندية نمت من التقاليد القلطية واحتفظت بقواعدها. وربما بعثت في ديلن توماس إرادة الموت عند توما, واحد من إثني عشر الرسلاء المبعثين في العهد الحديث... وربما هي الروح السرية المتصاعدة من وراء العقل؟!
ديلن توماس
ولن يتسلط عليهم الموت بعد
ولن يتسلط عليهم الموت بعد.
رجال عراة أموات يصيرون واحداً
مع الرجل بالريح وبقمر الغرب
حينما تقتطف عظامهم وجُمَّ ما نُظف يضيع
مرفق وأخمص _ قدم يتحلون نجوماًً.
وإن يعتهون, عاقل هو كيانهم
يعودون فيصعدون رغم غرقهم بأغوار البحر
ورغم ضياع الأحبة لا يضيع حبهم
وبالتالي لن يتسلط عليهم الموت بعد.
وبالتالي لن يتسلط عليهم الموت بعد.
أسرى في متاهات البحر
ممددين لا يُحّمَلون بالرياح إلى موتهم
يلتوون ممزقي الأوردة على الكِسَر
الإيمان ينفلق بأيديهم إلى شطرين
وإصابات أحادي القرن تخترق جسدهم
نواحيهم تهتريء فلا يتخللها شق
وبالتالي لن يتسلط عليهم الموت بعد.
وبالتالي لن يتسلط عليهم الموت بعد.
وبعد لن تنادي بمسامعهم النوارس
إلى حيث انتشل لن يعود الزهر
لينصب رأسه أمام سياط المطر
بلا وعي أموات الحجر لكنهم رؤوس حروف
بالعنفوان تشق طريقاً بهياً
يميلون إلى الشمس إلى أن تميل الشمس
ولن يتسلط عليهم الموت بعد.
اليد التي مضت على الوثيقة
اليد التي مضت على الوثيقة اجتزت مدينة
خمس أصابع حاكمة أتت بنفسها الهلاك
ضاعفت البسيطة الموتى, أنتصفت المملكة
خمسة سلاطين أتت بالمنى على سلطان الهلاك
اليد العظيمة تسير إلى كتف ساقطة
مفاصل الأصابع مدموغة بالطباشور
ريشة أوزة أنهت المذبحة
التي أنهت الحديث.
اليد التي على العقد أنجبت حمّى
والجوع تصاعد والجراد حطَّ
عظيمة هي اليد المتحكمة بالإنسان
بقوة إسم مخربش...
الملوك الخمسة يحصون الموتى فلا يليينون
القرح, يدهم لا تعطف على الجبين
يد حاكمة بالعطف كحكم يد بالغمام
وليس للأيادي رذاذاً من الدمع
الهواء الذي ستتنفسين
الهواء الذي ستتنفسين يخترق الحدود
حلْقي علمتُ إنه تلافيف الرقبة
عدوي شعركِ لا يتحرك
من قوة قبلتي
ايضاً قوس-الغمام ساقكِ ليس مهيئة
لعشق الثور المجنح
لذا لا تختلسيها أيتها الريح ذي الساق المشعرة
أتركيها ولكن إحترميها
فإن عشقتها الآلهة
ستراها بعيون كالتي تخصني
لكنها لا تستطيع مثلي لمس
حلاوة فخذكِ المثيرة
وشعر الغراب الذي تملكينه.
ها هنا في هذا الربيع
ها هنا في هذا الربيع, تطفو نجوم العِدَمْ
ها هنا في هذا الشتاء المكلل
الطقس عاري وماطر بشدة
فهذا الصيف طير الربيع أعدمْ.
فعندما رموزاً مختارة متمهلة أدارت
حلقة شواطيء أربعة فصول السنة
نار ثلاثة فصول تُدّرس في الخريف
وأنغام عصفور أربعة.
عليَّ تشخيص الصيف بالشجر, السرءُ
يشخص عواصف الشتاء, ربما
أو جنازة الشمس
عن صوت الوقواق بالربيع أدري
والحلزون يعلمني ما هو الخراب.
اليرقة تشير للصيف أحسن من الساعة
الحلزون _ روزنامة حية للأيام
ماذا تقول لي حشرة لا زمان لها
أتقول إن حياة الدنيا تتلف؟
هذا الخبز الذي أقسمه
هذا الخبز الذي أقسمه قد كان سنبلة
هذا النبيذ على شجرة غريب
بزغ في الثمر
إنسان في النهار أو ريح ليلية
ذلت محاصيلاً, أسكتت بهجة العنب.
مرة في هذا النبيذ خفق دم-
الصيف في اللحمة التي كللت العنب.
مرة في هذا الخبز
ابتهجت سنبلة بالريح
إنسان أطفأ الشمس, أوقف الريح.
هذا اللحم الذي ستقسمه, هذا الدم الذي ستنزفه
يأتون بالعِرْق وباءً
فلو ولِدوا سنبلة وعنبة
نسغهم من جذر حسّاس يقطِّر
وأنت ستجرع نبيذي, وخبزي ستختطفه.
DYLANTHOMAS
ترجمة, إعداد وتقديم: فرج بصلو
08-أيار-2021
13-أيار-2017 | |
18-شباط-2017 | |
06-كانون الثاني-2015 | |
22-كانون الأول-2014 | |
04-كانون الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |