كاتب-عدل
2009-01-03
أنا طين على عتبة أفكاركِ
وقش ملون على جدراكِ
ومناسفكِ المهجرة..
ورقة توت هوت على جَرَّار بئر
ريشة طاؤوس تطايرت في حوش أملس
حجلة عششت بعب دالية
جمرة كساها رماد سعر
في موقد, منقل ومدفأة موقرة..
مكواة فحم ثقيلة كعبء الماضي
ألوان زاهية تشع من قميص
نكهة ريحانة قابعة في أصيص..
أنا غسيل يوم الخميس
في طشت بلاستيك أخضر
أنا زعتر -
طحين وعجين وخبز تنور
أنا كاتب-عدل لتيسير الأمور
أنا مكابيس يوم الجمعة مع لحمة بعجين
أنا قاموس
أنا ناموس
أنا ضمير المغيبين
أنا فرن ناحية الجسر الصغير
أو ربما ناحية الجسر الكبير
وسط سوق الأقمشة الحريرية
وسط إحدى العرَصات
أو ربما جلنار البراري الشاسعة
رمان في خلوات بستان مرصّعة
زعرور يسقى بالمطر والنواعير..
أنا فستق أنا بندق
أنا مونة في خندق
أنا عطر البنفسج على بسطة جوال
شفرات, أمواس ودبابيس
في سواعد صبي يتاجر بهم ويحتال
أنا قداحة, أنا برامة, أنا علبة راحة
وصابون الغار الفواح على عربة
حنة موصلية على غرة وأنامل فاتنة
مخمل على خد وخدود زالت من الوجود
فروة صوف خاروف تقي من ثلج وبارود
أنا حنين بقرة إلى مراعيها
وفرس أصيلة إلى فارسها..
أنا زقاطة الأبواب البالية
أنا قبضة نحاسية على صفيح التاريخ
والخشب يأكلها الصدأ
أنا كنزة حاكتها الخالة
أو ربما العمة
بمغزل توقها لطفل أشقر
انا أغنية لحمامة طائرة
أنا فراشة حائرة
بين منارة وكنيسة
حيث الأرواح الحبيسة
تنشد الخلاص والحرية...
أنا موسيقى مياه جف نهرها
فازدادت في القلوب الملتهبة جقجقتها
أنا بخار محلّى على طبق سحلب
نكهة دارجين وفتافيت جوز الهند
في صباحات العمر بين قامشلو وحلب
أنا لمحة على دروب مدرسية
أو ربما غمزات عفوية
تشع من عين عبَّ ضياءها قمر وكوكب
أو بريق نجمة لها رسالة مثيرة
من حبيبة سرية
ربما مليكة الصف السادس
إلى مليكها الغائب عن الحصة الأخيرة
أنا يد تكتب نشيدها المنشود
بزقزقات دوْر ثابتة
لتنفي المنفى المؤبد وتعود
إلى ما تبقى من الدرس
إذ للحياة دائماً بقية
وللطبيعة البشرية دَور وطوْر وعهود
لن تنتهي طالما هناك
أبجدية...
08-أيار-2021
13-أيار-2017 | |
18-شباط-2017 | |
06-كانون الثاني-2015 | |
22-كانون الأول-2014 | |
04-كانون الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |