ذاتَ عمرٍ

صدّقتُ وعودَ الفرح..
فاغتسلتُ بماء الأمل
رتبّتُ أزهار قلبي
وألبستُ روحي ثوب العيد ...
.............
على شرفةِ القلب
سهرتُ مع الأماني ..
مرّتْ ألف قافلة للفرح ..
لوّحتْ بمناديلها المزركشة ...
ناديتُ وسط الضجيج
اسم فرحي
وعرفتُ من صمتهم
أنه لم يأتِ..
...........
تعبتْ أقدام الانتظار..
اهترأ ثوب العيد ...
وعلى الجدران
نبتتْ وردة الصقيع...
.....
حين لمحتُه ذاتَ فجرٍ...
رقص الموج بصدري ...
ناديته
لكنّه لم يعرفني
نسيتُ أنّ الانتظار
بدّل ملامحي
...................
رميتُ له القلب
علّه يذكرني...
لكنّه ضاع وسط الزحام
ومضى فرحي مع القوافل
يفتشّ عني..
..............
بهدوء
أغلقُ نوافذ القلب
أسدِلُ ستائر الأماني...
وأشعلُ شمعة انتظار
من نوع آخر..

أغسل قلبي من عينيك

تحتَ سّماء نازفة..
أنثرُ قلبي
كي أغرِق براعمَ وجهك
فيغدو المطر
برعماً يشبهك
.............
أرتحلُ بفضاء المرايا
أقطفُ من كلّ
عينٍ ضحكة
ومن كل قلبٍ لهفة..
ألوذُ بازدحامِ الوجوه
ينجيني من فتنة سحرك..
أخلع دثاركَ عن قلبي
أزوّر دفاتر العشق
و أبدّل ألوان طيفك

ثمَّ ألمحك
فتفوح رائحة عطرك
من جسدي
يهطل مطر الحنين
في صدري
وبلحظة
تُهزَم كلّ الحروف
وكلّ المرايا
فأعرِفُ تحتَ
هذه السّماء النازفة
بأنّي حقاً أحبّك

شتاء القلب

غابت الحروف..
واستوطنت الثلوج
بوابة القلب..
...........
في فصل الغياب
أفتح مخازن الذاكرة..
أنقب عن مواسم الجمر..
وفي مدفأة القلب .. أنثره..
..........
الشتاء أحرق زهور الأماني..
أغلق نوافذ الشمس..
وحدها الرياح..
فتحت ذراعيها ..
وفي الطريق إلى حضنها..
تطايرت كل أوراق الفرح..
............
لا زاد يكفي الروح..
لا جمر يطفأ الجليد..
لا صوت ينعي الفراق..
لا صدر..يدفن الآه ..
..............
من دون حروفك..
تعرّى القلب مشى
حافياً فوق ركام الشوق..
طيور الانتظار تلتهم
جنيّ ملامحك .. وحروف..
كانت تهدي النبض..
.............
تأخر ربيع عينيك..
تأخرت أزهار يديك..
أحرق الصقيع قلبي
وهو ينتظر شالاً من حروف

محاولة أمل

ربما في ليلة مقمرة قادمة
سأكونُ في ثوبِ حداد
أنتحبُ على قمرٍ غادرني....
....
وربما ستأكلُ الغصّة نومي...
وتلقيني الخيبة .. في فخ الغربة
..............
وربما ستلسعُ فيروز روحي حنيناً ..
ويصبحُ قعرُ البراكين أهدأ من قلبي
وربما ستخنقني غداً
لحظات السعادة الآن
وتشوي ذاكرتي بتلذذ كسمكة حيّة
............
وربما سأدفنُ صورك
وأعلّقُ في متحفِ القلب
صورةَ سعادتنا وفي زاويتها شارة حداد
......وسأهدأ ....
و أبتلعُ الغصّة بمسكناتِ المنطق...
وأعاود صنع عقاقير العقل المهدئة
وأجترع كاس التوازن المرّ
........
وربما أنجح في النوم بلا احتضار
وربما بعدها سأمزق لغتي
وأحرق كل أبجدياتي
وأهرع إلى أغبى جارة لتعلمني
أبجدية آدم وحواء
...............
ولكني...........
ذات ليلة مقمرة
سأكون بكامل أناقتي النفسية
أبتسم للقمر
وأحلم من جديد ........
بيدٍ عاشقة تحتضن قلبي