الملك هو الملك / من يزيد إلى ستالين : منطق السلطة .
2008-12-10
في الحقيقة أصبح ابن تيمية معاصرا لمن هم في القرن العشرين و ال 21 لنفس السبب الذي كان ماركس أحد أهم معاصريهم : في مقابل تبني الدولة السوفيتية و معها الدول الدائرة في فلكها لماركس كأساس فكري لسيطرة نظامها داخليا و خارجيا فقد كان تبني السعودية لابن تيمية كبديل اضطراري عن ابن عبد الوهاب كرأس حربة في صراع النظام ضد التيارات و الأنظمة القومية و اليسارية الصاعدة و كأساس لتبرير سلطتها داخليا عن طريق تحالف مشهور تاريخيا بين السلطة و الجناح المتشدد المحافظ من المؤسسة الدينية وراء هذه المعاصرة الإجبارية..يجب هنا أن نلاحظ التشابه الهائل بين ستالين و يزيد بن معاوية , ليس فقط في الدور التاريخي – بناء السلطة المطلقة و تعريفها - و مقاربة الفكر السائد لهما و بالتالي للسلطة , بل حتى في أساليبهما , هذا التشابه حتى درجة التطابق في كثير من الأحيان بين المتناقضات ينسحب أيضا على أشخاص مثل عبد الناصر و صدام حسين مثلا الذين قاموا أيضا بذات الدور التاريخي وسط نفس المقاربة من الخطاب السائد , هنا فإن المفهوم السائد سوفيتيا عن ماركس هو متناقض من حيث الدوغما مع المفهوم السائد عن الإسلام في دمشق عاصمة الدولة الأموية , لكن وظيفيا فإن كلا المفهومين يقومان تاريخيا و مجتمعيا بدور شبه متطابق..دعونا نشرح بشكل أعمق ما الذي قام به ستالين , و من قبله "الخليفة" الأموي الثاني , و إلى جانب هذا و ذاك الخطابات السائدة في تبرير السلطة و تعريفها , مثلا أعلن نهج ستالين وفقا للخطاب السائد من جهة على أنه نهج الأغلبية – التي تتطابق مع الحقيقة طبقا للمركزية الديمقراطية , و من جهة أخرى على أنه نهج صحيح مطلق الصحة لا يأتيه الباطل , أصبح السمع و الطاعة أساس الموقف من ستالين و سلطته و مع تصفية الخصوم الرئيسيين تدريجيا بتهمة الخيانة ( مجرد التردد في إعلان السمع و الطاعة اعتبر جريمة ) أصبح هذا الموقف رهابيا أو بالأصح إرهابيا , ذهب ضحية عسف ستالين عدد أكبر بكثير من أعلى كوادر بيروقراطية الحزب و الدولة و الجيش , أكبر بكثير مما سقط سواء في الحرب الأهلية أو بيد "التخريب" البرجوازي أو الأجنبي , كان هذا الدم "الأزرق" , دم البيروقراطية المقدس مقارنة بدم العمال و الفلاحين و المثقفين , ضروريا لنشر ثقافة الخوف و الإرهاب , و قد لعب ذات الدور الوظيفي الذي لعبه دم الحسين حفيد الرسول الذي أريق في كربلاء إضافة إلى ضرب الكعبة بالمنجنيق و استباحة المدينة المنورة بعد سقوطها بيد الحجاج , لقد حدد هذا الانتهاك , في الحالتين , للمجتمع و حتى للمقدس نفسه ( الحزب في الحالة الستالينية ) , أمام الجماهير و أمام الأرستقراطيات القبلية المنافسة و أمام المؤسسة الدينية و كوادر البيروقراطية المنافسين لستالين , حدود الممكن و المسموح سلطويا , الذي كان عمليا بلا حدود فعليا , أصبح الخطاب السائد يستثمر هذه الحالة الرهابية من العقاب المفرط أو حتى الاعتباطي و الذي أصبح من الواضح أنه منفلت و غير خاضع لأية ضوابط ليؤسس لمضمون بوليسي للعلاقة بالسلطة : الخروج على السلطة على أنه خيانة , هذا ما أعادت الخطابات السائدة التابعة للسلطة إنتاجه في ظل سلطة يزيد و خلفائه , و ستالين و خلفائه , و عبد الناصر و صدام ..بدأ الحديث عن الجماعة - السلطة كفكرة محورية توجد في قدس أقداس المقدس , كإطار للحقيقة المطلقة – الإجماع , إضافة إلى أن النصوص التي نسبت إلى الرسول و التي "جمعت" في فترة لاحقة متأخرة و التي اعتبرت الجزء الآخر من الحقيقة و التي استخدمت لتكريس السلطة و الولاء لها – الجماعة – كنقطة مركزية في المقدس أو في موقفه من السلطة – هكذا جرى تعريف الإسلام الصحيح ( أهل السنة و الجماعة ) , و هكذا أمكن للخطاب السائد , الذي رفض الردود العقلية للمرجئة على وعيدية الخوارج بل و أدانها و كفرها لاحقا , أن يخرج من مأزق كيفية إدانة الخوارج , لأن هؤلاء شكلوا امتدادا منطقيا للمقدس لكنه امتداد معارض للسلطة دون هوادة في نفس الوقت , وحدها الأحاديث التي نسبت للرسول في تكفير الخوارج و نصرت خصمها السلطة عليهم قد مكنت من تحقيق هذا الهدف..الشيوعية السوفيتية , كموازي لأهل السنة و الجماعة ماركسيا , أصرت في توجه مماثل على مركزية الوحدة الحديدية للجيش الذي تقوده من الكوادر و الأتباع , و اعتبرت هذه الوحدة الحديدية القائمة على السمع و الطاعة "للقيادة" أساس قوة الخندق المعادي للرأسمالية و بالتالي اعتبرت أي محاولة لاستخدام الناس لعقولهم خارج الخطاب السائد أو مجرد مناقشة قرارات القيادة على أنه خيانة عظمى تصب في مصلحة الإمبريالية و في الحقيقة لم يتردد الستالينيون في قضية إنزال أقصى عقاب جزاء مثل هذه البوادر على التصرف المستقل أو حتى التردد في تنفيذ أوامر القيادX
08-أيار-2021
09-كانون الأول-2012 | |
19-كانون الثاني-2010 | |
15-كانون الثاني-2010 | |
11-تشرين الأول-2009 | |
06-تشرين الأول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |