بالوثائق: فضائح العارالامريكي ..... في غوانتانامو وأبو غريب
2006-04-07
لم يكن سجن أبو غريب الذي يقع على بعد عشرين كيلومتر فقط غرب العاصمة بغداد، و اكبر السجون العراقية بحاجة إلى المزيد من سوء السمعة التي يعرفها السياسيون والعسكريون والمعارضون الدين سجنوا فيه لفترات متفاوتة. فهو السجن نفسه الذي كان يتعامل معه الأمريكيون بوصفه رمزا للطغيان والديكتاتورية، ومبررا كافيا لغزو العراق ودخوله تمهيدا لتحويل بلاد الرافدين إلى جنة للديمقراطية في المنطقة.وقد جاء اهتمام إدارة الاحتلال يهدا السجن ، بعد أن بدأت قواتها باعتقال أعداد كبيرة جدا من العراقيين ، وتحديدا بعد أن امتلأت المعتقلات في أم قصر وفي قواعد الاحتلال العسكرية الأخرى فألبسته ثوبا أمريكيا وحولته إلى سجن عسكري أمريكي، وأعادت ترميمه وتنظيف زنازينه وإصلاح إقفاله ، وألحقت به مركزا طبيا.
إن ما حدث في أبو غريب من انتهاكات لحقوق الإنسان التي يبدو أن لها أكثر من معنى في القاموس الأمريكي لا يجد ما يبرره ، ولا يفسر مدى البشاعة والتدني التي صاحبت الانتهاكات المتعددة ضد العراقيين والعرب في السجون والمعتقلات داخل العراق ،وخارجها في سجون ومعتقلات أقامها المستعمر الأمريكي في دول مجاورة للعراق. وفي سجن ( غوانتنامو) على الجزيرة الكوبية المعروفة بدموية الأحداث التي يمر بها الأسرى والمعتقلون فيه من أسرى الحرب في أفغانستان.
يتبادر إلى الذهن من العنوان وصورة الغلاف إن الذي بين أيدينا هو قصة أو رواية، غير أن الأمر ليس كذلك. فالكتاب الذي أعده مؤلفه محمد بسيوني) الكاتب و الصحافي والباحث في القضايا الإنسانية وحقوق الإنسان) قبيل انتخاب بوش مرة ثانية يعد وثيقة تاريخية في سجل الإدانة الموجهة للسياسة الأمريكية لما يتضمنه من تفاصيل مخزية ومآس دنيئة عصفت بكل القيم و المبادئ و الأعراف الدينية والأخلاقي، بل خنقت الفطرة السمحاء للبشرية وحولت الجاني والمجني عليه إلى منزلة أدنى من الحيوانات التي نادرا ما تخرج عن فطرتها وأبدا لا تسلك تصرفات شاذة....ووثيقة اتهام يبدو فيها واضحا – الجاني- معترفا بجريمته، من خلال اعترافات مجرمي الحرب من الجنود والقادة الأمريكيين الدين قاموا بعمليات تعذيب أسرى الحرب قبل وأثناء وبعد الأسر، وإهانة المدنيين والتنكيل بهم ، و-المجني- عليه شارحا بالتفصيل ما حدث له من انتهاكات وجرائم. قسمه إلى سبعة فصول رئيسية بعشرات العناوين التفصيلية.. يكشف فيه عن الوجه القبيح لأمريكا، وعن تفاصيل العار الإنساني والمصائب والجرائم البشعة، التي قام بها جنود أمريكيون وبريطانيون ضد الأسرى والسجناء في أبو غريب.
في مقدمة الكتاب يشير المؤلف إلى أن الاستخدام الخاطئ لصور المنتهك أعراضهم والمعديين والضحايا من الأسرى والسجناء، والفضائح التي سربها احد الجنود الأمريكيين عبر بيعه لأفلام فيديو وصور فوتوغرافية داخل أبو غريب لوسائل إلا علام الأمريكية والبريطانية ، التي فجرتها بعد عام من اجتياح بغداد يدلل على عدم فهم هده الدول لطبيعة المجتمع العربي الذي لايمكن أن يخاف مواطنوه من مثل هده المشاهد العبثية.
أما الأهداف من إظهار الصور و كشف الفضائح البشعة ، بعد التعتيم عليها من قبل الالة الاعلامية والسياسية الأمريكية والبريطانية لغاية في نفس يعقوب ، فتمثلت بعدة نقاط:
:أولها- التأكيد على صلابة وقوة الجندي الأمريكي المفترس أو( رامبو) الذي لا يقهر، وإظهاره قويا عنيفا ينتهك شرف أعدائه- خاصة- بعدما تناولت وسائل الإعلام صورة حقيقية للجندي الأمريكي كان فيها المهزوم والمقتول تمثل
المقاومة المنتصرة في الفالوجة بجثثه، ويبدو الجندي الغربي خائفا مذعورا مدحورا دائما.
-التعمية على الخسائر الأمريكية والسياسية الفادحة.
رسالة أرسلتها قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني لتخويف المقاومة في أفغانستان والعراق وفلسطين، وتحذير بالعواقب التي تترتب على كل من يقاوم الاحتلال . ومع حالة الرعب والهلع سوف تقل المقاومة الشرسة ضدهم في العراق . إلا أن السحر انقلب على الساحر: فأمريكا التي حاولت إذلال المقاومة الباسلة وإرهاب العرب بالتعذيب والإهانة والصور الفاضحة دفعت الثمن غاليا وخسرت الحلفاء وتزايد الأعداء ضدها في كل مكان. و.أدانت نفسها وقدم الجناة بأيديهم أدلة دامغة على ارتكابهم جرائم الحرب التي لاتسقط بالتقادم ،فأصبح الرؤساء والقادة والجنود وراء القضبان ومطاردون من العدالة الدولية . في المقابل ازداد حنق العراقيين ضد المستعمر وانفجر الغضب الأوروبي بصفة خاصة والعالمي بشكل عام ضد انتهاكات أمريكا وبريطانيا تجاه الأسرى وتعالت التوبيخات الحادة لمن خرقوا القوانين الدولية الخاصة بالأسرى والسجناء من المدنيين .
تكمن الأسباب التي دعت المؤلف لاختيار موضوع كتابه بتزايد عدد الأسرى العرب والمسلمين في العالم وتعرضهم لانتهاكات لاانسانية تتناقض مع القانون الدولي والأعراف والقيم النبيلة في الحروب وتتناقض مع كل القواعد التي أقرتها دول العالم عبر التوقيع على القانون الدولي اللاانساني بمواثقيه الأربعة(اتفاقيات جنيف) إضافة لتعرضهم لإهمال غير مفهوم من حكوماتهم و دولهم التي ينتمون إليها بوصفهم رعايا، لهم حقوق عليها.كذلك عدم متابعة المفوضية الدولة لحقوق الإنسان لأحوالهم ، وعدم قيام النظام الدولي بدوره الإنساني في رعايتهم وغياب الأمم المتحدة عن القيام به أيضا.وهلع وخوف مفوضية اللاجئين والصليب الأحمر من مواجهة الجرائم الأسوأ التي مرت بالضمير الإنساني،و ارتكبت ضد أسرى الحرب في غوانتانمو والعراق وأفغانستان .تلك ادن مبررات المؤلف لاختيار موضوعه.
كذب يغطي كذبا
بداية .يبين أننا لا نستطيع التعامل مع الفوات العسكرية الأمريكية والبريطانية عل أنهم يجهلون قواعد وقوانين الحروب لأنهم محترفون ولهم قيادات مدربة وليسوا من الدول النامية أو الفقيرة آو الحديثة التكوين وهي الدول التي تنتهك القوانين الدولية في أفريقيا واسيا وتطبق عليهم العقوبات ، وأمريكا وبريطانيا ومنظومة الحلفاء في حرب أفغانستان(تشرين الأول 2002) تؤكد في التزاماتها أمام الأمم المتحدة على احترام الشرعية والمواجهة الجماعية للخارجين عليها ممن يمارسون عمليات إرهابية .ولا يمكن أن نتصور أن الجنود في الحرب على العراق قد نسوا أو جهلوا القوانين الدولية،وهو ما ينسف بعض ادعاءات بعض قادة البنتاغون الدين أكدوا لوسائل الإعلام الغربية بداية مايو شهر/أيار 2004/ أن الجنود الدين ارتكبوا جرائم ضد الأسرى والسجناء والمعتقلين العراقيين في أبو غريب لم يعلموا شيئا عن القوانين الدولية أثناء الحرب. كما تؤكد الاعترافات التفصيلية والواضحة التي جاءت على لسان الجنود الدين مارسوا تلك الجرائم، أنهم قاموا بها وهم في حالة وعي كامل بها ، في حين اشار البعض بأصابع الاتهام إلى قياداته وأكد أنهم كانوا يدفعونهم لارتكاب تلك الجرائم اللاانسانية وبعض القيادات شارك بنفسه في متابعتها حال وقوعها بالفعل.
يشير المؤلف في فصله الأول إلى كيفية استغلال القوة الرأسمالية الناعمة التي تناهض الحرب وتعارض جورج بوش وتحالفه العسكري في أوروبا وأمريكا ، الفرصة، فضخمت من الأحداث واتهمت بوش بالخطأ الفادح وحملته مع وزير دفاعه رامسفيلد ذنب تشويه الصورة الرأسمالية أمام العالم. في الجانب الآخر يبرز ويوضح اعتماد معسكر الرأسمالية الشرسة(يقوده جورج بوش) التي هي محور السياسات الأمريكية في المنطقة، على الجرائم التي تشكل جزءا من فلسفة ذلك التيار المتغطرس لضرب الشرعية الدولية وفرض الهيمنة بالقوة على العالم، وإعادة تقسيم المنطقة عبر احتلال عواصم عربية أخرى بعد العراق أصبحت في دائرة الهدف للاحتلال الغربي الجامح عسكريا والمتعصب والمتعطش للموارد الأساسية التي أراد لها أن تكون في المنطقة العربية من بترول ومعادن ومياه نقية صالح للشرب . ثم يصف بغداد عاصمة الرشيد بعد عام من الاحتلال وتحولها إلى حالة من الفوضى العارمة. حيث امتدت موجات العنف التي بدأ بها المحتلون تاريخهم الأسود في العراق لتعصف بالموصل واربيل في الشمال مرورا بكركوك وتكريت وبايجي ويثرب. وشملت العمليات العسكرية التي قام بها المحتلون قصفا عشوائيا طال( المدنيين ،الأطفال ،النساء ،الشيوخ المساجد ،الكنائس ،المتاحف،محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه والصرف الصحي) في المقابل تحول السلاح إلى أداة مقاومة شعبية حقيقية لدى العراقيين ضد المحتلين ، فزادت عمليات المقاومة المسلحة في وسط العراق لتشمل بعقوبة والخالدية، وبني سعد،الرمادي ،المحمودية والحلة، و عمليات المقاومة الشعبية للمحتل في الجنوب حيث كربلاء والنجف والبصرة وأم القصر. يرى المؤلف إن إطلاق القوات الأمريكية أسماء على هجماتها مثل: (عقرب الصحراء-المطرقة الحديدة –العزيمة اليقظة-السيف) إنما يدل على عقلية غارقة في وهم الحل العسكري ،وغافلة عن ضرورة كسب القلوب والعقول.
ثم يرصد نماذج من جرائم الحرب التي قام بها المحتل الأمريكي البريطاني المسلح والغاشم ضد المدنيين استنادا لما أوردته تقارير المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن الحالة في العراق خلال الشهور الخمسة الأولى من الاحتلال وهي: (القتل العمد-القتل الناجم عن التعذيب وسوء المعاملة-القتل الخطأ-نشر الفوضى بأسلوب حرب العصابات، باستخدام نوعية من القوات :مقاولو شركات الأمن أو المرتزقة الدين يبيعون أنفسهم لقاء أداء مهمة محددة، يقدر عددهم بنحو 20000 ألف شخص من جميع أنحاء العالم ، يقومون بمهام عديدة :كحراسة وتأمين مقار سلطات الاحتلال وأعضاء السلطة ابتدءا من الحاكم المدني حتى اصغر مسؤول وحراسة قوافل إمداد الجيش الأمريكي للعراق وتأمين الاتصالات بين وحداته وتدريب عناصر الجيش والشرطة والمشاركة في استجواب السجناء العراقيين ، وحراسة مشروعات إعادة الاعمار وموظفي الشركات المسئولة عنها.ويشير إلى اختراقهم للقانون وعدم التزامهم بالقيم والمبادىء الحربية المحترمة في ميدان القتال ،(وهم)جزءا لا يتجزأ من الجيش الأمريكي المحارب تبعا لتوصيف القوات المتحاربة في اتفاقيات جنيف الأربع وبصفة خاصة الاتفاقية الثالثة،وتقع مسؤولية ما يقومون به من انتهاكات على قادة الجيش والحكومتين الأمريكية والبريطانية بصفة خاصة.
جرائم عنصرية ممن يدعون لحقوق الإنسان
يتناول المؤلف الفصل الثاني من الكتاب حقوق الأسرى والمدنيين أثناء الحروب وفقا للقانون الدولي الإنساني الذي يستمد مصادره الأساسية من اتفاقيات جنيف الأربع التي اقرها مؤتمر جنيف الدبلوماسي لوضع اتفاقيات دولية لحماية ضحايا الحرب في عام ،1949وطبقا لتلك الاتفاقيات" والبروتوكولين الإضافيين المكملين 1977 "نجد أن القانون الدولي قد استهدف أربع فئات رئيسية بالحماية وكفل لها حقوقا يجب على أطراف النزاع المسلح مراعاتها اثناء الحرب.ويشير المؤلف إلى أن القانون الدولي يحدد أيضا بوضوح صلاحيات سلطة الاحتلال وكيفية التعامل معها . وفي الوثائق يقدم الأدلة والشهادات على الجرائم التي ارتكبت في أفغانستان وترتكب يوميا في العراق ضد المدنيين والأسرى، حصل عليها من المحتجزين الدين سربوا الى أهلهم ودويهم وبعض المحامين رسائل نادر تتضمن معلومات عن الانتهاكات اللاانسانية وعمليات التعذيب والقتل والإهانة والتنكيل بهم من قبل المحتجز الأمريكي ،و من خلال لفاءاته المباشرة مع الأسرى العرب الدين أفرج عنهم ،و عايشوا الأحداث في أفغانستان والعراق ..ومن روايات الضحايا و الشهود العيان على الجرائم البشعة والانتهاكات اللاانسانية التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقهم .و التي تبدأ من مناطق الاحتجاز الأولى ، حيث يتعرض المعتقلون –بلا جريمة-للتعذيب والضرب والسباب والإهانة المستمرة للإنسانية. وصمة عار على الرغم من أن المعاملة اللاانسانية تكررت في ستة عشر سجنا عراقيا يديرها 3400جندي أمريكي وبريطاني بلا رحمة ولا رقابة، ولااخلاقيات محاربين ولاقوا عد دولية معلومة للجميع تحدد بدقة كيفية التعامل مع الاسرى و المجتجزين من المدنيين وأيضا السجناء من الجنائيين . إلا أنها في سجن أبو غريب العراقي أكثر بشاعة وعنفا، تبرز فيها الجرائم العنصرية التي تفوقت كثيرا على كل ابتدعته العقلية الخيالية للدين كتبوا عن جرائم النازية أو كتاب السيناريو والمخرجين في كل العصور الدين قدموا لنا دراما القتل والعنف والاغتصاب والتدني والانحطاط الأخلاقي وخيانة المبادىء والقيم والتخلي الكامل عن كنه الإنسان والتحول إلى طبيعة منحطة متوحشة أدنى إلى الحيوان. اد كان سوء معاملة السجناء جزءا من الروتين اليومي في أبو غريب::فهنا أمريكي يغتصب النساء البريئات ....وآخر يتلدد بممارسة المعتقلين لحالة هستيرية من الشدود الجنسي .....هناك اثنان من الجنود الامريكين يتقاذفون بالأيدي والأرجل جسد طفل عراقي لم يتجاوز السادسة من عمره أمام والده ،ومجندة أمريكية ترتدي الزي العسكري، تتلدد بمشاهدة السجناء العراقيين عراة ..وثانية تعذب سجينا بالكهرباء صعقا حتى الموت ...وأخرى تسحب أسيرا مضرجا في دمائه كالكلب بواسطة طوق حول عنقه.
ثم يعدد المؤلف وسائل التعذيب المنحطة التي تفنن الأمريكان في ابتكارها، وعادوا من خلالها إلى أساليب التعذيب المصنفة ضمن الأدوات المحرمة دوليا، والتي يرى فيها المدافعون عن حقوق الإنسان آليات متوحشة تدمر النفس البشرية وليس الجسد الآدمي فقط. وتم استخدامها في أبو غريب، وبقية سجون العراق بحق ضحايا الاعتقال العشوائي من الأبرياء الدين لم يقوموا بعمليات ضد الاحتلال . ولم يكن الجنود يفرقون بين المجرمين الجنائيين والسجناء السياسيين ويسهب في شرحها ، وفقا لروايات الأسرى التي نشرتها صحفية الواشنطن بوست، ولشهادات حصل عليها المؤلف من مقابلاته مع المعتقلين، دون ر توش و بأسمائهم الحقيقية( الشيخ رعد الحمداني-فخري الدليمي،ضياء الشويري، الحاج شوقي الكبيس وأولاده الثلاثة ، الحاج قحطان احمد يحيى سالم رئيس مجلس عشائر سامراء ) واستنادا إلى تقرير الجنرال (تاغويا) ففضلا عن الإهانات والصفع والضرب المبرح في أماكن حساسة والسباب ، وأساليب المعاملة القاسية التي لا تحتمل: و تبدأ بالحرمان الطويل من النوم، بتشغيل موسيقى صاخبة عالية الصوت لأوقات طويلة تصل إلى يوم كامل،وتغطية الوجه والتعريض لأضواء ساطعة لفترة طويلة . هنالك العري... الصعق بالصدمات الكهربائية ،توجيه الركلات واللكمات للمساجين وقفز الجنود باحديتهم العسكرية على أجساد السجناء العراة، استخدام الكلاب العسكرية المدربة لتخويف السجناء، والسماح لها بنهش لحمهم، وإحداث إصابات بالغة بهم-امتهان أدمية السجناء والاستهزاء برجولتهم ببقائهم عراة أمام الحارسات الأمريكيات-تكويم الأجساد العارية فوق بعضها البعض وقفز الجنود عليها ، فيما يشبه الاكروبات.-تصوير السجناء والسجينات فوتوغرافيا بكاميرات الفيديو، وهم عراة تماما –كتابة جملة (أنا مغتصب)على قدم سجين بعد اتهامه باغتصاب سجين آخر –التقاط الجنود صورا تذكارية بجوار جثث ضحاياهم الدين ماتوا تحت التعذيب .غياب الرعاية الصحية والإهمال المتعمد لعلاج المساجين المرضى الدين يعانون من أمراض مزمنة وخطرة-استخدام العقاقير الطبية التي حرمتها الاتفاقيات الدولية في غير الأغراض الطبية مثل:حقنة الحقيقة أو عقار( نيتوثال الصوديوم) اشهر أدوية التخدير، وهو معروف بتأثيره المثبط للجهاز العصبي وخلايا المخ ،يجعل الشخص فاقدا للسيطرة تماما على إرادته وأقواله، وهو ما يفسر إعطاءه لمن يصعب انتزاع الكلام منهم رغم تعذيبهم . والعقار محرم دوليا وممنوع استخدامه باتفاقيات عالمية متعددة مند الحرب العالمية الثانية، وحرمته منظمة العفو الدولية في استجواب الأسرى.
يبحث المؤلف في الحالة الجديدة التي رأى فيها صورة أمريكا في سجن أبو غريب وقد تحول جنودها إلى حيوانات شرسة متعطشة للدماء و اسقطوا كل المبادىء والقيم والأعراف من دائرة اهتمامهم . والانقلاب الحاد الذي تحول معه الأمريكي إلى كائن آخر يحطم كل المبادىء والقوانين الإنسانية ويدل الإنسان ويقهر النساء والأطفال ويدمر الحياة كلها على الأرض لمصلحته الخاصة،بل ولغير مصلحة على الإطلاق، ولكنها الرغبة في التدمير ليس إلا.. . بعدما كان نموذجا يحتدى به الشباب في العالم متمثلين قوته وحنوه على الضعيف وقدرته التي لا تقهر وإنسانيته دائما مع الآخرين .
مشروع صهيوني طموح.... أصابع صهيونية:
يحلل المؤلف تزايد حالة الوحشية لدى الجنود الأمريكيين، ويعزوها إلى الأصابع الصهيونية و الوجود الصهيوني المكثف في العراق ، والمشروع الصهيوني الطموح لاستغلال احتلال العراق ،ولا يستبعد قيام الصهاينة بنقل ميراثهم المخزي المتدني إلى العراق المحتل، وخبرتهم القدرة في معاملة الأسرىاثناء الحروب وعمليات التعذيب والابادةالجماعيةوالمتاجرة في الأعضاء البشرية من أجساد الأسرى ببيع بعض من أجسادهم كقطع بشرية(الأسرى المصريين والعرب خلال حرب 1956-1967)فضلا عن الممارسات اللاانسانية المدانة في كل المحافل الدولية التي يمارسها الصهاينة ضد المدنيين الفلسطينن العزل من السلاح الدين يعيشون تحت أسوا ظروف الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة.وقد أكدت التقارير الإعلامية، التي تناولت ما جرى من تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان في العراق بصفة عامة ، وسجن أبو غريب بصفة خاصة المعلومات التالية:1--وجود بنيامين بن اليعازر وزير الحرب الصهيوني السابق، وهو صاحب السجل الطويل من الأعمال الدموية والسلوكيات اللانسانية في العراق مستشارا خاصا للحاكم هناك.2- تأكيد الإسرائيليون بأن العراق عدو أو بعض عدو لا سرائيل ، وكل قوة العراق للعراق تخصم من قوة إسرائيل ،حتى دون أن يحدث بينهما صدام مباشر.فإسرائيل تعرف مادا تريد من العراق بالضبط –البترول العراقي--ولا تضيع الوقت اد أعلن (يوسف بيرتسكي)وزير البنية التحية الصهيوني عن استعداده لإعادة تشغيل خط نفط كركوك –حيفا مشيرا إلى أن واشنطن لن تعترض لأنه المنفذ الوحيد للنفط العراقي على البحر المتوسط، مما يخفض نحو(3-6دولارات من تكلفة نقل الطن ، وتركيا هي الدولة الوحيدة التي اعترضت .3--تقول المعادلة الاسرائلية أن فلسطين لليهود وسكانها من العرب يتوزعون على الدول العربية .،من اجل دلك تسعى لتوطين نحو مليون لاجىء فلسطيني بالعراق. فيما طرحت الصحف الصهيونية عدة أفكار :كإنشاء مستعمرات اسرائلية حصينة فخمة في العراق. الجدير ذكره أن صحفيتي الواشنطن بوست والنيوزويك نشرت تقارير أكدت من خلالها تواجد عناصر استخبارات إسرائيلية أثناء إجراء التحقيقات والتعذيب مع الأسرى والسجناء في أبو غريب.
.زود المؤلف الكتاب بوثائق خطية نادرة، بملحق صور تزيد عن (130)صورة، تبرز السجان الأمريكي بابتسامته العريضة ، وعلامات السعادة والارتياح بادية على وجهه ، بعدما أدى دوره مثل الممثل السادي الذي يكلف بتنفيذ بمهمة من مهمات العنف والعدوان وتدين إحداها الوزير تورط رونا لد رامسفيلد في أحداث أبو غريب.
أخيرا نقول: أن الدين تم رميهم في أتون العذاب في أبو غريب ، تتراوح أعمارهم بين أل(99-13)عاما وفقا لما أعلنته قوات الاحتلال، لن يستطيعوا أن ينسوا ما حدث ،وسيظلوا يتذكروا الهمجية والوحشية الأمريكية في ابو غريب ،ولاشك أن تلك الذكريات السيئة ، ستطفو على السطح دائماوابدا، سوف لن تسمح مستقبلا لأمريكيين يتجولون في مناطق العراق ، حتى لو رفرفت ألف راية سلام مع دولة هؤلاء، الدين امتدت ايدبهم الآثمة، تحت حماية السلاح الهائل والفتاك، واعتدت على العراقيين.
الكتاب:العار الأمريكي من غوانتانامو إلى أبو غريب.
المؤلف: محمد بسيوني
إصدار :دار الكتاب العربي دمشق- القاهرة 2005
08-أيار-2021
07-نيسان-2006 | |
07-نيسان-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |