ليالي آب الخائنة للشاعر جوان قادو الترجمة عن الكردية :
2008-10-16
جوان قادو
جميل حين يتحول نص شعري إلى مجال للجدل ، وتتحول التعليقات إلى أمور حيوية لا مجرد تعليقات لا تغني ولا تسمن من جوع .. صادف هذا الشهر نشر مادتين أثارت نوعين من التعليقات: مادة رأيان في رواية خليل صويلح زهور سارة وناريمان وقصيدة ليالي أغسطس / ( لحم الذكريات ) شعر : جوان قادو ترجمة ريبريوسف المادة الأولى أظهر المعلقون كل حقدهم الشخصي على خليل صويلح وبطريقة فجة وليست حضارية فيما جاءت التعليقات على قصيدة ليالي أغسطس هادئة يريد أصحابها إثبات أي من الترجمتين للقصسدة ذاتها أفضل من الأخرى وبشكل نقدي وبلغة راقية لهذا ولنفسح المجال للقارئ أن يقرأ النص الثاني الذي يقارن بترجمة ريبر يوسف ننشر هنا النص ذاته ولكن بترجمة أخرى هي لللشاعر كاميران حرسان .. نحن هنا لا نأخذ موقفا كمجلة وموقع ونترك للقارئ الحكم .
1- ليالي آب الخائنة :
آلهةُ العتمةِ العجوزِ
بمهارةٍ تملأُ أفواهَ الجروحِ
وبطونَ القلوبِ الخاويةِ
لحماً حكيماً,
لحمَ الذكرى الذي يغدو أكثرَ فطنةً
كلما تعتقَ.
الطمأنينةُ المتعبةُ مكشوفةً تنامُ
دونَ أن يتسنى لأحدٍ أن يُدثّرها,
لذا أكلُ ملوحةَ صمتِ السنينِ
وأفتحُ حدقتا عينيَّ
حتى تتمكنَ الرؤيةُ البائسةُ
من الهروبِ,
مزيلةً اللثامَ عن أنفاسِها
وفي خلاءِ الأحداقِ سينقضُّ العماءُ على النورِ
كلسانِ أفعى.
لربما يستطيعُ بصفاءِ رؤاهُ أن يخمِّر دمَ الأشياءِ
من جديد.
كم هو مؤلمٌ، عسيرٌ، آبُ هذا
بقيظهِ كقربة ٍ يخضُ أدمغةَ الأيامِ في جماجمِها
غيرَ قادرٍ أن يفطمَ الأغاني الرضيعةِ، المتيبسةِ فيحناجرنا.
رأيت الماضي تحت أنوارها الخافتةِ ،حافي القدمينِيركضُ.
أنصتُ إلى صوتِ الحشائشِ حين كانت تخلعُ أرديتهاالخضراء
كم وددتُ قتلكَ يا آبُ، حتى لا تغدو السنينُ سنيناً
لتغدو السنينُ أحدَ عشرَ شهراً,
قد تمسي يتيماً عندَ أبوابِ الشهورِ
تتسوَّلُ أياماً منها,
قد تخطئ، وتشفقُ عليكَ
حتى لا تغدو الشهورُ شهوراً,
سيهترئ حينئذٍ جِرابُ خاطري
ويسقطُ المشهدُ منهُ خرزةً خرزة
عندها سيكونُ بمقدوريَ، لجمَ منقارِ الزمنِ الطويلِ
بريشةِ النسيان.
***
2- قصيدة :
في قصيدةٍ تقرأُ فتاةٌ قصيدةً أخرى بالألمانية
تتشبثُ برلين بخيطٍ، خيطٌ يتدلى من شاربِ هتلر.
من جيبِ الفتاةِ سقطت حبتا صداعٍ
دخلتا إلى أسفلِ الوجعِ
وخرجتا من القصيدةِ.
حبةُ صداعٍ أخرى سقطت من جيبِ برلين,
نحو قصيدتي اتجهت.
حبةُ صداعٍ تدورُ في قصيدتي
تجعلُ الكلماتَ تسترخي
والرؤيةُ المتعرقةُ داخلَ الكلماتِ تبردُ.
حبةُ صداعٍ ألمانيةٍ مكفولةٍ
لكم أمنحها في نهايةِالقصيدةِ
عوضاً عن نصيحة.
***
3- مرادنابعد فعلِ كلِّ خطأ :
مرادنا بعد فعلِ كلِّ خطأ
هو أن نفهمَ من الخطأ
غيرَ أن هذا خطأٌ بحدِّ ذاتهِ
فإن لم يكن الخطأُ نفسهُ سبباً
لما فكَّرنا في الخطأ أبداً
لا يكفي كوني بلا خطأ أن أكونَ سعيداً
والمفروضُ هو
أن لا يُفْرَضَ عليَّ شيءٌ
إن كنتُ علىخطأ
فهو أنني أتحدثُ عن الخطأ ذاته.
***
4- على وسائدِ الغرباء :
على وسائدِ الغرباءِ
وتحتَ الأغطيةِ الرقيقةِ, القصيرةِ
أنشدَ رأسي غربتهُ
وجرأتي على النومِ لم تستفق.
كانت النصيحةُ بقواها المشاكسةِ
تخدّرُ وعيي برّمتهِ
وتجافي طمأنينتي الخجولةِ.
أدركتُ بمرورِ الأيامِ أن هذهِ القوةَ
هي فطنةُ الضغينةِ العاتيةِ
والصائبةِ المضطجعةِ، داخلَ النصيحةِ.
خيالٌ شحاذ ٌمتباهٍ
يتماهى مع وعيي,
وعيي مثلُ زهرةِ خطم ٍ
ملفوفةٍ على نفسِها، انغلقت؛
داخلَ الزهرةِ نحلةٌ
تودُّ الخروجَ ولا تقدر
تودُّ النومَ ولا تقدر
تودُّ الموتَ ولا تقدر
تلكَ النحلةُ هيأنا.
***
5- إن التقيت بهم أخبرهم :
إن التقيتَ بهم أخبرهم
بأن ظلي لايزالُ يفقهُ
كلامَ الأرضِ
وإن الخفافيشَ التي كانت تحلقُ
في سماءِ بيتنا
ما فتئت تنسى
بصماتِ شفاهِها على أثداءِ العتمةِ
أخبرهم، أخبر أولائكَ الذينَ
كانوا يقطعونَ بأحذيتهم المطاطيةِ البستانَ
ويودوزنونَ خطاهم على بيادر القمحِ
حسبَ ضحكات عَروسِ الأرضِ
وفي طريقِ العودةِ قبلَ بلوغهم المدينةَ
كانوا يطفئونَ الغبارَ بضحكاتِهم
ويدسّونَ أيديهم في جيوبهم
كما لو كانوا يبحثونَ عن شيءٍ
يخفونَ فيهِ أيامهم
أخبرهم، ولا تنسى أن تخبرهم بأنني
لم أعد أعرف ماذاأقول.
عن مجلة أبابيل
08-أيار-2021
21-آب-2013 | |
(عَتمة من الضوء فقط) أشعار مختارة / توماس ترانسترومر اختارها: |
12-تموز-2009 |
16-تشرين الأول-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |