ذاكرة الرحيـق

حينَ عانقتُك
أفاقتْ الجدائل العاشقة
صحتْ ذاكرة الينابيع
وروائح عشبٍ بريّ
في جبالٍ مازالت نقيّة..
***
وكانَ نحيبي
يمتطي آخر الموج
ليغدو عصفوراً في حديقتك
معك كانتْ الشمسُ تهديني الظلّ
معك كانتْ الأغاني
تعيدُ لي زّمني المسّروق..
***
ومضيتَ ... مضيتَ
إلى سراديب الوقت القاتل
فضاعتْ الجسور تحت أقدام العبث..
مضيتَ وعطر الأيام
ما يزال يغزِلُ ولادته بين يديّ
***
صرخةٌ .. أم قبلةٌ
كانت حين التقينا
أمْ جرحٌ عتيق استحضرَ الصراخ الموءود
***
و أسأل بخوفٍ
هل مازالَ بعضُ الرحيق
لنحلةٍ مقتولة
هلْ مازالَ بعض الدفء
عالقاً في زوايا القلب
أمْ أنّ الضجر
أكلَ كلّ الأحلام
ولم يبقَ في البيادر
سوى اليباب
سوى صوت الحنين المكسور
***
...لن أصرخ لأنّ الشمس بيننا
فقدتْ ذاكرتها تنكرت لدفئها..
وجلستْ تترقب
مهرجان الأقنعة

صلاة شكر خاصة

في زمنٍ
فاضَ الوحلُ فيه
حتى غطى القلب
و نمتْ
المخالب
في الصدور
....
في زمنٍ
لا يحلّق العصفور
في سمائه
دونَ جواز سفر
.........
نرسِمُ أحلامَ الصباح ...
ثمَّ نمزقُّها
خوفاً من السقوط
في اللأمان
......
في زمنٍ
هاجرَ الشجر
إلى حدائقِ البغي
ولبسَ النسرُ
جناحَ البغاثِ مسروراً
وتحولّت دروبُ أحلامنا
إلى متاهات
ونوافذ الحبّ
إلى ألغام
..........
في زحمةِ الأبواقِ
والموتِ الرخيص
يصبحُ العشقُ فيه
عبادةً وثنية
..............
في زمنٍ
لا يُسمَعُ فيه غناءُ الروح..
سأطوي
كلّ أوراق القهر
وألقيها في
مدفأة الحلم
ثمَّ أنظرُ إلى عينيك
كي تفتح السماء أبوابها
وتفترش الأرض أثوابها
..........
ثمّ أصلي
صلاة الشكر
لأنَّ قلبي امتلك نبضه
في زمنٍ أصبحَ
فيه الحبّ معجزة

جواز سفر لقدمي

نسمةُ آخر الصيف
أوقظتْالغافي من الحزن ..
وقد بدا وجهه بعيداً ،
قلبي يلهثُ وراءه بجنون
محاولاً تلمّسملامحه
كي يرسم بها وردةً للصباح
ونجمةً للمساء..
فرحي يهرب مني معلناً الولاء لعينيه..
فألوذُ بصمتي ..أتفتت في حضن الشوق..
و أنسجُ جليداً يخفي ناراً فقدتْ النطق

***
البردُيفرِشُ أثوابه في كل المطارح ..
يغازلُ قلبي و يدعوه لوليمة النزيف..
و جنينُ حلمٍ يصرخُ وهو يعانق رحم الأماني
يستجدي الولادة..
فأقف وسطُ براكيني بفرحٍحزين .. أحلمُ بالورد ..
وبأرضٍ حنونة تحتضن بذار عمري..

***
مدنُالدهشةِ تلوحُ..
بخوابيها الممتلئة لحرماني ..
بأجوبتها الشافيةلسؤالاتي..
فيتجّلد العمرُ أمامَ بابها..
متوسلاً آخر الزلازل يعمّر قبابَ الفرح.. ..

****
ينزف القلبُ آخرَ أحلامه.
فأغدو غيمةً فوق أرضٍ تحلم بمطري .
وموجاً يغازل صدره..
في كلّ لمسة فصلُ جديد....
وقوس قزح يستعير من جنوني ألوانه..

***
أنا التي تسكنها
الشمس والقمر والزهور
والشجر ..والموج ..والدفء..
هأنذا أقف ببردي العتيق
أنتظر اسماً جديداً
وجواز سفر يحدد لي مصير قدمي

بيادر منسية

بيادر حروفٍ بدفءِ قلبي
وباقةُ أمانٍ بثوبِ الفجر
غزلتُها وشاحاً لعمره

***

فوقَ وسادةِ طيفِهِ غفوت..
حلمتُ بيده تضمُّ جبيني
بصوته يعمّر قصوراً لنبضي

***

صحوةُ غيابه سرقتْ حلمي...
نامتْ ورودُ الأماني بصدري
وفوقَ الوسادةِ.. نبتَ الصقيع

***

بليلِ الخيبة تهاوى فرحي
رأيتُ جبيني دون يديه
و سلّة أمانٍ فرغت بهجره..
هناكَ رأيتُ
وتحتَ خطاه..
وشاحَ حروفي
..مضّرجاً بنبضي....
في البدء كانت


مازالوا يبحثون
في قواميسِ اللغة..
عن القوافي
كي يصنعوا مجداً
من الورق

* * *
مازالوا يبحثون
عن القشّة
في بيدرِ البحتري
وبحرِ الرمل

* * *
الصمتُ الجميل
مقتولٌ
والصوت الأجمل
لم يصلْ

* * *
دلّني أيها القلب
إلى ركنٍ نقيّ
دلّني ..
أيّها العقل الأسير
ٍإلى حقول
لم
تفقد طهرِها

* * *
في البدءِ
كانتْ الكلمة
وهنا ..
كانتْ النهاية
حينْ كانتْ