مسامات مفتوحة للعبث
2009-03-15
ما الذي تجنيه الفتيات من النضوج؟! , قد كبرتِ كسحابة بيضاء تدلف جنة البيوت, وتخلفيني وراءك محتار إلى الآن في تحديد عمري , هكذا لسعتني الحياة حتى صرت مقروص كنجمة سوداء, ثم جئت إليكِ أرغب باستعادة يفاعةً تقطرت في بحر الأحداث الأخيرة, أستعيد تلك الصورة القديمة , عينيكِ اللعوبتين صوتكِ العالي وكل هذه الفوضى ,و قهقهة تسفحيها بمهارة على الجهات الأربع رافعة وجهكِ إلى السماء فيهيأ لي أن الرب سعيداَ , معكِ أيضاً,هكذا تغيب عينيكِ بينما تتسع فتحات أنفكِ كالقردة , يوم كنا نمشط الشوارع. . . نمارس العطالة كملوك منتهية الصلاحية , فتاة حلوة بشعر أسود وبنطال جينز وكنزة قطنية , نمشي معاً ساعات طويلة تروين فيها الحكايا الكاذبة عن جدكِ الذي كان يملك( فندق الشام) . . . .
وعن (أدونيس) الشاعر الذي قبلتيه وسط كل الناس بلا خجل ولاحقاً حاول أن يكتب من كان هناك قصائد حداثية, قبلتيه فطلب يدكِ للزواج! ومازلتِ تفكرين بالموضوع ربما إلى الآن, ووحدي أسهر الليل كله العن مصابيح الكهرباء والبنايات الشاهقة, جغرافية الشام, ممتعضاً من رتابة أثاث غرفتي لون السرير ووجه أبي البارد, أنتظر فجر قدومكِ أليً عند باب كلية الحقوق بينما يفكك ألغام جسدي الوقت ببطء قاتل, حتى يكاد صدري أن يصير عقرب سام في الجدار, تسرقين ليمونة من عربة الخضار تنهشين نصفها ,تهديني نصفها الثاني وتضحكين لا تأبهي بالدبق ولا بتلويث البنطال,والمجتمعات الشرقية, بينما أمر من بعدكِ كالسائر في نومه غابات كاملة من الحمضيات ,يأساً تجهد بحبل طزاجتكِ حتى أرتوي , الأيام التي كنا نجلس فيها على الرصيف المواجه للـ(المتحف الوطني) تثرثرين دون أن تمنحيني حق الرد!, يعجبك فيّّ ملامح سذاجتي وصمتي العجوز في حينها, ترمقين بطرف عينيكِ تلعثم حواسي وتشتت ذهني, تسيئين الظن دائماً لأنكِ أنثى. . وما الذي تعرفيه عن الرجال حين يقعون في مياهكِ,
تضعين رأسكِ بين كفيّ ,تبكين دموع غزيرة أكاد أصدقها لولا معرفتي بالعبث الذي تسلكينه.. لتخبريني سراً خطيراً.... أنا مصابة بالإيدز!!,
مأيدزة... وأنا لا أرغب في العمر سوى صحبتكِ وأهتراء أخر حذاء أملكه معكِ في أزقة الأحياء القديمة وتكفيني تلك البساطة, تختفين برهة فتكوني قد دبرتِ مقلب بأحد المارة... ماذا فعلتِ لا أدري تركضين فأركض خلفكِ وأكون قطكِ المفضل دائماً.. أحدهم الذي سيتلوكِ للأصدقاء في أمسيات الحنين الصبية الحمقاء.. وأحلم أنا بكِ في أرقي الصامت, لم تعديني بشيء.. وما أناله أخر النهار استراحة المحارب بين ذراعيكِ... وقد سرقتِ من جيبي الخلفي سيجارة. . حتى اتصلتُ بكِ البارحة: أرغب في أن أراكِ حقاً..
فاجأتني كلياً. . . حسناً مر غدا(صالة عشتار) في الثامنة والنصف . . مررت فأصابتني مباشرة ضحكتكِ بين اللوحات التشكيلية, وقد أرتديتِ ثياب كالسيدة الصغيرة تنورة سوداء وجزمة طويلة. . جاكيت قصير عاقصة شعركِ بدقة , قبل أن تلمحي وجودي, سمعتكِ تناقشين بعض الناس عن المحاضرة التي ألقاها (عشيقكِ السري) في الجزائر. . . مهزوماً أمسكتُ كفيكِ الصغيرين : لقد تغيرتِ. . . يباغتكِ فجأة حزن ألف عام فأندم من أثارت زوبعة الذكريات بهذه الطريقة: ليس لهذه الدرجة وفقط تضحكين. . .
كندة السوادي
08-أيار-2021
21-حزيران-2009 | |
07-حزيران-2009 | |
22-نيسان-2009 | |
01-نيسان-2009 | |
24-آذار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |