مقام الخلوة
2009-01-19
المكان شاسع كأنه قبر لأجسادنا الكبيرة أيضاً، ولابد من المدى. قالت لنفسها وهي تفتح زر من قميصها, ثم لماذا عليّ أن أنجذب إليه هكذا؟ لأنه دبق للممارسات الحمقاء ربما، وأنا متطهرة الآن. حسناً هذا قرار. كانت تفكر وتمسك ساقيها عن المضي ثلاث خطوات إلى الغرفة المجاورة، حيث يجلس أمام الحاسوب كعادته. هل يعقل أن يكون هذا مكان عمل؟ ما عساني أعمل وأنا أسمع شهقات مؤجلة في حنجرتها؟ أه.. الأنثى التي تسعى إلا للخراب... الله يرحمك يا أمي..
نداء الكعب وهي طافقة نحوه جعله يتستر بسرعة على هذه الفكرة بالذات. لأنه متمدن. هكذا يحاول ان يظهر على الأقل, هل تريد شيئاً، أنا ذاهبة؟ شيئاً.. تقصد كأن ألتهم هاتين العينين أولاً. قبل أي شيء أخر ...و غاب في ثدييها ...
ثانية الصمت هنا حملت ثقلاً رهيباً لا يحتمله أفق المكا ن العالي، حيث صار السقف أعلى، ولكن ضاغطً. إن الأشد خطورة في صمت غير حكيم، ولم يخطط له مسبقاً، طرق الخروج من الأزمة الخانقة للكلام دون أن تصبح أبله اللحظة القادمة، ثم إنها أفعى بحق، ولكن لطالما أثارت اهتمامي المرأة ذات البشرة المنزلقة، ووجهة انزلاقي أنا بالذات، بإمكانها أن تذهب متى انتهت من عملها، دون أن تسأل عن حاجتي الآن.
حسناً، لا شيء...
إنه أبله. قالت في سريرتها.
في اليوم التالي تساءلا سوية بصمت: لماذا لا يوجد في دائرة حكومية سوانا.
هي موجودة الأن، علي أن أبتعد قليلاً عن العبق الذي تنثره عمداً في طريقها للحمام... قال لي صديق اليوم: إنها سليطة اللسان، فكّرَ إذا ما وجهت له يوماً إهانة ذكية وسط الزملاء، أنه سيهشم رأسها الصغير كشاشة هذا الحاسوب، وبقبضة واحدة أحاله شذراً أزرق ناعماً على الأرض من تحت كرسيه، وشدها من شعرها إلى أسفل منخاره الثوري. قال بصوت خافت واثق مليء بالتوسترون: لن أسمح لكِ بإهانتي يا صعلوكة.. أو هكذ خيّل إليه أنه سيفعل، فكّرَت في اللحظة ذاتها، أن آخر شاب أحبته نعتها بقلة الأدب وانعدام التربية المزمن الذي لم يخترعوا له علاجاً بعد، وهي محتاجة للتركيز في هذه المرحلة من حياتها، كما للراتب آخر الشهر، وهي كفتاة شرقية لا تقدر على التورط بعلاقة حب دون أموال أضافية، وعند صنبور الماء تقابلا، إذ لابد من نقطة التقاء في الحكاية ، ما هذا؟ كان يحمل كتاباً عن النقد. لا أومن بالنقد. صرخت بوجهه كفاجرة مغتاظة ، ثم طيرت الكتاب من راحة كفه إلى تحت الصنبور المتدفق مباشرة ,بدت العملية التي لم تستغرق ثانية, دقائق ضوئية لم تختبر كثافتها يوماً ولكن قرأت مرة في مجلة علمية عن الموضوع ، حملت الحقيبة من على المكتب، وهرعت إلى الخارج. وفي قرارة نفسها أيقنت أنها تستحق صفعة على ما ارتكبته من حماقة. وتصرف بناتي بامتياز, ركض وراءها بجاكيته الرسمي : توقفي. قالت له: لماذا لحقتني؟ لم يجبها، ركضت ثانيةً وركض وراءها: لماذا توقفتَ؟ لأنكِ توقفتِ. وهل أنت ببغاء الأفعال البشرية الفجائية؟ صرخت ثانية، ثم ركضت. توسل إليها أن تقف، لأنها جعلت منهما فرجة مجانية للمارة، فتوقفت، ليس استجابة لتوسلاته، بل كي تتأكد من أنه قد وقع في الحالة غير المفسرة على الإطلاق منذ أشهر. لماذا تقف الأن؟ كانت تسأل بجدية لم يأخذها على محمل الجد، أم أنك معلق بسلك حول خاصرتي لم تود ان تقول عند مؤخرتي لأنها جادة الأن ، ضحك بهستيرية من اشتاق إلى مثل هذه الألعاب في عصر شتائي كئيب، بمبنى يعود الى حقبة الاستعمار الفرنسي. وهو يلهث، قال واضعأ ذراعاً لفتت نظرها على كتفها المتصلب: أنت مجنونة... أقسم.
ولأنه يملك أطيافاً متعددة تجعلها تشتهي أن تتمرغ في سفوح نديّة لا متناهية، كلما مر في عالم اختزل السكان إلى كليهما. قررت أن تكسر اللون المحيط به , لعلّها تشفى. ذهبت في الصباح الباكر إلى بيته فهي زارته مع الزملاء عند انتقاله اليه لم تكن تعلم انها تحفظ العنوان ، مع حفنة من سنابل القمح ستضعها على بابه وتمضي بهدوء، صعدت الدرج خاطفة هاجساً نحوه أقلق ليلها و لا تدركه. فُتح الباب فجأة كأنه كان ينتظرها طوال الليل , مُدت ذراع اتكأت عليها مرة، وتقًبل هو الخطف برحابة صدر. بعد مرور ساعتين وقفا عراة مواجهة : أريد شيئاً حلواً آكله، قالا بنفس اللحظة وغرقا سويةً في لحظة تأمل خاصة.
وفي دراسا ت طبية حديثة أكدت أن 70% بالمئة من الأزواج يشتهون السكر بعد ممارسة الحب. السكر والحب إذن إنها الكيمياء...
كندة السوادي
Kanoda9001@yahoo
كاتبة وصحافية عراقية مقيمة في سورية
08-أيار-2021
21-حزيران-2009 | |
07-حزيران-2009 | |
22-نيسان-2009 | |
01-نيسان-2009 | |
24-آذار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |