(عَتمة من الضوء فقط) أشعار مختارة / توماس ترانسترومر اختارها:
2009-07-12
أسرارٌ على الطريق
أصابَ ضوءُ النهارِ وجهَ أحدِ النائمين
حظي بحلمٍ أكثرَ حيويةً
غيرَ أنهُ لمْ يستفق.
أصابت العتمةُ وجهَ أحدِهم
كانَ يسيرُ وسطَ الآخرين
تحتَ أشعةِ شمسٍ قويةٍ متعجّلة.
اكفهرّت بغتةً لمطرٍ مدرارٍ همى
وقفتُ في غرفةٍ اتسعت لكل اللحظات -
متحفِ فراشاتٍ.
والشمسُ كسابق عهدها قويةٌ
ريشتها المتلهفةُ تصبغُ العالم.
* * *
السماءُ النصفُ مُكتملةَ
يُوقفُ الصمتُ عَدوَهْ
يُوقفُ الهم عَدوَهْ
توقِفُ الحدأةُ هروبَها
يتدفقُ الضوءُ المتحمّسُ,
حتى الأشباحُ ترتشفُ جرعةً.
تُقبلُ رسومنا مع النهارِ,
الحيواناتُ الحمراءُ لمراسمِنا من العصرِ الجليدي.
تتلفتُ الأشياءُ كلها
نمضي بالمئاتِ تحت الشمسِ
كل امرئٍ بابٌ نصفُ مفتوحٍ
يفضي إلى غرفةٍ للجميع.
تحتنا الأرضُ اللامتناهية.
يضيءُ الماءُ بين الأشجار.
البحيرةُ نافذةٌ تُطلّ على العالمِ.
- جولة نغم
عبرَ قريةٍ أقودُ سيارتي ليلاً, تُقبلُ
لأضوائها البيوتُ - مستيقظةً, تودُ الشربَ.
بيوتٌ, إسطبلاتٌ, لافتاتٌ, عرباتٌ سائبةٌ – بيدَ أنها الآن
ترتديَ الحياة. – ينام الناس:
ينامُ بعضُهم بطمأنينةٍ, لآخرين منهم وجوهٌ بتقاطيعٍ متوترةٍ
كمن يخضعُ لتدريبٍ أبديٍّ قاسٍ.
لا يجرؤون على تركِ شيءٍ وإن كان نومهم ثقيلاًٌ.
يخلدون للراحة كحواجزَ تهبط حينما يولّي اللغزُ مدبراً.
خارجَ القريةِ يمضي الطريقُ طويلاً عبر أشجارِ الغابة.
والأشجارُ الأشجارُ تخطو صامتةً بحللٍ متناغمةٍ.
بلون مسرحي تجده في الأرواح المتقدة.
كم تبدو أوراقُها جليةً ترافقني إلى عقرِ داري.
مستلقياً لأنامَ, أشاهدُ صوراً
وأشكالاً مجهولةً ترسمُ نفسها خلف الأجفانِ
على حائطِ الدجى. في الشرخ بين الحلم واليقظةِ
تسعى رسالةٌ كُبرى عبثاً إلى التغلغل بينهم.
* * *
بعد موتِ احدهم
حدثت صدمةٌ
خلّفت وراءَها ذَنَبَاً شاحباً, براقاً وطويلاً لنيزكٍ.
يستضيفنا. جاعلاً صورَ التلفازِ مغبشةً.
يستقر كقطراتٍ باردةٍ في الأقنية الهوائية.
مازالَ بمقدورِ المرءِ التزلج بزحافاتٍ,
تحتَ شمس الشتاء, بين الأحراجِ حيث ماتزال أوراقُ العامِ المنصرمِ معلقةً.
تشبه أوراقاً ممزقةً من دليل هواتفَ قديمٍ -
التهمَ البردُ أسماءَ المشتركين فيهِ.
جميلٌ أن نشعرَ بأنَ القلبَ مازالَ ينبضُ.
لكننا غالباً ما نشعرُ بأنَّ الظلَ أكثرُ واقعيةً من الجسدِ.
يبدو الساموراي غيرُ ذي أهميةٍ,
إلى جانبِ مئزرهِ المُعدِ من حراشفَ التنينِ السوداءِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) جون إف كنيدي
* * *
ولد توماس تران سترمر على بقعة نورٍ اسكندنافيٍّ في الخامس عشر من نيسان 1931, في مدينة النوارس والجسور "استوكهولم".
انفصل والداه وهو طفل, فتربى وترعرع في كنف والدته في حي "سودر" وسط استوكهولم. أبدى توماس ولعه بالشعر والموسيقى باكراً خلال دراسته في ثانوية سودرا لاتين, في الثالثة والعشرين باشر بدراسة تاريخ الأديان وتاريخ الأدب وعلم النفس في جامعة استوكهولم التي تخرج منها سنة 1956.
في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني 1990 أصيب توماس بشلل نصفي بسبب جلطة دماغية أفقدته القدرة على النطق، يعتبر توماس من أهم الشعراء السويديين المعاصرين والمرشح الدائم لجائزة نوبل، ترجمت أعماله لأكثر من خمسين لغة، حصل على الكثير من الجوائز السويدية والعالمية أهمها
· جائزة نويشتادت الدولية للأدب( الولايات المتحدة الأمريكية )
· جائزة الأكاديمية السويدية لدول الشمال 1991 ( نوبل الصغرى )
· جائزة التاج الذهبي 2003(مقدونيا)
· جائزة نونينو الايطالية2004
· جائزة نجم الدب الاكبر2004 ( الصين )
من أعمال توماس ترانسترومر:
سبع عشرة قصيدة 1954
أسرار على الطريق 1958
السماء النصف مكتملة 1962
أنغام و آثار 1966
بحار البلطيق 1974
حاجز الحقيقة 1978
الساحة الوحشية 1983
للأحياء والموتى 1989
الذكريات تراني ( نثر ) 1993
رؤية في الدجى 1970
دروب 1973
جندول الأسى1996
اللغز الكبير
تسع قصائد هايكو من سجن هلبي للقاصرين 1959
08-أيار-2021
21-آب-2013 | |
(عَتمة من الضوء فقط) أشعار مختارة / توماس ترانسترومر اختارها: |
12-تموز-2009 |
16-تشرين الأول-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |