-1-
العالَمُ مُسْجَلٌ وسَمْعي مِنْجَلٌ.
أُسَرِّبُ كُلُّ شيءٍ إلى رأْسي .. أتسَلَّى.
وأَتْرُكُ فِي أفْكَارٍ فاكِهةَ الكَوْنِ تتدَلَّى.
-2-
اجْمَعُونِي.
-3-
كنَهْرٍ يَسِيرُ بأناةٍ في سَهْلٍ شَاسِعٍ
ينْظرُ إلى سَماءٍ نائمةٍ
أتْبعُ حَدْسِي…
-4-
تقْصِدُنِي عَرَباتُ العَوالِم القَصيَّة.
تقْصِدُنِي مُحمَّلةً بِحَصادٍ صاخبٍ
وقَصَائدَ خَالصَةٍ.
إلى متَى لا أُصَارِحُها؟
لا تدْري أنّي منْ يُصْدِرُ أمْرَ أنْ تقْصِدَنِي.
وأنّي في الحقيقة منْ يقْصِدُنِي. أُلاعبُني.
ومَنْ يسْتطيعُ أنْ يُقْنعَنِي أنّي كنْتُ جادّاً
حينَ أمرْتُ سَرائرَ وجْهي بالابتسَامة؟
أنا رَبُّ العَرَبات ومُبْدعُ العَوالِم البعيدَة.
لكنْ إلَى متَى لا أُصَارحُني؟
إلَى مَتى؟
إلَى مَتى؟
لنْ أرْتاحَ إلاَّ حينَ تأتينِي العَرَباتُ
مُحمَّلةً بِجُثَّتِي.
-5-
كلُّ نفْسٍ تبْحَثُ في بَسَاتينِي عنْ أجْوبةٍ،
لتنْسَحِبْ بسُرْعَة.
في بَسَاتينِي تعَاليمُ لا أعْلمُها،
ومَعَاييرُ سائبةٌ:
أذْنٌ لا تنْظرُ إلَى عَيْنٍ،
وعَينٌ لا تُنْصِتُ إلَى أذْنٍ.
كلُّ نفْسٍ تبْحَثُ في بَساتينِي عن أجْوبةٍ،
لتنْسَحِبْ بسُرْعَة.
-6-
كُلَّما قُلْتُ، أنْسَى.
وكُلَّما نَسِيتُ، أجدُني منْ جَديدٍ قائلاً في البُسْتانْ.
- ومَا عسَى منْ ينْسَى أنْ يقولَ في البُسْتانْ؟
- منَ الْمُسَلَّم به أَنِّي .. لسْتُ أنا مَنْ يتكلَّمُ الآنْ !
-7-
لَمْ أعُدْ ( ومتَى كُنْتُ...؟) أتكلَّمُ في الشِّعْر باسْمي.
-8-
وُلد الشَّاعرُ فِي ومنْ أذْنِ العَالَمْ
ولَمّا بَرْعَمَ درَّسَ النَّاسَ الكَلامَ
فاسْتعْمِلَتْ تعَاليمُهُ بطُرقٍ مُلْتويةٍ
آنئذٍ ظهَر السِّياسيُّ والكذَّابُ
آنئذٍ تَمرَّد عَنْ عَادات الكَلامْ
وذاتَ يوْمٍ نكَحَ فكْرةً كعَلامَة اسْتفْهامْ
وضَعتْ مُستقْبلاً ما سُمِّيَ بالفيْلسوفْ.
يُمْكنُ إذنْ تفهُّمُ موْقفَ أفْلاطُونَ،
فقدْ كَان يُعانِي منْ عُقْدَة أُوديبَ.
-9-
ليْسَ النَّصُّ، إِنَّما الْمِنَصَّةُ.
-10-
لا يهمُّني أنْ أنْظرَ، أدْنَى أو أسْمَى
يهمُّني أنْ أُنْصتَ، لأنّي أعْمَى
وإذْ أصِفُ، فإنَّما أُصلِّي
وأُسَمِّي ما لَمْ يُسمَّى.
-11-
تلْكَ الينابيعُ
في سُحُبٍ لا تُريدُ أنْ تُمْطرَ.
-12-
أُخاطبُ لانِهائيّاً.
-13-
منْ علَّمَكَ الصَّيْدَ
في البرَكِ الصَّافية.
منْ علَّمَكَ درْسَ العَالَم
بلا مذْراةٍ أو أحْصِنة...
من علَّمكَ نسْفَ كلَّ مَجْهودٍ جدِّيٍّ
لفهْم الدَّرْسْ.
-14-
أشْبهُ شَاعراً تَركَ كُلَّ شَيْءْ
وشَرَعَ في إنْشَاء كُلِّ شَيْءْ.
-15-
أنا قادمٌ ياشجَرةَ التّوتِ،
ياكَلمةً غرسَتْها المشِيئةُ
في مَصِيري ذاتَ شِتاءٍ،
يا عَرَبةَ الموْتى التي تتقدّمُ ببُطءْ،
ياقدراً لَمْ يقْدُرْني حَقَّ قدْري.
-16-
لاَ أمْنعُ الغَرْفَ منْ غَدَائر فَراغي،
فاجْتلِبْ. وصُغْ منْها مُتْعةً،
والْتهِبْ. إنَّ أنْهارَ فَيضانِي
لعلَّكَ تَحْتسِبْ.
-17-
لَدَيَّ إحْساسٌ رائعٌ اليومْ.
لَقَدْ سَمعْتهمْ جميعاً في النَّومْ.
لِنتْرُك اللُّغةَ تَمْشي كَما تشَاءْ.
لِنترُكها مُتشَائلةً مثْلَما تنْشاءْ.
لِندعْها تتعرَّى كمرْآة.
لِندعْها شَتَّى في الشَّوارعْ.
لَقَدْ سَمعْتُهمْ، وعزْفُهمْ مُمْتعْ.
لِذا لَدَيَّ إحْساسٌ رائعْ.
لِذا أحبِّذُ التَّرْكيبَ، لا التَّحليلْ.
لنْ أسْهوَ عنِ التَّفاصيلْ.
لِي حَدْسها منْ سَمائي.
لِي سَبْرها بسُرْعة نسْر.
لَديَّ إحساسٌ رائعٌ اليومْ.
لِنتَمشَّ في شَتَّى الشَّوارعْ.
لنتَشَتَّتْ… إنَّهُ زمنٌ رائعْ.
-19-
أفْكاري ( ألِي أفْكَارْ؟)
ضَميرُ الْمُفْرد الْمَكَّارْ.
-20-
بعيداً.. إلَى أعْلى.. بُرْجٌ:
شاعرٌ يُعيدُ النَّظرَ في كَوْنِه كلَّ آنْ.
شَاعرٌ معَ كلِّ رمْشٍ.. هوَ في شَانْ.
-22-
الدُّوَيْباتُ التي تعْبُر بِخفَّةٍ ترى العَالَمَ أكْبرْ
ودَنْدَنَاتُها الميدْيولوجيَّةُ الجديدةُ
تدْفعُني إلى أنْ أسْخَرَ أكْثرْ.
-23-
لنْ أتأدَّبَ للْبحْر
لأعْرفَ ما وراءَ الْحَركَة ( خرْقٌ، قتْلٌ، بناءْ...)
لن أتَحكَّم في الْهواء لتمْتاز في ذهْني الأشياءْ.
-24-
صِرْتُ دُونَ أنْ أعْرِفَ إعْصاراً يرْقُصُ منْ فَرْط الصَّمْت.
-25-
أبْتسِمُ للموْت حَاسِباً أيَّ إمْكانيَّة
كَأنْ أجْمعَ الكتابَ وأنْسَحبْ.
لكنْ لي ميقاتٌ والكَلماتْ
ولا بُدَّ أنْ أُكْمِلَ رسْمَ وجْهي
لتكُونَ الابتسامةُ مُدوِّيّة.