جوائز احتفالية دمشق... متسول الضوء.. و ملاحقة اللغة لسرّها
2009-02-16
تحمل نصوص مجموعة ( متسول الضوء ) لسامر محمد إسماعيل مستويات فنية متنوعة , وبنية شعرية كثيفة , أنتجتها مخيلة قلقة محيّرة من أسئلة الحداثة و الوجود و إشكاليات الذات مع محيطها وعلاقتها مع الآخر ( القارئ) ,
وهي نصوص تستقرئ الواقع و تكشفه على جمالياته , لتغوص في تناقضاته و تقلباته الدائمة التي لا تتوقف عن التشابه أو التحايل بين الحضور و الغياب , بين العقل و السؤال الأبدي عن ما يناقضه أو ينفيه , ثنائيات متذبذبة , تواجه مقولاتها في ( الحلم ) و ( الواقع ) أو الرؤى المؤجلتين على طول ظهور البشرية و اللتين دائما تعبران عن الخيبة و اليأس و انكسار الطموح , ( متسول الضوء ) تعيش على جعل التفاصيل ( الحياتية ) تنبثق من معان جديدة , وقد تخلصت من نفاياتها و تجردت من استهلاكيتها و عدم جدواها في محاولة لتفاوض مع اللغة البسيطة , لغة تتسلل من تجربة شعورية صادقة تصف الحياة الداخلية كما ينبغي و تصّعدها دراميا من خلال بناء جسور الشعري المقيّد و بين النثري المزاول :
أنا الكائن المكوّن و كينونتي فنائي و فنائي ليس إلا انعتاقي
و انعتاقي هو انعتاقي أبيض و كثيف ناحل و أليف
بياضي المذكر .. المذكر بياضي احتمالاتي احتضاراتي انكساراتي .
يقع سامر إسماعيل كمثل رفاقه الشعراء في شرك التقريرية أو ما يعرف بالوصف المجاني المبذر للأشياء الخاصة جدا , معرّضا شعريته إلى التساؤل و الانحدار في الكلام العادي المتداول الذي يصل أحيانا إلى أراجيف أو ثرثرات لا طعم للشعر فيها , فالإفراط في السرد و الحكي و الإيضاح المبالغ فيه كل ذلك عاقبة عرى اللغة من قدسيتها و مهابتها , لغة مكسورة الجناح و يلاحقها سرّها الأبدي كيفما تقصد , لا يدخر الشاعر صورة شعرية إلا وهي مجتزأة من لغتها , منسلقة من جلدها الجمالي و هي في أدق أدائها الفني :
إني أراك كان أبي لا يزال شابا أسراب حمام سهول خضراء
و أنت ترفرفين بثوبك الأبيض شهية... شهية
الأطفال يسرقون بيض الدجاج الحصان المتعب يغيب في تأمل السياج
الجورية التي تزنر بيتكم ترثي لحالي أفتح صندوق جدي ..
مفاتيح كثيرة لقمصان رحلت أين أنت ؟؟
في نص ( لئن غاليت في مديح الوردة ) وهو أجمل النصوص التي اعتبرها ضمن أكثر من 12 نصاً , يتغلب سامر على أوجاع السرد و القص , يتفكك منها ليحاول رصد ما هو أكثر شعرية , حيث الكلمات مطهاة على نار هادئة , و اللغة ( الواثقة) تسمّي الأشياء و تجملها دون الرجوع إلى القواميس أو أحجية , و البناء الهيكلي للصور في مأمورية دائمة عاجلة لتأسيس كتابة شعرية بسيطة تلمس العالم و تنقذه من حلمه الأبدي .
بالاتفاق مع الكاتب
النشر الأكتروني خاص ألف
08-أيار-2021
16-كانون الثاني-2021 | |
09-كانون الثاني-2021 | |
27-أيار-2020 | |
02-أيار-2020 | |
30-تشرين الثاني-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |