ديمقراطياتنا٠٠٠ وعياداتهم النفسية
2008-05-06
اعتدنا في دراستنا الجامعية وكلما اختلط الحابل بالنابل على قول اساتذتنا بان الغرب يتفكك اجتماعيا وتفقد العائلة كل شروط وجودها وتكونها في تلك المجتمعات وانها تسير نحو الهاوية وهذا ما يفسر تفشي ظاهرة العيادات النفسية في اوربا فلقد علمنا في الشرق كيف نعادي الغرب كما تعلم الغرب الفرضية العكس لما تعشش في اعماقنا وبدانا بحب الذات الى ان وصلنا الى حدود نرجسياتنا الهائلة والتى بدات بجعلنا مجرد كرات مليئة بالهواء ليس الا وهذا ما جعل منا اسهل الكائنات على الفهم الى درجة السذاجة اما براهيننا فهي ديمقراطياتنا المزيفة والتى ملت الالسن واحتارت العقول في تطريزها لتظهر بمظهر جميل ولكن وكما يقال فالقالب غالب فما تعفن وشمت رائحته صعبت اعادته الى سالف عهده فما هي حقيقة ديمقراطياتنا واسباب تعفنها وما هي جذور وكنه عياداتهم النفسية وعلل انتشارها.
ولعل السبب واحد والعلة ذاتها ولنبدا بالبحث فيه من رفض الانسان الغربي لظاهرة التسلط عليه من قبل الاخر وجره الى مظاهر العبودية الى ما لا نهاية ومن الاحساس المرهف لهذا الانسان وشعوره بالذل وما يجره على نفسية المرء من الم وعصيان نعم انه الانسان الذي تطور شعوريا وابى ان يخنع فناضل لاجل ان يتساوى مع الاخر الذي بقي في اطوار التخلف البدائية ليتلائم الاثنان في خليقة الديمقراطية فاما الظالم فلم شمل مظالمه ليجلس بها في سرايا الحكم واطراف السياسة وبدا المظلوم يبني لنفسه دورا للعلم وقصورا للعيادات النفسية فما تم لم يخضع بعد لصنوف رغبته في العيش الرغيد دون هول افعال الاخر
اما ديمقراطياتنا فتبدا من النهاية لتنتهي في البداية فخليقة نفسياتنا المريضة لم تجلب لنا دواء بل افرزت في كل زاوية الف جرثومة تعبث بذاكراتنا ومشاعرنا الى ان استطاعت ان تلم شملنا والضياء في عالم واحد يسمى بالشرق وكم انت مريض وتعاني ايها الشرق الموؤد فهل ديمقراطياتنا بحاجة الى عيادات نفسية اي هل نحن بحاجة لان نتلمس اطراف شعورنا لنعلم حقيقة كوننا احياء ام اموات نائمون ام صاحون ضائعون ام ان دروبنا ما زالت طويلة وان صدى اصواتنا وان لم تصل الى من يقف في النهاية فانها تبشر كل حجر في الطريق بقدوم السيل الذي لا مفر منه
قد ادعو هنا كل انسان شرقي لان يتلمس انسانيته ويرفض ان يذلها ويرفض السماح للغير باذلالها ولن اقول للشرقي كن مريضا او تظاهر به او اجعل من تلك العيادات النفسية الحل الامثل والمفر الوحيد من ظلمات هذا العالم وهؤلاء البشر فلا للهرب من اقدارنا التى تنتظر اقلامنا واناملنا وايادينا وقلوبنا وعقولنا وضمائرنا وانسانياتنا لكي نترسمها فلندع اراداتنا سليلة ما يجب ان تعبر عنه وندعمها بكل ما يمتن من ادواتها ولنكف عن لعب دور من لا دور له
ولنكف عن الجلوس في ظل هذه الديمقراطيات واجمين وجوم السكارى هائمين في ما ليس لنا فيه لا من ناقة ولا من جمل ولن ابيح لنفسي ان ادفعكم الى عتبات ابواب العيادات النفسية لتطرقوها فاقدين الامل من كل خطوة اخرى الى الامام بل سادعوكم الى ان نترك الغرب لاهله ونفكر ونتامل في ذواتنا لان العلة تكمن هناك حيث لا نعلم اين نقف ومتى نسير حيث لا نعلم متى نصمت وماذا يجب ان نقول حيث لا نعلم متى نترك ايادينا اسيرة استراحاتها ومتى نرفعها بوجه كل من يتحكم باراداتنا ومصائرنا حيث لا نعلم متى نغفو ومتى نفتح اعيننا على ما يجري حيث لا نعلم متى تتوه ابصارنا وماذا يجب ان نرى فلندع انفسنا بعيدين عن حدود الاخر وحدود الخوف واللامبالاة ولنسر سوية نحو ديمقراطيات تفتح لنا ابواب ما يكمن في حقيقتها بعيدا عن المقارنة بينها وبين عيادات الغرب فما لدينا داء وما لديهم دواء مؤقت فعياداتهم ما هي الا استراحات للمقاتل فسيهب الغرب ثانية فلنهب قبله كما كنا في سالف العصور ايها الشرقيون فاذا كانوا قد اختاروا لانفسهم عيادات نفسية يتعالجون فيها فلا يجدر بنا ان نستبدلها في شرقنا بالفرش الوثيرة ونبقى اسرى للنوم الابدي .
08-أيار-2021
06-أيار-2008 | |
15-نيسان-2008 | |
02-شباط-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |