صحون سلمان النظيفة
2009-06-21
ستأذن لنفسك أخيراً أن تنسى، عشرون علبة بيرة الشرق وتدخل غاضباً: كلهن سافلات يا سلمان... المشكلة تكمن في انعدام الحوار البناء... يتفلسف طوال السهرة.. لا نملك ثقافة الأخر! ولا نستوعبه اصلاً، وتروح فتيات كالسكر المحروق بأجساد مزدهرة وتجيء أخريات كالقشطة وابتسامة تطيح بالعتيد ما بيننا، فلانة رأسها يابس.. وهذه فيها من الدجاجة شيئ، أو شيئان، وللعنزة فضائل كثيرة على فلانة.. وهذه مدعية تسألها من هو( السهروردي) فتجيب علامّة في اللغة العربية ... ربما ؟! وعلتانة ليست صادقة تماماً أشك بأنها تكلم على الهاتف عشاقاً غامضين على هيئة زملاء وجيران وأولاد حلال... وأنا يا صديقي ... أيضاً ابن حلال، أنهيت يا رامي خمسة عشر عبوة إلى الآن ولم أنل نصيبي من الدبق الذي تشتكي منه، ولم ألوث ملابسي بدسم العشق قط، هاهو بنطالي معلق، وما تغيرت كسرة قماشية واحدة فيه. يا رجل أنا الآن أشك في أعضاء إضافية رغم جموح مخيلتي التي بلا رسن.. يخرجن من باب بيتك مسرعات إلى الشارع، يهبطن كل هذه السلالم ولا تقف فتاة لتفحص باب الشاب الذي يقطن تحت بيتك و لم يدعه الحظ إلى الوليمة.... إلى أين؟... هيههه.... إلى أين؟
هناك خطأ في المنهج، تتبنى أنت أسلوب القتيل عاطفياً، والحري بك أن تتصرف مع البنات، وكأنك انتهيت للتو من جزيرة النساء بشتى المراحل العمرية، ثمة من قال: انظر إلى هذا الجسد كبدعة هندسية رائعة دون أن تتورط بالحب، هكذا تتخلص، بثانية، من الوقوع في الإغواء الخطير، أنا أحياناً أؤمن بهذا يا سلمان تصدق...؟! اجعل الأنثى تراك رجلاً صعباً لمجرد أن تشعر أنها عاشقة مستحيلة حين تضع رأسها على الوسادة آخر النهار....
الرغبة تجتاح أفكاري أن أتعفر كلياً بشعثاء المزاج الأنثوي، الذي طلقته بالثلاثة كما تدعي الآن.. والله يا رامي سأتوقف عن النق، فقط أوجد لي فتاة تعشقني!، سمعت كل النصائح... لذا لا تقل المزيد، ثم ماذا عنك؟ تطارد واحدة كصفقة عمل مهمة ثم تجيء إلى المقهى تثرثر كهاذ بحمى مصطنعة لا تخفى حتى على النادل يا رامي، تحتسي كأس أو كأسين في بيتي، ثم تنسى كل شيء وتجر غطائي الوحيد نحوك، تاركاً إياي على النافذة أفكر بحسناء تفوّر ركوة القهوة مع هذه الجسد المغبر، وهذا محسن يقضي أيامه بالتخطيط للنيل من زوجة جميلة ، مطيعة لأوامر أمه، وقد قرأت بريخت جيداً، وحتماً مثيرة على السرير... فتوفر عليه جهداً إضافياً، وأنا لو تدرك أي أنثى عن قلقي الصاخب في عتمة يأسي لتطوعت من باب الإحسان فقط لا أكثر، وشاركتني بالمجون زمني التافه ، ثم أي منهج تتحدث عنه...؟ أستطيع أن أسلك منهجاً مع مديري يفهمه جيداً، فيدفع الراتب الشهري بينما أنتهي من عملي كله في المقهى، أسلك خطة معينة معك فلا تنشل (السيديات) جميعها، (أريد أن أحب كشجرة) هل تفهم علي؟!... ثم ماذا عن المنهج الذي تتبعه أنت...؟!
حسناً... لقد كانت لحظة غامضة تلك التي أطاحت فيها فتاة لا تتجاوز الشبرين، بكل أفكاره عن الحب والجنس اللطيف حين صفعت باب التاكسي وهي تقول: كنت أتمنى أن توقف أنت سيارة الأجرة على الأقل!، هذا بعد أن أطلقت صافرة مدوية من بين شفتيها المكتنزتين أثارت استهجان المارة الذين رمقوه بنظرة خاصة، هكذا رجع إلى غرفته مخذولاً، وبائساً، وضاحكاً أيضاً.
وحين سألتك عن كتبك التي سرقتها من هنا وهناك، أجبت أنك استودعتها لدى رجل تحت الجسر، لقد كنت أبكي يا سلمان حين وضعت كل دواوين الشعر في العلية، لم أعد إليها قط، ولم أستطع التخلي عنها، نحن عاجزان عاطفياً، أنا وأنت، دعنا نقر بهذه الحقيقة أولاً ، بائسان لا نقدر على إقناع أي تافهة حتى بالأساليب الجديدة الطالعة، ليس بإمكانك يا سلمان أن تحب! انتهينا.
كان الاثنان يجلسان في المقهى كالعادة حين مرت فتاة منعشة كالربيع. ابتسمت لهما ومضت في طريقها، أليست تلك صديقتك السابقة يا رامي ؟ أي هي، ماذا جرى مع البنت التي تعيش في المحافظة الشمالية؟ ها.. جاءت أخيراً، أقامت بين ذراعيي أسبوعين من الزمن، وشعرها الأسود طار في كل أزقة دمشق القديمة ثرثرنا في أماكن مختلفة، ومشيت فيها أنا بزهو (أنطونيو بانديراس) مستسلماً للعشق الطارئ وسطوة أنوثتها، ما أجمل يا رامي أن تمسك واحدة كفيك أيام الزمهرير حين تكون شارداً ولا تملك نقوداً ، لكن، ... لكن ماذا؟
القذارة عمت المكان، أشياءها منثورة وكأن الأغراض ستلحق بها بعد قليل، تخيل يا زلمة؟! لا ترفع كأساً من الأرض. وجدت حذاءها الضائع وسط المكتبة متربعاً بوقاحة و كأنه وردة بيضاء، لمحت في البداية أنني لم اعد اتعرف على بيتي ، ثم صرخت حتى بح صوتي، أغسلي ثيابكِ على الأقل، أو لن تخرجين فيها؟، ليست طبيعية، لقد غفت وفي فمها نصف قطعة( البيتزا) وهي تحضن العلبة الكرتونية بينما كنا نشاهد التلفاز من يخيل إليه أن حسناء ناعمة ورهيفة للغاية تمقت النظافة هكذا وتأكل طعامها في صحن متسخ منذ عهد أسبوع كامل في المجلى؟، وفي الساعة الثانية عشر ليلاً قررت الاستحمام أخيراً، أيقظتني لأسخن لها الماء على الغاز، لمحت أكواماً مكدسة من الصحون في طريقي إلى الحنفية، فاقترحت أن تجلي الصحون بدلاً من دوش لا يقدم في هذه الفوضى ولا يؤخر... تجلي في منتصف ليل كانون الثاني، أجننت؟!
جننت برجولتي، كنت سعيداً بالنبرة التي أطلقت فيها هذه الجملة بالذات أجلي الصحون أحسن لكِ... ، لكن صوت الباب يصفق بقوة أيقظني من أوهام القوة التي أخذتني وأنصاف الجمل التي تفوهت بها في لحظة غضب ذكوري، كانت قد خرجت مع حقيبة السفر، وقد نسيت معظم أغراضها عندي، أليست تلك الفتاة المنعشة كالربيع صديقتك السابقة يا رامي؟! أعتقد أني أجبتك، نعم هي، هي، أليس هذا محسن من يتأبط ذراعاً رطباً وناعماً كالعشب الحار؟!.
كندة السوادي
Kanoda9001@yahoo
08-أيار-2021
21-حزيران-2009 | |
07-حزيران-2009 | |
22-نيسان-2009 | |
01-نيسان-2009 | |
24-آذار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |