قصة قصيرة / فوق الحياة بقليل..
2009-02-08
" إلى.. امرأة يحملها طائر الشوق إلى الغناء.. "
أسكن الغفوة..
هل تصلح الغفوة دارا للإقامة؟!
فالغفوة عتبة الرؤيا.. فاصلة بين الزمان والمكان, سيدها الحلم يحملنا إلى أمكنة وأزمنة أخرى.. يصل بنا إلى مدى لا يخضع للقياس.. يصبح فيه العاشق طيف عصفور, وتصير فيه العاشقة روح فراشة.. ويصير البوح مناجاة, والنجوى ذيول أمواج تموت على رمال شطآن الشفاه.
وأنا في الغفوة أحمل قلبها في صدري.. كل ليلة تصحو قبل الفجر عارية.. قلبها بين كفيها طفل وليد, تنشره مع ضياء الفجر.. كل فجر تولد في صدري من جديد!! وتصلي الفجر وتنطلق إلى حافة الماء عند بوابة البحر.. تدخل طقس بزوغ الشمس من حضن ليل مات ليأتي.. تأخذ وجهي بين نهديها يورقها السؤال:
"أنا بين يديكَ يا سيدي فَلمَ الرحيل؟! هل تبصر من النساء سواي ؟؟ هل أخذتك عروس الماء؟ ورسمت لك وجها جديدا وضيعتك في شواطئها البعيدة..!"
وأرى طائر البحر, يسبق الشمس حاملا وجهي.. يهتف:
- انه ما زال يرسم على وجه الشمس وجه امرأة.
- من تكون تلكِ التي يرسمها يا طائر الوقت.. اخبرني من تكون؟
- انه يا سيدة النساء, يحدث الشمس عن امرأة سكنت روح الفراشة, خبأته بين نهديها.. تصحو كل يوم قبل الشمس حاملة قلبها بين كفيها تنتظر هاتفا يأتي من بعيد..
ويقبلها الطائر بين عينيها ويطير مع سرب عصافير الغيوم الراحلة..
كل الغيوم راحلة إلى حيث تجهض أحمالها غيثا, يطلق في البذور الغافيات شيطان الحياة.. يطلق في الصبار روحا قبل أن يدركه الموات.. تهبط مع الغيث العصافير الراحلة.. تبني أعشاشها على أشجار الحلم.. ترقد على بيض الأمل..
وأنا في مدى الغفوة أعبر بساتين تزهر الشوك.. تثمر صبار الجوى, يصبح للوقت مذاق الحصرم.. أبحث عن غزالة..حضرتِ عروساً تتبختر.. نامت على صدري، نامت على وسادة القلب.. طائر الوقت قال:
- تأتيك امرأة تبحث عن وليف ضيعته الطرقات..
وأتيتِ في روح الفراشة، صرت غزالة, أطلت عليّ من نافذة صدري تبحث عن طفل الحكاية, تسأل:
- ماذا تفعل يا سيدي منذ الرحيل.. منذ أخذتك ابنة اله الماء؟
- كنتُ أبحث عن حكايتنا في جب العدم.
- متعب أنت يا نورس عسقلان..هل خذلتك العافية..؟
- أنتِ جئتِ.. صوتكِ يفتح أبواب الدفاتر.. هل تأخذيني إلى ما أريد؟
- أنا امرأة تقطع الغربة مع عبق الأجندات القديمة.. أهرب من حالي إلى زوايا الحكايات الساكنة في بيت هناك.. ربما قصفوه مع ما قصفوا, ولكن ذاكرتي مازالت في المكان.
- أي مكان؟!!
طارت فراشة الحلم ترقد الدهشة بين شفتيها، ورأيت في الغفوة امرأة تبحر في بحر الألم.. وصحوتْ على هول السؤال المعلق الممتد على خط التجربة..
فهل الإجابة في نهاية الرحلة التي لم تبدأ بعد..؟!!
خوفي يقتلني أن أضيعكِ في زحام الاشتباك، أن تغيبي عني في دروب الاشتباه..
لا لبس يسكنني، لكنه الألم الذي ربما يغلف حالنا بأردية الفراق, فأنا عندما تعجزني الوسيلة للوصول، أنتعل قلبي وأمضي في المسافات، أبحث عن قلبكِ فيّ، أبحث عن قلبي فيكِ.. لكنها ظروف الأرض عاتية، تأخذنا إلى التيه.. هل نتوه ؟
أم نسكن الغفوة لنعيش حياتنا فوق أنقاض الحياة؟
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |