مختارات من مجموعة تصدر قريبا " ترسلين سكينا أرسل خنجرا "
2009-06-05
سمكتان حمراوان
سأكتب كتابا جنسيا
كتابا سيكون هو الأجمل
الأفضل بلا منازع
كتابا سيضرب رقما قياسيا في المبيعات
سأعطيه عنوانا بسيطا
" سمكتان حمراوان"
ما إن تراه العين حتى تقع في شرَكِه
سيشتريه حتى أولئك الذين لا يحبون القراءة
سأملؤه بقصص تشرقط
من أول صفحة حتى آخر صفحة
كل شيء يتجامع مع كل شيء
حب بين كافة الشعوب :
الحشرات، الطيور ،الأسماك
الأشجار ، الزهور ، الخضروات مع الأعشاب
المطر و الفطور ،الرعود و البروق
الأنهار مع الجداول والحصى
الألوان و الأذواق ثم الروائح
الجبال مع سماوات الثلج ،الليالي مع النهارات
وأيضا ، الرجال مع النساء .
كتابا سيدفعني دفعا
كي أصير غنيا
وأكسب كمَّا كبيرا من النقود
فأغير سخّان الحمام
وأتقدم لنيل شهادة قيادة السيارة
و أشتري ستائر
لنوافذ المنزل الخمس :
نافذة المطبخ ، ونافذتي الصالون
و نافذتي غرفة النوم-المرْسم
ستائر طويلة تمنع الممرضات
والمرضى في المستشفى المقابل
من التجسس عليّ عندما أمارس الحب
و سأنتهي من هذه الفضيحة
مرة واحدة وإلى الأبد .
المقطوعة رقم 3
أسير منطلقا على آخر دعسة
أكثر من عشرة ألاف كيلو متر
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
آخُذُ أوتوسترادات
آخذ طرق المدن
و شوارع الضواحي
أتحول باتجاه زواريب ضيقة
نحو شوارع غير معبدة
أرجع القهقرى
في حارات مسدودة
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
أتجاوز كميونات ،
رتلا من الكميونات
أُدوْبلُ قافلة عسكرية ،
مقطورات ـ تخييم ، سيارات ـ تخييم ،
سيارات ، دراجات نارية ،
بسكليتات
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
أعبر شعابا
أتسلق جبالا ، أنزل سفوحا و وديانا
أحاذي جروفا صخرية و وهادا
أشقُّ سهوبا
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
أسلك جسورا
أعبر أنفاقا
أسير فوق قناطر عملاقة
أخترق غابات
شروماً بحريةً و مصبات أنهار
ثم أخرج مثل سهم
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
أجتاز مدنا ،
قرى
كمّاً هائلا من القرى
ضيعا صغيرة جدا
أنعطفُ و ألفّ في مناطق صناعية
في أحياء راقية
في أحياء شعبية
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
أمرّ تحت البرق والرعد
أتحمّل المطر، الثلج ،
الضباب و حبات البَرَد
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
في طقس متقلب
أدنى من -۱۵
°٤۲و أعلى من
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
أنكرّ عبر السنوات
الشهور، الفصول، العطل
وأعياد الميلاد
أستمع إلى المقطوعة رقم 2
المقطوعة
التي تسبق مقطوعتكِ المفضلة .
أنطلق باتجاه الشمال
النبأ
ألغى كلَّ ارتباطاتي .
ملأتُ خزان الوقود كاملا
وانطلقتُ باتجاه الشمال .
عليّ أن أسْرعَ .
ربما سألحق بالجزء الأخير
من القرآن ،
ربما بجزء من المنتصف .
الموسيقى التي تنبعث من الراديو
لا تناسبُ مزاجي .
حتى هذه ما إن تصفو حتى تتشوش .
يعذبني الفيتيس
و المكيف أيضا ينطفئ كل لحظة .
ها هي موسيقى أخرى تقتربُ
ثم تبتعد .
للمرة الكذا
لا أنجح في التقاط اسم المؤلف .
كل شيء في حياتي
على صورة هذه الموسيقى
التي تصل منهكة ومشوشة
و ما إن تطلع حتى تتوارى
ولا أنجح
في معرفة اسم المؤلف .
فجأة
بلمحة خاطفة اكتشفتُ
أن التاريخ الذي تشير إليه الساعة أمامي ،
هو نفسه الموجود على بطاقة هويتي
وسائر الأوراق الرسمية .
لم أُحضِّر نفسي لحدث بهذه الأهمية .
توقفتُ
فطار سرب من الغربان .
مشيتُ حتى بصيص الضوء .
دخلتُ، شربتُ كأسا عملاقة من البيرة
بصحة ما تبقى لي من سنوات .
كانت فاترة جدا
قوة غريبة دفعتني كي آتي عليها ،
وأنا ألقي نظرات تحتية على العجوز
الذي ينهكُ نفسه في إشعال عقب
سيجارته كلما انطفأ ،
كما لو أن الأمر يتعلق بمشواة فحم .
تابعتُ الطريق الجبلي الحلزوني
برفقة الموسيقى التي تصر - ما إن تطلع -
على أن تختفي،
ناظرا إلى الأمام وفي الوقت نفسه
إلى الدخان الأسود يتصاعدُ في الخلف ،
تحت ضوء القمر الشتوي
ويسعى دونما كلل كي يتجاوزني
من مجموعة شعرية بعنوان " ترسلين سكينا أرسل خنجرا " تصدر قريبا عن دار شرقيات في القاهرة
08-أيار-2021
07-تشرين الثاني-2010 | |
05-حزيران-2009 | |
الرقابة تضرب مجددا في سوريا / رشا عمران أحد حراس الثقافة الجدد |
13-آذار-2009 |
13-آذار-2009 | |
03-حزيران-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |