الرقابة تضرب مجددا في سوريا / رشا عمران أحد حراس الثقافة الجدد
2009-03-13
من أعمال الفنان يوسف عبدلكي
عرفهم تاريخ المطبوعات في سوريا، بل هذه المرة، من قبل الجيل الجديد الذي وخلف أسلافه وترعرع على أيديهم و الذي تأهل في كنف اتحاد الكتاب العرب و أصبح حارسا جديدا للثقافة السورية.
فالرقابة الحكومية التقليدية معروف بأنها كانت تتم من قبل جيل معين له انتماءاته المعروفة سياسيا . أما رقباء اليوم، فهم ينتمون إلى الجيل الجديد، وهم طالما اعترضوا على الرقابة التقليدية. و صرحوا برغبتهم بالتجديد و الانفتاح و غيرها من المفردات التي تحوم في الفضاء السوري .لكنهم عمليا ظلوا يسيرون على خطى سابقيهم بامتياز . ثم ماذا يحدث عندما يتنكب مثلا رقيب ينتمي إلى الجيل الجديد بعمل كتاب معين . كيف يمكنه أن يعد كتابا يضم نصوصا لكتاب آخرين ويخلع بزة الرقيب و لا ينصب نفسه رقيبا أخلاقيا على نصوصهم ؟
أسوق هذه الكلمات للحديث عن " أنطولوجيا الشعر السوري " التي تحمل توقيع السيدة رشا عمران و المتوقع صدورها أو صدرت عن الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية كما تم الإعلان عن ذلك في الصحف ، و المنشورة بنسختها الالكترونية في موقع " جهات الشعر" من دون إشارة لا إلى اسم دار النشر و لا الجهة التي مولت الإصدار .
تتنكب السيدة عمران عمل انطولوجيا عن الشعر السوري ، هي التي تعمل رقيبة في اتحاد الكتاب العرب . من الواضح تماما أن الشخصية التي تلبستها في عمل هذا الكتاب هي شخصية الرقيبة الأخلاقية التي تقص و تحذف . شخصية الموظفة في الاتحاد، التي تدافع عن الذوق العام السائد، و تسهر على حياء و حشمة المجتمع، من وجهة نظرها، كي يرقدان بسلام. طبعا بإمكانها أن يكون لها رأيها في هذه النواحي، و هي بذلك كان عليها أن تختار نصوصا تتماشى مع ذائقتها التقليدية ،التي تنفر مما يخدش الذوق العام من وجهة نظرها.لكنها لم تفعل أي شيء من هذا القبيل .
لست هنا في وارد مناقشة السيدة عمران في خياراتها ، فأولا و أخيرا الكتاب يحمل توقيعها و يحيل على ذائقتها و أحوال هذه الذائقة و طبيعتها ، كما يحيل على مفهومها للشعر . بل للحديث عن الرقابة و التجزير اللتين مارستهما السيدة عمران على نصوصي ، التي حصلت عليها كما تقول في رسالة الكترونية من الملحق الثقافي لصحيفة السفير و من النت أو أحد الأصدقاء و لم تعد تتذكر .
واضح أن السيدة عمران أخذت القصائد من ملحق السفير الثقافي يوم 23 ، 1 ،
2008
قصيدة شاحذ وسكاكين كاملة منشورة في نافذة إبداعات أعلاه
http://www.assafir.com/WeeklyArticle.aspx?EditionId=844&WeeklyArticleId=33811&ChannelId=4504&Author=
و ليس من مكان آخر ، و ذلك ، بسبب ورودها و ترتيبها كما هي منشورة في الملحق تماما.
لقد قامت السيدة عمران على ما يبدو بعملية ( قص ) لكنها لم ( تلصق ) بأمانة كل القصائد كما هي. فوضعت خمس قصائد لي في كتابها المذكور. نشرت القصيدة الأولى كاملة. شكرا . أما القصائد الأربع الأخرى، و هي قصائد قصيرة فقد مزقتها تمزيقا و قصقصت و حذفت على راحتها. ففي القصيدة الثانية وهي " شاحذو سكاكين " حذفت سطرين، ربما لم تعجبها مفردة " كبوت "على ما يبدو، فقد تنزعج وزارة الأوقاف من استخدامها و التلفظ بها . كما قصت الإهداء الذي يفتتح القصيدة و هو " إلى يوسف عبد لكي و كل الذين يحبهم " ربما هي تختلف مع عبد لكي سياسيا ، أو لا تحبه كفنان و كشخص و هذا شأن يخصها و لا يحق لي التدخل به. لكن لا يمكنها أن تصادر رأيي في يوسف عبد لكي و تمنعني من إهداء قصيدة له. أمر آخر ، ربما تعتقد أن هدفي من الاهداء عمل دعاية مجانية ليوسف و لوحاته ، فأخذت السيدة عمران دور مؤسسة الاعلان ،وقامت بحذف الاهداء لانها لا تريد دعاية غير مدفوعة.
و ربما أيضا نصّبت نفسها كسلطة سياسية ، و تريد منع ورود اسم الفنان في كتاب يصدر في سوريا ، رغم أنه يعيش هناك . القصيدة الثانية و هي " عمل طفل " فقد بترت من آخرها خمسة أسطر، تنتهي بجملة " أندفع بحماس منقطع النظير لعمل طفل " و لا أعرف هنا ما الذي يمنع من نشر هذه الجملة التي تتردد عل ألسنة السوريين في كل مكان ، حينما يطلبون من أحدهم أن ينجب طفلا . و ربما ـ هنا ـ أخذت السيدة عمران دور مخفر شرطة فهبت سريعا لنجدة الشرف العام لكي يستتب حياء الأمة . أما قصيدة "عيد أول تكسير " فقد قطعت و قصّبت تقصيبا منها ستة عشر سطرا و أبقت على السطور الخمسة الأخيرة ، و في هذه القصيدة ، حقيقة لم أعرف لماذا قطّعتها ، فربما لم يعجبها ، أن استعمل مفردة " الحمام " ، أو مفردتي " ألبستك الداخلية " فهذا فعلا يخدش حياء المجتمع ، و أخذت السيدة عمران دفة قيادة النهي عن المنكر في المجتمع ، و حفاظا على السلم ألاخلاقي فعلت ما فعلت . بينما في قصيدة " استيهام " و هي قصيدة قصيرة جدا تتحدث عن امرأة في مقهى ، فقد اقتلعت منها عشرة سطور، و أبقت على سبعة .تعبر في هذه القصيدة مفردة "موخرتك " و جملة تطرطشين .......التوقعات و التنبؤات " ربما هنا تريد السيدة عمران أن تتحدث باسم دار الإفتاء فتحد من استخدام مفردة مؤخرتك . و ربما تريد ان تسدي خدمة فلا تزعل وزارة السياحة أو وزارة الزراعة .....أو ربما تريد أن لا تدخل النساء إلى المقاهي و تريد مقاه بدون نساء .
.أيضا مزجت المقاطع التي أبقتها، مع بعضها البعض ، و لم تترك لها حتى العناوين .فبدت القصائد أشبه بشوربة الخضار. كما أعطتني عمرا ليس عمري .ربما قدرته تقديرا ، هذا بالنسبة لقصائدي أما قصائد الآخرين فالله أعلم بها لأنني لا أملك النسخ الأصلية .
لا أعرف من أعطى السيدة عمران هذه السلطة المطلقة على نصوص الآخرين بتغييرها و قص و حذف مقاطع منها. لا أعرف بأي حق قامت بكل ذلك .اللهم إلا إذا اعتادت على رقابة الكتب ، حيث تعمل في اتحاد الكتاب العرب. و اشتبه عليها الأمر .
.كان بإمكانها أن تسألني أو أن لا تضعني كليا في كتابها . و أنا سأحترم ذلك . و عدم نشر قصائدي لن يغير شيئا في تاريخ الشعر السوري و لن تنقلب الدنيا رأسا على عقب .
. لكنها لم تفعل أي شيء من هذا القبيل .
لعل عمل كتاب يضم هذا العدد من البشر يختلف قليلا عن الدخول إلى مقهى الروضة ، أو الذهاب إلى سوق الخضار وشراء كيلو بطاطا ، و حشر الحبات في كيس ، وهو يستحق الاتصال بمن وردت أسماءهم في الكتاب، و عدم ذكر معلومات شخصية عنهم ، دون سؤالهم عنها ، خصوصا إذا كانوا أحياء. أو تحديد المراجع التي أخذت منها المعلومات، على الأقل .عمل انطولوجيا إنه مسؤولية شخصية ، يحيل على الشخص فكرا و ثقافة و تكوينا أدبيا، و ذائقة .
و ليس " هات ايدك و الحقني " .
بوركت الرقابة الجديدة
صالح دياب
المقاطع المحذوفة
من" شاحذو سكاكين "
بالكَبّوت
ومن دون الكَبّوت
من " عمل طفل "
مع رفيقتي في صيد السمك
تلك التي أتحدث معها عن قصص حبي
أندفع بحماس منقطع النظير
لعمل طفل .
من " عيد اول تكسير "
سنزور أمك في العاصمة
و نذهب للسباحة في النهر
حيث أطعمتِ الإوز
سنحمل ألعابا لخالتك
في مشفى الأمراض العقلية
و في العودة
سنتنزه في الغابة
كي تقدمينني إلى السناجب
تعرفين ؟
أحببته كثيرا
النص الذي كتبْتِه عن الفراشة
التي دخلت إلى البيت !
في درج ألبستك الداخلية وجدتُه
وأنا أبحث عن الفردة اليسرى
!من جوربي
من حينها أسبح في الفرح
من " استيهام "
تشربين البستيس على البار
وتتحدثين مع صديقتك عن التنجيم .
مع البصاق
تطرطشين حولك التوقعات والتنبؤات
حتى تنطفئ سيجارتي .
مؤخرتك شجرة كرز
تحرك هواء المقهى
ستائر أيام الثلاثينات لشعرك الحنائي
تدغدغ شعلتي .
Free Dating sites
2013-08-04
Hi, I really like your internet site if I am trustworthy. Where did you get it built?
08-أيار-2021
07-تشرين الثاني-2010 | |
05-حزيران-2009 | |
الرقابة تضرب مجددا في سوريا / رشا عمران أحد حراس الثقافة الجدد |
13-آذار-2009 |
13-آذار-2009 | |
03-حزيران-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |